ما سرّ إعادة تفعيل العمليات الإرهابية في أبين: ومن يؤدب من بعصا “القاعدة”؟ “تحليل”
حيروت – خاص
على مدى ست سنوات من الحرب في اليمن، عززت السردية التي تقول بأن تنظيم “القاعدة” في اليمن ورقة سياسية مخابراتية أكثر من كونها تنظيماً يشكل خطر حقيقي، والأدلة على ذلك كثيرة، قصة “تحرير” المكلا أنموذجاً. لكن هذا لا يعني أن التنظيم غير موجود، إنما مُخترق من بعض الأجهزة الاستخباراتية.
وبالعودة إلى الهجوم المباغت الذي استهدف حاجز تفتيش لقوات الحزام الأمني، يوم الخميس الماضي في مديرية أحور في محافظة أبين، ما أسفر عن مقتل 14 شخصاً، بينهم ستّة مدنيين. وفي أقل من 12 ساعة شهدت منطقة الخبر التابعة لمديرية الوضيع، شرقي أبين، هجوماً آخر استهدف حاجزاً أمنياً للقوات نفسها، وأسفر عن مقتل وإصابة 4 من أفرادها. وقبل الهجومين المذكورين بيوم، قُتل جندي وأصيب آخرون في هجوم ثالث على حاجز أمني لقوات الحزام الأمني في مديرية مودية.
وفي حين التزم التنظيم الصمت، إذ لم ينف أو يؤكد صلته بالهجمات، رأى خبراء في التنظيمات المسلحة، أنه لم يعلن مسؤوليته عن الهجمات بسبب سقوط ضحايا مدنيين جرّائها، وحتى لا يُكشف عن وجوده في مناطق خاضعة لسيطرة القوات التابعة لحكومة هادي. ووفقاً للخبراء، كان “القاعدة” قد بدأ بترتيب صفوفه في أبين أواخر العام الماضي، بعد توقف المواجهات بين قوات الانتقالي المدعومة من الإمارات، وقوات هادي المدعومة من السعودية، لتنفيذ اتفاق الرياض.
من المؤكد أن عمليات “القاعدة” في أبين ستصب في مصلحة القوات المدعومة من الرياض، وخصوصاً إذا ما استمرت بالوتيرة نفسها، ما قد يدفع قوات الانتقالي إلى الرد على قوات هادي بوسائل وطرق تراها مناسبة.
السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا يتحرك منفّذو العمليات بحرية في المناطق الخاضعة لسيطرة السعودية وحلفائها؟ لا بدّ من الإشارة قبل ذلك إلى أن المناطق التي ينطلق منها “القاعدة” لتنفيذ عملياته ضد قوات الحزام الأمني ليست غريبة عليه..
من هنا، لا يبدو مستبعداً أن تكون وراء هجمات “القاعدة” الأخيرة رغبة سعودية في تأديب “الانتقالي” وإشغاله؛ بسبب طريقة تعاطيه مع “اتفاق الرياض”، وخشية استغلاله لمعركة مأرب لتوسيع دائرة نفوذه في الجنوب، وخصوصاً بعدما صرح عيدروس الزبيدي، أن سيطرة جماعة الحوثي على مأرب تعني انطلاق حوار بين الشمال والجنوب، وحوار كهذا يعني تجاوز كلّ الخطوط الحمر للرياض والاعتراف بسلطة الحوثيين في الشمال.
تدرك السعودية، جيداً، أن سيطرة قوات الحوثي على مأرب ستضعف موقفها جنوباً ويتوسع نفوذ الإمارات، ولهذا أعادت تفعيل العمليات الإرهابية في مناطق الانتقالي، لإشغاله بها، إضافة إلى اتخاذ ذريعة الإرهاب مبرراً لبقاء جزء من الجنوب ضمن النفوذ السعودي.