مقالات

جاء العيد وأقبلت أحزانه بقلم| حاتـم عثمان الشَّعبي

بقلم| حاتـم عثمان الشَّعبي

العيد هو الفرح والسرور لدى عامة الناس غنيهم وفقيرهم كبيرهم وصغيرهم، لأننا نعيش بمجتمع مؤمن بالله ورسوله الكريم. لكننا عندما نأتي لأيام العيد ونخرج للصلاة ومن ثم ننطلق كلٍ إلى وجهته، فإنك ستجد هذا ذهب يذبح أضحيته والآخر سار ليشتري لحم بالكيلو من الجزار والآخر أخذ أسرته ليجتمعوا بمنزل كبير العائلة ومنهم من يأخذ عائلته ليفسحوا ومن ثم يذهبوا لأي مطعم لتناول الغداء وكل حسب استطاعته وقدرته المادية.

ومن خلال كل ذلك ترى بين هذا وذاك وعند كل سيارة أو محل بعض النساء وهنّ متغطيات بالسواد حتى لا أحد يعرفهن أو أطفال يحاولون طلب المساعدة وبكل حياء وخجل لأنهم بالأصل متعففين واضطرتهم الظروف للخروج ومد يدهم للغريب.

للأسف وكما نلاحظ أننا وبشكل عام لا نساعد أقربائنا أو حتى جيراننا رغم معرفتنا بحالتهم وأصبحنا نُحِب المظاهر والتفاخر على حساب مشاعر ناس قريبين منّا لا يمدون أيديهم إلينا وتجد ابتسامتهم وكلمتهم الدائمة عند لقائنا بهم هي الحمد لله على كل حال مستورة وسار بطريقة حتى لا ننظر إلى دمعة عينه.

هؤلاء المتعففين الذين فعلاً سيحاسبنا الله تعالى لتقصيرنا معهم تجدهم كلما رأونا يقولون الله يرزقهم ويعطيهم من واسع جودة ويعطينا معهم، فهم لا يدعون على أحد لذا نتمنى أن نبتعد عن حب الذات ونحاول معرفة المستحق والمتعفف ونساعده ونقف بجانبه.

وأنا هنا لا أقول أن الجميع لا يساعد أو لا يعطي بل هناك الكثير ممن فعلاً يعيلون أسر ولا أحد يعلم عنهم سوى الله تعالى وحده، وأنا متيقن بأن الخير موجود بقلوب أبناء وطني الذي زاد فقراؤه بسبب ليس لهم دخل به فالكبار من لديهم السلطة والقوة والكلمة العليا لا ينظرون للأسفل فسحق الشعب وزادت معاناته بسببهم.

وهنا نتمنى من الجهات الرسمية بالدولة أن تعمل فعلاً على تفعيل دور الرعاية الاجتماعية وزيادة مخصصاتها المالية وليس عيباً أن يتعلموا من بعض الدول التي تعدتنا في هذا المجال ومن خلال ما تقدمة الدول أو الجمعيات الخيرية لهذه الدول من منح ومساعدات وهبات أن يحول لهذه الفئات المستحقة فعلاً وليس لأن هذا قريبي وذاك جاري وهكذا.

ولا ننسى بعض من جمعياتنا الخيرية التي تلعب بمشاعر الناس وتقدم الزيف والكذب على رجال الخير والكرم والجود بأنهم قدموا كسوة العيد لعدد كذا أو ذبحت كذا أضحية وتم توزيعها لعدد كذا أسرة، والحقيقة أنهم لم يتجاوزوا ربع ما ذكروه فعلاً والذي وزع فعلاً كان لمجموعة من الأسر المقربة لهم ليس شرطاً أن يكونوا من منطقتهم بل لمصالح تربطهم بهم وليس لغيرهم كما يوضحون كشوفاتهم، فهل هناك جهات رسمية وأمنية تتابعهم حتى يصل الخيـر المقدم من زكوا عن أموالهم للمحتاجين فعلا؟!

وحتى نكون صادقين أنظروا كيف هي حياتهم وثروات قيادات بعض هذه الجمعيات الخيرية وكيف يتباكون على الفقراء والمساكين لأجل زيادة حساباتهم البنكية ليس إلا.

لذا نحن كشعب يجب أن نتكاتف ليس بالأعياد بل طوال العام حتى يفرجها الله علينا جميعاً، ليكون قدوم العيد هو لإزاحة الأحزان وزرع الابتسامات والأمل بالمستقبل المشرق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى