حيروت – متابعات :
عقد مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، اليوم الاثنين، جلسة مشاورات، لبحث المقترحات الأممية وجهود المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار في الجلسة الختامية لمؤتمر المثقفين الذي نظمه مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية بمدينة المكلا، محافظة حضرموت، على مدى يومين.
وشملت المباحثات الخروقات العسكرية لآلية وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، وتخفيض حدة النزاع، والخيارات الأوسع لتطبيق آلية شاملة لوقف إطلاق النار عبر اللجان الأمنية المشكلة على مستوى المحافظات بما يفضي إلى إنشاء مناطق آمنة.
ووضعت المباحثات أفكارًا لبدء هدنة جديدة، تتعلق بالتزام الأطراف بوقف العمليات الهجومية على الجبهات بأكملها، بما في ذلك على الحدود، والتخلي عن أي مكاسب تم تحقيقها خلال فترة الهدنة، إضافة إلى تمركز الحد الأدنى من القوات على الجبهات لتقليل احتمالات التصعيد.
وبحثت الجلسة الترتيبات الأمنية وإصلاح القطاع الأمني بهدف الحد من العنف وخلق مساحة للحوار السياسي، بحيث يمكن للأطراف استئناف مفاوضات السلام، وبما يسمح لها بالنظر في خطوات إضافية لتخفيف التوترات وخلق مساحة لتحسين ظروف المدنيين.
كما كان القرار الأممي 2216 واحدًا من الملفات التي أُثير النقاش حولها بين مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن والمشاركين في المؤتمر، إضافة إلى الإجراءات التي يفرضها التحالف على الموانئ والمطارات.
وقالت رئيس فريق قضية صعدة في مؤتمر الحوار الوطني (2013 – 2014) نبيلة الزبير إن المبعوث الأممي السابق مارتن غريفيث فشل في تحقيق أي تقدم، بينما فشل المبعوث الاسبق إسماعيل ولد الشيخ رغم جهوده الإيجابية.
وأضافت خلال الجلسة، إن معظم الأطروحات التي قدمها غريفيث لوقف الحرب في اليمن خلال فترة ولايته، وكثير من المقترحات التي تُقدم حتى اللحظة كانت نتاجا لجهود ولد الشيخ.
كما ناقشت مشاورات الجلسة الختامية مبادرات للحد من الأضرار المدنية، والتي تخفف من تأثير الصراع على السكان، إضافة إلى تمكين المجتمعات للانخراط في تحسين معاملة المدنيين، ومبادرات سلامة المجتمع.
وبحث المؤتمر في يومه الأخير دور الجهات المسلحة غير الحكومية في اليمن، وكيف أثرت على مشهد الحرب، والتدخل الإقليمي الفاعل في نشوئها وسيطرتها على الأرض، إضافة إلى العبء المتوقع لتلك الجهات في مرحلة ما بعد الحرب.
وقدمت الصحفية والباحثة ثريا دماج شرحًا موسعًا لطبيعة وحجم وهيكلة التشكيلات المسلحة النشطة خارج إطار القوات التابعة للحكومة اليمنية.
وفي ورقة أخرى، تناولت الباحثة في مركز صنعاء بلقيس اللهبي والصحفي علوي السقاف دور المثقفين اليمنيين في مستقبل البلاد، وكيف يمكن أن يقدموا مقاربات جديدة لوقف الحرب في اليمن.
واختتم المثقفون اليمنيون مؤتمرهم الأول من نوعه الذي يُنظم داخل البلد الممزق بالحرب منذ مطلع العام 2015.
وتُعد الجلسات المنعقدة بداية لمؤتمر دوري ينظمه مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية بمشاركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وفاعلين دوليين في الشأن اليمني، وفقا لتصريح سابق للمدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات ماجد المذحجي.