مقالات

تصحيح مفاهيم “34″: عيد الأعياد بقلم| أ. أزال الجاوي

بقلم| أ. أزال الجاوي

أربعة وعشرون عاماً إلى اليوم قضيتها وأنا مؤمن إيمان تام بأن الجيش الذي قدم إلينا في يوم 7/7/1994 كان غازياً ويجب دحره وإخراجه من أرضنا (رغم أن معظمه كانوا جنوبيون). لقد قاتلت ذلك الجيش، ويوم دخوله صمدّتُ ومن معي حتى فر زعماء البلاد العظماء، بل حتى وصلوا إلى جيبوتي وعُمان بما خف وزنه وغلي ثمنه دون أن نعلم أو نكترث، وكان موقعنا آخر موقع سقط في عدن بعد مقاومة شرسة جعلت الرئيس الراحل عفاش يقول إن العفو العام الذي أطلقه لا يشمل من كانوا في ذلك الموقع.

بعد سقوط عدن في ذلك التاريخ، كأي مقاتل لم أقبل النتيجة ولم أتوان يوماً عن أي عمل رافض “للغزو”، كنت من أوائل من خرجوا في مظاهرات التسعينيات في عدن وحضرموت وقاطعت الانتخابات كلها ولم أعترف بنظام 7/7 مطلقاً، ولم أتردد يوماً في النضال ضد ذلك “الغزو” أو ماكنت أعتقد انه غزواً.

اليوم ونحن ندلف إلى العام الـ 25 من تلك الحرب وبعد كل تلك السنين العجاف التي أهدرت فيها زهرة حياتي وفقدت أعز من أحب، وتشردت من وطني، أعترف أنني كنت أحمق ومغرّراً به، وأن تلك الحرب لم تكن “غزو” رغم كل مساوئها، ولولا تلك الحرب وذلك النصر لتمزقت بلادنا واقتتلنا وفرطنا بسيادتنا وترابنا الوطني، وأن ما يحصل اليوم في الجنوب كان سيحصل في تلك الفترة لولا ذلك النصر الوطني العظيم.

نعم كنت غبي وأحمق عندما صدقت أن كل ما يحصل لنا هو بسبب تلك الحرب وليس بسبب من حكموا منذ 67م إلى 94م، وبسبب أخطائهم وكذا لانهم اختاروا الانضمام للمعسكر الشرقي (الاشتراكي) الذي انهارت كل دولة بما فيها دوله العظمى، وكان مصير بعضها الانهيار التام، كجمهوريات الاتحاد السوفيتي ورومانيا، أو الزوال كيوغسلافيا. ومصير بلادنا الجنوب كان سيكون أسوأ حالاً لولا الوحدة المباركة، ولولا انقاذنا من أنفسنا ومن فشلنا المتراكم وصراعاتنا البينية إلى 7/7/94م.

اليوم وأنا أشاهد من اعتقدنا أنهم “رفاق/ نا” كيف يعبثون بعدن وعموم الجنوب ويمزقونه ويتسابقون على بيعه والتفريط به، وكيف يهان ويعذب شعبنا العظيم، أجده من الواجب الوطني والديني والإنساني أن اعتذر لنفسي من نفسي أولاً، واعتذر لشعبي ووطني، فقد كنت أعتقد أنني أُحسن صنعاً وأنني على حق، ولم أعرف قيمة عيد الأعياد السابع من يوليو المبارك والرجال الذي صنعوه وحافظوا على الوطن إلا اليوم، لذلك سأحتفل بعيد الأعياد الوطنية، وسأظل أحتفل بهذا اليوم العظيم كل عام ما حييت.

ووحدة للأبد ومن قرح يقرح

*من حساب أ. أزال الجاوي، على “فيسبوك” 7 يوليو 2018

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى