الأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

الحوثيون يعتمدون على إستراتيجية الزحف البطيء.. ويتعهدون بالاحتفال بعيد الفطر وسط مدينة مأرب

حيروت – مأرب

تُواصل قوات الحوثي إحكام خناقها على مركز محافظة مأرب، وفق خطط عسكرية تعتمد على الزحف البطيء وتهدف إلى تقليل الخسائر، لكن تقدمها مستمر بما يكفل احتفالها بعيد الفطر في وسط مدينة مأرب. هذا ما أفادت به مصادر عسكرية في صنعاء لـ”حيروت الإخباري”.

وتقود قوات الحوثي العمليات من غرب مأرب إلى أقصى جنوبها، وتتّجه، وفق ما يشير إليه مسار المواجهات، إلى تنفيذ خطّة تطويق المدخَلين الغربي والجنوبي للمدينة تمهيداً للحسم.

وإذ تقدّمت، أوّل من أمس، من الاتجاهَين الغربي والشمالي الغربي، نحو قاعدة صحن الجنّ العسكرية من محاوِر حقن وجبل الدشوش وحمة الديرة الواقعة شمال أرض الهبوط، القريبة من القاعدة العسكرية الأكبر في مأرب، استكملت، يوم أمس، سيطرتها على سلسلة جبال البلق القِبْلي بعد أسبوعين من انسحابها منها جزئياً نتيجةَ القصف المكثف لطيران التحالف السعودي ــــ الإماراتي.

وتزامن هذا التطور الميداني مع تقدمها مساء أوّل من أمس، في غرب الطلعة الحمراء، تمكنت على إثره من السيطرة على حمة الحجيلي، ونَقْل المعركة إلى التومة العليا والتومة السفلى الواقعتَين على بعد خمسة كيلومترات من مقرّ قيادة المنطقة العسكرية الثالثة التابعة لقوات الرئيس هادي، والواقعة في نطاق الأحياء الغربية لمركز المحافظة.

ويشير التقدُّم الجديد الذي أحرزته قوات الحوثي، فجر أمس، في سلسلة البلق القِبْلي من منطقة الزور وخلفَ سدّ مأرب جنوب غرب مأرب، إلى بدء تلك القوات بتطويق مداخل المدينة من أكثر من اتجاه (الغربي والشمالي الغربي والجنوبي)، تمهيداً للسيطرة على الطلعة الحمراء وتبّة المصارية، والتقدُّم في اتجاه مركز المحافظة من الاتجاهَين الغربي والشمالي الغربي، وفصْل جبهات مراد التي اشتعلت خلال اليومين الماضيين، عن جبهات محيط المدينة بشكل كلّي، وتأمين جميع المواقع الخلْفية لدخول مأرب.

وتضع سيطرة جماعة الحوثي على أجزاء واسعة من جبال البلق، أمس، المواقع المتبقّية للمدينة تحت خطوط نيرانهما، وتُقرّبهما أكثر من إسقاط تبّة المصارية التي يطلّ عليها البلق القِبْلي، فضلاً عن أنها تمنحهما هامشاً واسعاً لتقييد حركة قوات هادي في الطلعة الحمراء، والإشراف على طريق مأرب ــ صنعاء. وهو تطوّر يضاف إلى تقدُّمهما جنوباً نحو الطريق الرابط بين مدينة مأرب ومحافظة شبوة من البلق الأوسط.

ويفيد خبراء عسكريون بأن سقوط جبال البلق بيد الحوثي يقودهما إلى التقدُّم نحو منطقة الجفينة، وصولاً إلى المدخل الجنوبي لمدينة مأرب.

في المقابل، حاولت قوات هادي التصعيد عسكرياً في جبهة أسداس الواقعة ضمن مديرية رغوان شمال غرب المدينة، لكنها فشلت في ذلك أيضاً. وعلى رغم ذلك، عادت قوات هادي مرّة أخرى، مساء الخميس، لتُعزِّز ما تَبقّى لها من مواقع في الجبهة الغربية بمسلّحين قبليين موالين للقيادي في «حزب الإصلاح»، منصور الحنق، لكن الأخير وقع في كمين مسلّح نفّذته قوات الحوثي في منطقة ذات الراء غربي مأرب، ليصاب إصابة بالغة أُسعف على إثرها إلى الرياض لتلقّي العلاج.

وأفادت مصادر قوات هادي في مدينة مأرب بأن قائد اللواء 312 مدرع، العميد فيصل عبد الله القعود، قُتل هو الآخر في هذا الكمين.

التغيّرات المتسارعة في مسار معركة محيط مدينة مأرب، أفقدت السعودية الثقة بقوات هادي وبزعماء القبائل الموالين لها في المحافظة. وفي هذا الإطار، كشفت مصادر قبلية أن العميد يوسف خير الله الشهراني، قائد عمليات المنطقة الشمالية الغربية والمعيَّن قائداً للقوات السعودية في مأرب في يوليو 2020، طالب مشائخ القبائل الموالين للرياض، أثناء زيارة خاطفة قام بها إلى المدينة قبل أيّام، بتسليم الأسلحة والأطقم التي تسلّموها من قيادة «التحالف» للقتال، وذلك بعد انسحاب مقاتلي قبائل مراد وعبيدة من جبهات قوات هادي قبل أسبوعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى