الأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

عدن: الجيش الأبيض في خطر

عدن – رعد الريمي

عدن المدينة الموبوءة بالإهمال مثل ما هي موبوءة بالحرب منذ 5 سنوات، وإن اختفت المظاهر العسكرية، إلا أن مظاهر حرب الوعي مازالت تشهر أسلحتها حتى في أحلك الظروف التي تعيشها هذه المدينة، وانتشار جائحة كورونا التي ضربت البلاد منذُ 3 أعوام، مخلفة ضحايا من جميع شرائح المجتمع، بمن فيهم طواقم الجيش الأبيض.

وبحسب تصريح خاص لمدير عام مكتب الصحة للعاصمة عدن، د. عبدالله صالح، فإن عدد المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة، 5 مستشفيات، فيما يبلغ عدد المستشفيات والمستوصفات الخاصة 32، بخلاف المستشفيات الحكومية غير التابعة لوزارة الصحة كمستشفى (bb) المصافي التابع لوزارة النفط، وهيئة مستشفى الجمهورية التعليمي التابع لرئاسة الوزراء، ومستشفى النصر التابع للداخلية، ومستشفى باصهيب التابع لوزارة الدفاع.

مؤخرًا، أوصت وزارة الصحة في حكومة هادي، بضرورة تفعيل الإجراءات الاحترازية والوقائية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، وقضت مجمل بنود الوثيقة الصادرة من الوزارة بتاريخ 20-3-2021، بضرورة تفعيل سياسة الفرز للحالات المشتبه بها في أماكن مخصصه عند مداخل المستشفيات.

بعملية رصد لعدد من مستشفيات العاصمة عدن الحكومية والخاصة، تم تنفيذها في هذه المستشفيات، فإن غرف الطوارئ لا تطبق سياسة الفرز البتة، وإن ظلت بعض شواهد تلك الغرف خاوية اليوم مثل ما يحدث في مستشفى الصداقة (الوحدة سابقًا)، إذ إن غرفة الطوارئ خالية على عروشها، بعد أن كانت إدارة المستشفى خصصتها لتطبيق سياسة الفرز أو ما يسمى الترياج.

يقر وزير الصحة والسكان في عدن الدكتور قاسم محمد بحيح، بمحدودية الالتزام بتطبيق نظام الفرز في المستشفيات الحكومية، والاستجابة للإجراءات الوقائية التي دعت الوزارة لتطبيقها.
جاء ذلك في لقاء تلفزيوني على قناة عدن المستقلة، قال فيه إن “وزارة الصحة وجهت بضرورة تفعيل نظام الفرز او ما يسمى “الترياج”، غير أن تطبيق هذه السياسة غير مفعل.

واقع صعب

فرز المرضى يعني تحديد أولويات علاج المرضى وفقًا لشدة حالتهم، وهو ليس متبعًا بعد في معظم المرافق الطبية في اليمن، وتحديدًا في العاصمة عدن.
وتتحتم أهمية مضاعفة هذه الخطوة الصحية في البلدان النامية مثل اليمن التي يراهن فيها الناس على مناعة القطيع، ما يستدعي من القطاع الصحي وكادره الالتزام بشكل أكبر، منعًا لأي اختلاط في ظل فقدان الوعي عند المواطن بأهمية هذه الخطوة.
ونقل المشاهد عن مدير عام الخدمات الطبية في وزارة الصحة، د. عبدالرقيب المحرزي، قوله إن “وزارة الصحة العامة والسكان سعت منذ اللحظة الأولى لظهور حالات مصابة بفيروس كورونا، إلى الإعداد والتخطيط لإنشاء مراكز عزل علاجية في مختلف المحافظات، فكانت البداية في إنشاء 15 مركز عزل علاجي، اثنان في العاصمة المؤقتة عدن، وهما مركز الأمل بالبريقة، ومركز عزل في مستشفى الجمهورية، ومحجر في كل محافظة. كما قامت الوزارة بالعمل على إنشاء مراكز الفرز البصري للحالات المشتبهة لفيروس كورونا، في عدد من المستشفيات العامة والخاصة، وكذا المجمعات الصحية، وبدعم من منظمة اليونيسف، إذ تم تزويد 30 مرفقًا صحيًا في المرحلة الأولى بالخيام أو كونتيرات مزودة بالمعدات الطبية اللازمة لعملية الفرز، وتدريب الكوادر الطبية للقيام بهذه المهمة.

بدورها، أقرت المتحدث الرسمي للجنة العليا للطوارئ د. إشراق السباعي، إن هناك عددًا من المراكز التزمت، وأخرى لم تلتزم، غير أننا كوزارة تم تطبيق هذا النظام مع منظمة الصليب الأحمر، كمستشفى ميداني في عدن، الذي يستقبل جميع المرضى، ويتم عبره فرز جميع الحالات، وإرسالها للمرافق الصحية المخصصة كالجمهورية ومحجر الأمل، لما يخص مرضى كورونا.
واستغربت السباعي من تهاون المرافق الصحية بنظام الفرز، بخاصة ونحن نعيش نظامًا صحيًا بحاجة ماسة للتعافي، ما يستدعي ضرورة تطبيق هذه السياسة الصحية، وتقيدًا من قبل مكاتب الصحة في المحافظات، والعمل على تذليل سبل تطبيقه، خصوصًا وأن هناك فرصًا تدريبية لبعض المرض لكي يتم تطبيق هذا النظام لما لهذا النظام من أثر في إنقاذ الأرواح.

المخاوف
يمثل الوعي في أوقات الجائحة أكبر معركة، وبخاصة في المجتمعات والدول النامية، إذ وبحسب مصادر عاملة في هيئة مستشفى الجمهورية التعليمي، فقد طبق هذا القرار وهو الفرز، وألزم جميع المرضى بالتوجه لقسم الطوارئ، غير أن المواطنين عزفوا عن المشفى، ما أضر بالدخل المادي للمشفى، وسبب له إرباكًا ماديًا، ما اضطر إدارته إلى إلغاء ذلك القرار، والاكتفاء به في قسم العزل الخاص بكورونا فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى