مقالات

عودة القيادات الجنوبية إلى عدن.. الأسباب والدوافع بقلم/ سمير المسني

بقلم/ سمير المسني

ماذا يحصل فعلا في المحافظات الجنوبية؟ وما هو المخططات والسيناريوهات الجديدة التي تم إعدادها في مطابخ قوى العدوان والاحتلال ( السعودي والإماراتي )؟ وما هو السر في عودة بعض القيادات القديمة إلى عدن؟ ولماذا التعتيم على أخبار عودتهم؟ ولماذا تنفي بعض هذه القيادات الأنباء عن وصولهم الى عدن؟ وهل هناك رابط بين عودة هذه القيادات ووصول عيدروس الزبيدي إلى عدن أيضا؟ وماهي الرسائل التي أرادت هذه القيادات إيصالها إلى الشارع الجنوبي؟ ولماذا هذا التوقيت بالذات؟ وما صحة الأخبار التي تم تسريبها بأن الأمريكيين ابلغوا السعودية والإمارات انهم مع يمن موحد بنظام اتحادي؟

أسئلة كثيرة تبادرت إلى ذهني وأنا أتابع هذه الأخبار سواء عن طريق المواقع الإخبارية أو من خلال تواصلي مع البعض من الشخصيات في المحافظات الجنوبية المحتلة ؛ هذه الأنباء التي اعتبرها البعض مجرد إشاعات بينما يؤكد البعض الآخر مصداقيتها.

باعتقادي أن الموضوع لا يتعلق بالتكهنات والأقاويل بالعكس فقد تأكد عودة تلك القيادات وإن المحافظات الجنوبية المحتلة مقبلة على أحداث نوعية وخطيرة وأن السيناريوهات الجديدة سوف تكون لها تبعات كارثية وسوف تؤدي إلى تقسيم اليمن أكثر من ذي قبل وذلك لغرض إرباك المشهد السياسي، وذلك من خلال التصريحات الجديدة- القديمة حول موضوع الانفصال والعودة إلى ما قبل 22 مايو 1990 م والدليل على ذلك حزمة الإجراءات التي اتخذها المجلس الانتقالي وآخرها رفع علم (اليمن الديمقراطي) في القصر الدور في إشارة واضحة على إصرار ذلك المجلس على الدفع بموضوع الانفصال وابرازه كوسيلة ضغط لفرض أجندات جديدة على الواقع؛ وما عودة هذه القيادات القديمة إلا لغرض تعزيز ذلك الطرح والإيحاء بوجود اصطفاف جنوبي ( من جهة ) ومحاولة لتقريب وجهات النظر المتباينة بين القيادات السابقة والجديدة ( من جهة أخرى ).

لذلك دفعت الإمارات رموزها للجنوب لتأكيد أنها تملك قوة تقرير المصير وتمثل الجنوب؛ لذلك عادت تلك القيادات السياسية السابقة بتوجيهات حتى تستخدم لأي سيناريوهات يتم إعدادها في مطابخ قوى الاحتلال والعدوان وبالتنسيق مع الدول العشر.

والمثير للجدل توهم البعض بصوابية هكذا اصطفاف بين تلك القيادات السابقة ( الذين اوصلوا الجنوب في السابق إلى ماهو علية الآن بسبب مواقفهم الفكرية الكارثية، وبسبب المعتقدات الأيديولوجية الخاطئة التي تبنوها وبسببها أصبحنا نعيش في دوامة فكرية مازلنا نتحمل تبعاتها إلى الان )، وبين قيادة جديدة ليس لها رصيد نضالي ولا رؤى سياسية واضحة وكل تحركاتها مرهونة بأجندات خارجية الأمر الذي تسبب في انهيار وتفكك للنسيج المجتمعي في المحافظات الجنوبية المحتلة والذي أدى بدورة إلى زيادة السخط الشعبي من الأوضاع المتردية في تلك المحافظات.

ففي الوقت الذي كان يفترض من تلك القيادات التاريخية ( السابقة ) التي عادت بشكل مستتر لغرض تنفيذ سياسة تحالف العدوان مقابل الحصول على وعد بتحقيق مبدأ الانفصال؛ كان يفترض من تلك القيادات تقديم الرؤى لتوحيد الصف الجنوبي وطرد المحتلين وتدارس الأوضاع التي وصلت إليها المحافظات الجنوبية المحتلة و إيجاد الحلول والبدائل التي تصب في مصلحة الجنوب واليمن بشكل مترابط ( وقد تحدثنا في مقالات سابقة ونبهنا إلى خطورة طرح وتكريس مفهوم الانفصال بين أوساط المجتمع والذي لن يحقق منافع لمواطني المحافظات الجنوبية المحتلة بل يجسد رؤى المحتلون الجدد وتكريسها بالقوة.

وبتصوري أن كل تلك الأحداث المتسارعة في المحافظات الجنوبية المحتلة فرضها المشهد العسكري والانتصارات الكبيرة لجيشنا ولجاننا الشعبية على أرض الواقع وخصوصا جبهة مأرب بحيث أصبحت المعارك على أطراف المدينة ؛ وتتداعى يوميا خطوط العدو الدفاعية (النسق الدفاعي الأخير).

ولكن يظل السؤال المهم قائما ( ماذا بعد مأرب ) وهذا ما يخيف العملاء والمرتزقة هناك؛ ولكننا نؤكد لهم بأن مأرب هي بوابة للمعركة الفاصلة وان تحرير المحافظات الجنوبية المحتلة من دنس الاحتلال ومرتزقتهم في الداخل واجب وطني وأن الانتصار الحتمي قادم لامحالة.

وفي الأخير أوجه رسالتي إلى كل الأحرار والشرفاء من أبناء المحافظات الجنوبية المحتلة إلى التنبه من مخاطر سيناريوهات الانفصال أو تقسيم اليمن من خلال تفكيكه إلى عدة كانتونات أو أقاليم وبما يتناسب مع اطماعهم في الثروات الطبيعية في اليمن؛ وعلينا جميعا الاصطفاف حول قيادة وثوابت وطنية ودحر المحتلين الجدد وبناء الدولة اليمنية الحديثة على أسس علمية قائمة على الحرية والاستقلال والمساواة والعدالة الاجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى