مقالات

في الحاجة إلى إعادة تعريف العمل الخيري ومأسسته وحوكمته بقلم/ عبدالرشيد الفقيه

بقلم/ عبدالرشيد الفقيه

يأخذ العمل الخيري – في الأغلب الأعم – في مجتمعاتنا بالإضافة لموسميّته نمط محدد يكاد ينحصر في توزيع الأغذية وكسوة العيد وبناء المساجد ومراكز القرآن ورعايتها وما إلى ذلك من أعمال ، وتُصرف في هذا الإطار مبالغ مهولة بطرق عشوائية في الغالب دون تقييم ودراسة الجدوى والحاجة والنتائج ، بالإضافة لسوء التخطيط وغياب المؤسسية والموسمية وغياب التكاملية، ومن مؤشرات ذلك تزاحم الكثير من المؤسسات والجمعيات والمبادرات في مجال محدد مثل جمع وتوزيع الأغذية والكسوة وما إلى ذلك.

وتغيب – إلا فيما ندر – في الممارسة والخطاب أبواب هامة في عمل الخير وذات بعد استراتيجي – تنموي يفترض أن يكون لها الأولوية في مثل ظروف مجتمعاتنا وعلى رأس ذلك التعليم بمختلف مجالاته والتأهيل الفني وتعزيز الحكم الرشيد والعدالة ومراكز الأبحاث والدراسات والمشاريع الصغيرة وما إلى ذلك من أبواب مهملة في العمل الخيري.

كما يفتقر العمل الخيري في الأغلب الأعم منه إلى الحوكمة والإدارة الرشيدة وفق بنى مؤسسية متماسكة تحتكم لسياسات ولوائح وأدلة وإجراءات تضمن الشفافية ومكافحة الفساد وغياب آليات الرقابة والتقييم والتدقيق.

يحتاج العمل الخيري لاستراتيجيات عامة وإشباعه بالدراسة والتقييم يفضي في نهاية المطاف إلى إعادة تعريفه وتبويبه ومأسسته وحوكمته، وتحديث آلياته ووسائله وفق نتائج تقييم علمي ومنهجي لإحتياجات المجتمع ووفق دراسات جدوى متخصصة، تبدأ المعالجات بخطاب وخطط المؤسسات والجمعيات الأهلية ولا تنتهي عند إدارة الأوقاف والزكاة والضرائب والمانحين أفراداً ومؤسسات والتشريعات.

وبالتأكيد، فإن هناك نماذج محترمة في مختلف مجالات العمل الخيري استطاعت أن تجترح تجارب استثنائية في مجالات عملها وتحقق نتائج حقيقية للفئات التي تعمل على خدمتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى