الأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

الرياض تفاوض بالنهار وتحارب بالليل.. لمن سيؤول معسكر الخنجر؟

حيروت – خاص

لا تزال الرياض تطرح الخيار العسكري بقوة، فيما تردد دعاوي السلام حين تتعرض مصالحها الاستراتيجية لهجمات الحوثيين، أو عندما تواجه ضغوطاً من المجتمع الدولي، لكنها في حقيقة الأمر، تراهن على الخيار العسكري لإعادة اعتبارها ولو في الوقت بدل الضائع.

وعلى الرغم من الحراك الدولي اللافت، وفرص السلام الضئيلة التي تلوح في أفق الوساطة العمانية، إلا أن الخيار العسكري حاضراً بقوة دونما أي اعتبار للمفاوضات السلمية، حيث تعمل السعودية على تحريك أذرعها في محور مديرية خب والشعف الواقعة في محافظة الجوف، للتصعيد ضد قوات الحوثيين.

وأكدت مصادر محلية لـ”حيروت الإخباري”: “قيام قوات هادي، بدعم الطيران السعودي، بتنفيذ عمليات عسكرية على مواقع الحوثيين في محيط معسكر الخنجر الذي سقط، تحت سيطرتهم، أواخر الشهر الماضي للمرة الثانية خلال عام واحد”، مؤكدةً أن “العملية العسكرية الصحراوية تم تحضيرها من قبل وزارة الدفاع بتنسيق مباشر مع قيادة التحالف في الرياض”.

وأضافت المصادر أن “العملية انطلقت مساء الاثنين، واستمرت حتى مساء الثلاثاء دون أن تحقق أي نتائج على الأرض”، مشيرةً إلى أن “العملية تمت من محورين، حيث حاولت من خلالها اختراق دفاعات قوات الحوثيين في محيط المعسكر”.

من جهته، ذكر المركز الإعلامي للجيش الوطني التابع لقوات هادي، في بيان حصل حيروت الإخباري على نسخة منه، أن “قوات هادي تقدمت في محيط المعسكر”.

كما شن طيران التحالف السعودي الإماراتي عدد من الغارات على مواقع الحوثيين، بينما أسرت قوات الحوثيين عدد كبير من مقاتلي قوات هادي، واغتنمت أسلحة متوسطة وخفيفة.

وكشفت مصادر داخل قوات هادي أن “محاولات استعادة معسكر الخنجر تعود إلى خطورة الوضع العسكري على قواتهم في ظل سقوط جبهة الجدافر شمال مارب، والتي باتت تحت سيطرة الحوثيين”.

وفي الوقت ذاته، نعت وزارة دفاع هادي مقتل العميد بكر صالح البكيلي، وشقيق قائد اللواء 161، العقيد مطيع الدميني في العملية الهجومية.

بدوره، نفى مصدر عسكري مقرب من الحوثيين “سقوط أي مواقع”، مؤكداً أن “قوات الحوثيين لا تزال تحافظ على جميع مواقعها في المرتفعات المحيطة بالمعسكر”.

وأكد المصدر العسكري، أن “الحوثيين بدأوا بحشد قواتهم نحو مديرية شعب الجوف المتبقية، لاستكمال السيطرة على الجوف، بهدف الالتفاف على مدينة مأرب ومنطقة صافر النفطية من الشرق”.

وبحسب مراقبين، فإن الرياض تسعى لتحقيق نصر معنوي لقواتها التي تكبدت خسائر بشرية كبيرة في محور نجران.

وأعتبر المراقبون أن محاولات استعادة معسكر الخنجر من قبل قوات هادي تأتي نظراً للأهمية الاستراتيجية والعسكرية التي يحتلها، حيث دفعت وزارة الدفاع التابعة لهادي بالمئات من المقاتلين من جبهات مأرب لدعم وتعزيز قوات اللواء 161.

ويأخذ المعسكر أهمية استراتيجية، بسبب تحكمه بعدة طرق رئيسية في مديرية خب والشعف، التي تشكل ثلثي مساحة محافظة الجوف.

وكانت قوات الحوثي قد سيطرت على المعسكر في التاسع من نيسان العام الماضي، لكنه سقط مرة ثانية تحت سيطرة قوات هادي خلال شهر آب من العام نفسه، وتمت استعادته أواخر الشهر الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى