حيروت – متابعات
اعلن الحوثيون تكريم الضابط اليمني الذي القى القبض على الجاسوس الاسرائيلي باروخ زكي مزراحي في إطار ردود الفعل والاصداء الواسعة للفيلم الوثائقي ” جاسوس الموساد في اليمن ” .
وقال محافظ الحديدة المعين من الحوثيين محمد عياش قحيم ان قيادة المحافظة وبتوجيهات عليا ستقوم بتكريم اسرة الضابط المرحوم محمد المقبلي , وذلك بعد خمسين عاما من تهميش دوره الديني والوطني في القبض على الجاسوس الإسرائيلي .
وكشف الفيلم عن قطع مرتب الضابط المقبلي خلال عهد الرئيس الاسبق علي عبدالله صالح , في إطار التحقيقات الاستقصائية التي أجراها معد ومخرج الفيلم الباحث عبدالله بن عامر حول جملة من المعلومات التي اوردها الفيلم بالوثائق .
تجدر الإشارة إلى أن الفيلم الوثائقي ( جاسوس الموساد) الذي بثته وسائل اعلام الحوثي قبل أيام ، كشف عن اسم المقبلي بسبب تعرضه للتهديد والملاحقة من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي لعقود.
وذكر الفيلم الذي انتجته وبثته قناة المسيرة الحوثية أن قائد كتيبة المدفعية في الدفاع الساحلي اليمني بمحافظة الحديدة النقيب محمد المقبلي تعرض للملاحقة والتهديد بالتصفية من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي استمرت لعقود على خلفية كشفه لجاسوس اسرائيلي ارسله المخابرات الاسرائيلية (الموساد) إلى اليمن في سبيعينات القرن الماضي .
وبحسب الفيلم الذي تضمن وثائق امنية، من محتويات ارشيف اجهزة الامن فقد أعدت دوائر صناعة القرار في “تل أبيب ” خطة توجيه ضربة تأديبية لليمن بعد أن تعرضت ناقلة النفط الإسرائيلية” كورال سي” للاستهداف أثناء مرورها في منطقة باب المندب في بتاريخ 11 من يونيو عام 1971م.
وأوضحت وثائق الفيلم، أن جهاز الموساد الإسرائيلي بدأ إجراءات تنفيذ الخطة بإرسال أحد أبرز ضباطه لجمع المعلومات اللازمة عن اليمن ” دولة ومجتمع” تمهيداً لشن الضربة العسكرية التأديبية. واسندت المهمة إلى ضابط يدعى “باروخ زكي مزراحي”.
وأشار إلى أن المخابرات الاسرائيلية (الموساد) زودت ضابطها “باروخ زكي مزراحي” بكافة المعلومات والسجلات والبيانات المتعلقة بشخصيته السرية الجديدة وصل إلى اليمن باسم أحمد سعيد الصباغ وصفة تاجر مغربي الجنسية وسائح يهوى التقاط الصور.
ولفت الفيلم الوثائقي إن ضابط الموساد، واصل تنفيذ مهمته التي بدأها من عدن في العاصمة صنعاء تحت غطاء اسم وصفة التاجر المغربي أحمد الصباغ ورصد ما يمكن رصده من مواقع عسكرية ومقرات رسمية، وانتقل إلى الحديدة التي وصل إليها في 22 من مايو 1972م.
وفي الحديدة، خصص ضابط الموساد ” باروخ زكي مزراحي ” جزءاً كبيراً من وقته للحصول على المعلومات والتفاصيل المتعلقة بميناء الحديدة ورسم خرائط تقريبية لأبرز منشآته والمعسكرات المحيطة به، وانهى مهمته في 26 مايو 1972، وكان يفترض أن يعود إلى تل ابيب.
لكنه قرر أن يلتقط المزيد من الصور لمنطقة شمال ميناء الحديدة ولسوء حظه كان قائد كتيبة المدفعية في الدفاع الساحلي اليمني النقيب محمد المقبلي في المنطقة ذاتها ودفعه حسه الأمني إلى التشكك في أمر التقاط باروخ للصور، ومساءلة باروخ (السائح المغربي) بشأنها.
حاول باروخ تبرير التقاطه للصور بأنه سائح مغربي يهوى التقاط الصور، غير أن المقبلي لم يقتنع بذلك وأصر على اعتقاله، فحاول باروخ أن يرشي النقيب المقبلي برشوة قدرها 2000 دولار مقابل إخلاء سبيله، ما ضاعف شكوك المقبلي أكثر ودفعه لاقتياده إلى امن الحديدة.
وفي القيادة العامة لأمن الحديدة، تكشفت حقيقة هوية السائح المغربي احمد الصباغ، وأنه عميل للموساد، ليكتب النقيب محمد المقبلي سقوط جهاز الموساد الإسرائيلي وفشل خطة توجيه الضربة العسكرية الإسرائيلية التأديبية لليمن .
زملاء ومقربون من النقيب محمد محمد المقبلي أكدوا أن الأخير تعرض للملاحقات والتهديد بالتصفية من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي دامت لعقود.
وبحسب الفيلم الوثائقي، فإن الضابط محمد محمد المقبلي كوفئ على انجازه بالتهميش في ظل سلطة علي عبدالله صالح عفاش، حيث يؤكد نجله أبو بكر، أنه عاش مكافحا بسيطا في كل شيء حتى حكاية القبض على باروخ كان لا يذكرها ولا يتفاخر بها باعتبارها واجبا أداه نحو بلده.