مقالات

وسائل التواصل الاجتماعي وتطور المجتمع بقلم/ حاتم عثمان الشَّعبي

حاتم عثمان الشَّعبي

الله يعطينا ويعطيكم الصحة والعافية ويبارك لنا ولكم بأولادنا وصحتنا، وطالما نحن بشهر الخير والبركة شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم باليُمن والخيرات، فأرجوا أن نستفيد من هذا الشهر الكريم الفضيل، خاصة أننا نعيش أيامه المباركة، وهو ما يجب أن نتدبّر آيات القرآن ومعرفة معانيه، لأن فيه كل الحلول لمعالجة مشاكلنا اليومية إن تمعنا بآياته جيداً.

ومع ذلك، نقول أتممنا الختمة مرة أو مرتين ومنهم أكثر من ذلك خلال شهر الرحمة والقرآن دون أن نأخذ منه العبرة والموعظة والتعلم من كلماته التي أنزلها الله تعالى في محكم تنزيله، وهي العلاج الشافي والوافي لكل مسائل الدنيا ولكن دون تعصب وتشدد لكي نستطيع أن نكسب ثقة واحترام الناس من حولنا والعالم الذي يواجهنا بقوة كلمته وعلمه وتوحده وتطوره، نحن نقف أمامه لاحول لنا ولا قوة إلا بالله، ونستهلك منتوجاتهم ونقلد أفعالهم وللأسف الأفعال السيئة منها وليس الطيبة، حتى نقول أننا متطورين ومثقفين ونواكب العصر فصدقت مقولة “يا أمَّةً ضحِكتْ من جهلها الأممُ”.

وما نراه اليوم من تكنولوجيا متقدمة كسرت حاجز المسافات والوقت وقربت البعيد وأنهت ساتر السرية بالمعلومات، وأدت إلى أن يكون العالم اليوم كتاب مفتوح يقلب أوراقه كل من يريد الحصول على المعلومة، وبما أنه عالم فيحتوي على المعلومات الصحيحة والخاطئة وهذا أمر طبيعي، ولكن الأمر غير الطبيعي الذي ظهر لنا بهذا العالم والذي تتميز به هذه الأيام وسائل التواصل الاجتماعي، وتبعث سمومها بواسطته، هو التزييف بالمعلومات بشكل متعمد ليس لشيء ولكن لأن هذا الطرف أو ذاك فقد مصالحه من هنا أو هناك ليتحول إلى رأس سهم مسموم، ليس لمعالجة الخطأ الذي يراه بمنظوره هو إنه خطأ ولكن لزرع الخطأ في عقول من يحترموه ويتابعوه رغم علمه ومعرفته بأن معلوماته غير صحيحة ولأنه يعلم ويفهم عقول من يرسل لهم رسائله رغم تنوع ثقافاتهم ووعيهم وفهمهم وإدراكهم لكل ما يحاك لهذا المجتمع الذي يتمنى أن تستمر الحياة به بسلام وأمان ودون أمراض ولا يوجد به جياع ولأن السهم المسموم يعيش برغد في أعلى برج عاجي هو وأسرته فيسعى لتدمير المجتمع ويتمنى أن يراه غير مستقر.

وهنا على كل المنتميين لهذا المجتمع الإبتعاد عن الأسهم المسمومة وكذلك عن كل من قفل عقله وأغلق قلبه لأنهم لا يبحثون سوى عن تدمير مجتمعنا، وإن كانوا بالفعل يبحثون عن الخير فليتركوا أماكن سكناهم بالأبراج العاجية ويعيشون مع أبناء المجتمع ظروفهم الصعبة التي يتجرعون آلامها يومياً من انعدام كلي للخدمات وارتفاع الأسعار والعديد من الآلام والأوجاع التي يعيشها المجتمع بشكل يومي.

هم يتنفسون الهواء النقي النظيف وكل احتياجاتهم متوفرة من أفضل الأنواع والماركات، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي يرمون الإشاعات يميناً ويساراً ويحرضون الشعب لتدمير مجتمعه، وهذا الاستخدام السيء للتكنولوجيا من قبل مجتمعاتنا العربية هي التي جعلت عقولنا تتوقف عن التفكير وأصبحنا نعود للخلف بخطوات متسارعة.

فهل سيأتي جيل متعلم وفاهم حتى لو كان يعيش في أعلى برج عاجي، ولكنه مُحب لمجتمعه ومساعد بتنميته من خبراته التي اكتسبها بحياته العملية. كلنا أمل بالمولى عزّ وجل ليظهر جيل يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بالطريقة الصحيحة لتكون هي نقطة الانطلاق إلى الأمام، والتوجه لبوابة البناء والتنمية والتقدم والازدهار والاستقرار… كلنا شوق لنعيش هذه اللحظة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى