حيروت – متابعات :
قال الكاتب والصحفي حسام كنفاني، إن الخلاف بين السعودية والإمارات بدأ منذ انقلاب الإمارات على فكرة التحالف الذي شكلته السعودية بيقادتها في اليمن من خلال دعمها للإنفصاليين في الجنوب؛ لتأسيس ما يشبه الدولة التي تخدم المصالح الإماراتية.
وأكد كنفاني في مقال له في “العربي الجديد”، تحت عنوان السعودية والإمارات: حان الفراق؟ “أن أبو ظبي تسير وفق محددات استراتيجية توسعيّة بغض النظر عن المصالح السعودية”.
وأشار كنفاني إلى “أن الخلاف الذي برز أخيراً بين السعودية والإمارات لم يكن مفاجئاً ولا سيما في ظل السير الإماراتي في مسار سياسي متعارض مع التوجهات السعودية في الفترة الأخيرة”.
واشار الى ان الخلاف السعودي الإماراتي “وإن كان طابعه لحالي يحمل أبعاداً اقتصادية، مع معارضة أبوظبي خفض إنتاج النفط خلال اجتماع “أوبك+” أخيرا، إلا أن جذوره السياسية أعمق”.
ونوه كنفاني إلى أن هذه الخلافات “بدأت تبرز على السطح تحديداً مع نهاية عهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وتولي خلفه جو بايدن، وهو ما أدّى إلى ظهور انفتاح سعودي على “خصوم الأمس”، الأمر الذي يبدو أنه لا يعجب الإمارات”.
واستعرض الكاتب حسام كنفاني ما أسماها بـ”المعطيات التي كانت تؤشّر إلى أن “لحظة فراق” هذين الحليفين لا بد أن تأتي يوماً ما” مشيرا الى انه في حال استمر سياق الخلاف في منحاه الحالي، فإنها بالتأكيد ستصبح لحظة الفراق قريبة”.
ولفت إلى “تغير الموقف السعودي من بعض الملفات في المنطقة، ومنها مصر وليبيا وقطر وتركيا؛ وتبدّلت المعطيات والاستراتيجيات السعودية التي كانت متقاربة فيها مع الإمارات”.
وأشار إلى تجاهل أبو ظبي لتلك التغيرات السعودية في المنطقة، منوها إلى أنها “لا تزال على دعمها خليفة حفتر في ليبيا، وتسعى، بشكل حثيث، إلى تدمير العملية السياسية هناك، على الرغم من أن الرياض رحبت بالاتفاق الليبي الأخير ودعمته”.
وأضاف: “الأمر نفسه في ما يتعلق بالأزمة الخليجية، فالمصالحة التي أنهت حصار قطر، وفتحت باباً واسعاً للتعاون بين الرياض والدوحة، لم توقف التهجم الإماراتي الدائم على الدوحة”.
وذكر كنفاني “أن أبو ظبي، بدأت في حملاتٍ إعلاميةٍ وتمويل أفلام تسعى إلى تشويه صورة قطر ولا تخفي الإمارات عدم رضاها عن المصالحة، والتقارب القائم بين السعودية وقطر”.
واستدل الكاتب بذلك على “مقاطعة وزير الخارجية الإماراتي الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي عقد في الدوحة لبحث قضية سد النهضة، واكتفت أبوظبي بحضور مندوبها في جامعة الدول العربية”.
وأضاف: “الأمر نفسه ينسحب على العلاقة مع تركيا، والانفتاح الذي تبديه الرياض تجاه أنقرة، فالإمارات ترى أن تحوّلاً جذرياً يجري في السياسة السعودية لا يتطابق مع المواقف الإماراتية الراديكالية في ما يخصّ من تسميهم رعاة “الإسلام السياسي” الذي كان الخصم الأساس لهذا التحالف طوال السنوات السبع الماضية”.
وقال كنفاني: إن “هناك عوامل اقتصادية أساسية ستؤدّي، في النهاية، إلى الفراق بين الطرفين، خصوصاً أن مشروع 2030 الذي وضعه ولي العهد السعودي يسعى إلى أن تكون السعودية المحور الاقتصادي للمنطقة، الأمر الذي سيسلب الإمارات، وتحديداً دبي، هذا الدور في المرحلة المقبلة”.
وأكد أن “الخطوات السعودية بدأت عملياً عبر قراراتٍ تمنع منح اعتمادات لشركات لديها مقارّ إقليمية في غير السعودية، ما يعني المطالبة ضمناً بنقل كل الشركات الأجنبية العاملة في الإمارات إلى السعودية، وبالتالي إنهاء الدور الاقتصادي الذي كانت تؤدّيه دبي”.
وأضاف: “هذا الأمر تنظر إليه أبوظبي بكثير من القلق، وكان لافتاً قبل فترة هجوم إحدى الصحف العربية اللندنية المموّلة إماراتيا على مشروع مدينة “نيوم” الذي يعد في صلب “رؤية 2030”.
وأوضح حسام كنفاني، “أنه خلال الفترة الماضية كانت نار خلافات الحليفين تعسّ تحت رماد الضرورات الاستراتيجية التي زال الكثير منها، لتبدأ النيران بالظهور إلى العلن”.