الأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

أزمة غاز خانقة.. والعاقل في تعز: “عاقل ومبهرر”!

حيروت

“تجيب حقك الدبة الغاز لعند عاقل الحارة، وتنتظر أسبوع لما يوصل من عدن.. وأحياناً توصل وقد باعوا حقك، ويقول لك انتظر للأسبوع القادم” بهذه المفردات يشكو محمد سالم لـ “المصدر” قصة معاناته مع الغاز المنزلي في مدينة تعز.

ويشرح سالم قائلاً: “نحصل على الغاز بعد معاناة طويلة.. كل أسرة تسجل اسمها في كشوفات الأسماء عند عاقل الحارة.. العاقل يجمع الإسطوانات ويسلمها إلى مالك الوكالة.. والأخير ينزل إلى محافظة عدن ويعود بعد أسبوع، أسبوعين.. ونحن منتظرون بلا غاز”.

هكذا يعاني مواطنو تعز من أزمة غاز مستمرة.. بالرغم من توفره وسهولة نقله ووصوله إلى المدينة، إلا أن الوكلاء والقائمين عليه يحتجزون الكميات ويتلاعب كل منهم بتوفير عدد قليل من الإسطوانات وبأسعار كبيرة.. أزمة باتت مؤخراً معاناة يومية خصوصاً مع شهر رمضان.

يقول عبدالله مارش، أحد مواطني حارة السلخانة “الغاز تحول إلى أيدي عقال الحارات.. يتحكموا بنا، خصصوا لكل أسرة إسطوانة واحدة، بينما باقي الإسطوانات المخصصة للحي يتم بيعها في السوق السوداء”.

ويضيف: “تصور يوصل الغاز والعاقل يحتجزه في المخزن ثلاث أيام وأكثر.. يشتي يبيعه بالسعر الذي يريده.. بزيادة 500 ريال عن السعر الرسمي بهذه الفترة، أي الإسطوانة بـ 5500 نسأله حق إيش الـ 500.. يرد “إيجار المخزن، وحق تعبي وتعب العمال”.

خلف أزمة الغاز.. تجار ووكلاء!
في تعز أصبح الحصول على إسطوانة غاز مهمة شاقة.. فالكثير من الناس يقضون ساعات طويلة في طوابير أمام المخازن والوكالات ومحلات الغاز، حيث قال أصحاب محلات في حارة “السلخانة” إن الغاز الذي يُباع لهم هو القليل من الحصة المخصصة لحارة السلخانة.

خلف أزمة الغاز توجد الكثير من قصص المعاناة، بل ويختبئ خلفها سلسلة من هوامير الفساد، من الوكلاء إلى عقال الحارات إلى تجار السوق السوداء.. هذا ما أكده عادل الجرادي، مواطن من حارة عصيفرة بقوله: “كنا نشتري الغاز من صاحب الوكالة، ويوفره لنا بشكل مستمر (كل ثلاثة أيام).. لكن حدثت مشكلة ذات يوم بين صاحب الوكالة وأحد المسلحين، جاء يريد دبتين غاز بقوة السلاح.. من بعد هذه الحادثة أغلق طلال، مالك الوكالة، المخزن وحول الغاز عبر عاقل الحارة”.

ويتابع: “أصبح مالك الوكالة يعطي 100 إسطوانة إلى مخزن العاقل كي يبيعها لنا، بينما 200 إسطوانة يبيعها على أصحاب المحلات والتجار في السوق السوداء.. وهذا ما يسبب أزمة الغاز”.

هذا ما حدث ويحدث في جميع مناطق وأحياء مدينة تعز.. بين انتظار المواطن وصول إسطوانته بسعرها الرسمي وبين الأزمة التي تثقل كاهله.. يقف تجار السوق السوداء وبالأسعار التي ترضيهم.. وبحسب “أصيل صادق” فإن سعر الإسطوانة لا يقل عن 8 آلاف ريال.

من ناحية أخرى أدى تحول بعض السيارات والباصات إلى استخدام الغاز بدلاً عن البترول إلى مضاعفة أزمة الغاز، وزيادة الطلب والإقبال على السوق السوداء.. يقول “ردفان المخلافي” سائق باص: “لولا السوق السوداء لما قدرنا نشتري الغاز.. أشتري الإسطوانة بـسعر 8 الف من تاجر صاحبي؛ أقل من سعر المحطة الذي يُقدر بـ 9 الف ريال”.

ويوضح ناظم العقلاني، مسؤول الرقابة على الغاز في تعز: “يستهلك المواطنون كميات كبيرة من الغاز خاصة مع شهر رمضان، كذلك ارتفاع أسعار المشتقات أجبر الكثير من سائقي المركبات الانتقال إلى نظام الغاز.. هذا ما زاد من تفاقم الأزمة”.

على شوارع المدينة يتواجد الكثير ممن يتلاعبون بمادة الغاز.. وبالمقابل يغيب دور السلطة المحلية في ضبط هؤلاء أو بمعنى أدق يتماهى معهم. ويضيف ناظم: “ضبط المتلاعبين بمادة الغاز وتجار السوق السوداء وإحالتهم هو جزء من الحل.. وبقية الحل يكمن في أننا بحاجة إلى أن تصل حصة كبار المستهلكين للغاز يوميا، كي نستطيع إبعادهم عن السوق السوداء”.

بلا حل تقف السلطة المحلية ومسؤولوها في صمت أمام أزمة الغاز التي لم تتوقف إلا لتبدأ من جديد، ومسلسل طويل من معاناة المواطنين تبدأ بالتسجيل في كشوفات عقال الحارات إلى انتظار وصول الغاز، وصولاً إلى السوق السوداء، حيث تأخذ النصيب الأكبر من الإسطوانات دون الإكتراث بمعاناة المواطن التي تزداد يوما بعد يوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى