تضارب الآراء حول اشتراك مقاتلات تركيات في حرب اليمن؟
حيروت – متابعات
أثار إعلان جماعة الحوثي إسقاط طائرة مسيّرة تركية تساؤلات حول مدى تقارب السعودية وتركيا وتأثير ذلك على حرب اليمن.
وكان المتحدث العسكري للحوثيين، يحيى سريع، قد أعلن الأحد الفائت، أن جماعته أسقطت طائرة تابعة لسلاح الجو السعودي “تركية الصنع من طراز كاريال” في محافظة الجوف شمالي شرق البلاد.
ناشطون يمنيون وآخرون أتراك تداولوا على مواقع التواصل الاجتماعي أنباءً عن وجود تنسيق تركي سعودي بشأن حرب اليمن، لكن صنف آخر من الناشطين استبعدوا حدوث ذلك؛ خصوصًا وأن العلاقة بين الدولتين لم تعد إلى طبيعتها بعد.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من الرياض أو أنقرة لتوضيح ذلك.
ويأتي الحديث عن ذلك في وقت تشهد عدة مناطق باليمن تصعيدًا عسكريًا، بالتزامن مع هجمات مكثفة للحوثيين على السعودية.
الصحفي اليمني محمد مصطفى العمراني، شكك في إعلان الحوثيين بشأن اسقاط الطائرة.
وقال في تغريدةٍ على حسابه في تويتر: “للذين يقولون تم إسقاط طائرة استطلاع تجسسية تركية الصنع من طراز كاريال نقول لهم: ممكن تصوروا لنا حطام هذه الطائرة وما يؤكد هذا الكلام؟!”.
أما المحلل السياسي اليمني، نبيل الشرجبي، فيرى أن هناك احتمالين بشأن المزاعم التي تتحدث عن استخدام طائرات مسيّرة تركية الصنع في حرب اليمن.
وقال الشرجبي: إن “أحد الاحتمالات هو أن الطيران المسيّر (التركي) أثبت فعاليته أثناء الحرب الأخيرة بين أرمينيا وأذربيجان، وهو ما قد شجّع أحد أطراف التحالف للاستعانة بتلك المسيرات؛ لعمل ردع هجومي مع الحوثين وهو أسلوب ناجح”.
أما الاحتمال الثاني، بحسب الشرجبي، أن تلك المزاعم تدخل “ضمن الدعايات السياسية بغرض الابتزاز بشأن هذا التدخل التركي”، بحسب ما نقل “المشاهد”.
من جانبه أكد محلل صناعة الدفاع التركي، يوسف أكبابا، أن “الطائرات المسيّرة المشاركة من قبل السعودية في حرب اليمن هي من نوع “Vestel Karayel-SU”.
وأضاف في تصريح نقله موقع “الحرة” أن تركيا شاركت نظام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR) لفترة قصيرة.. في حين تحدث ناشطون عن مشاركة طائرات “بيرقدار” في معارك اليمن.
وكانت السعودية قد وقعّت في نوفمبر عام 2017، مذكرة تفاهم مع شركة “فيستل” للصناعات الدفاعية التركية، لتصنيع وصيانة الأنظمة الإلكترونية الخاصة بالطائرات المسيرة “متوسطة الارتفاع” من طراز “كاريال”، بحسب ما نقلته الصحف التركية.
ويمكن لطائرة “كاريال” حمل أسلحة بوزن حتى 190 كيلوغراماً، إضافة لحمولة معدات الاستطلاع الكهروبصري ورادار رسم الخرائط، ويمكن للطائرة البقاء في الجو حتى 20 ساعة، والتحليق بارتفاع حتى 6850 متر تقريبا، ومدى يبعد عن محطة التحكم حتى 200 كيلومترا.
ومؤخرًا، شهدت العلاقة بين تركيا والسعودية تحسنًا بعد أن كانت قد شهدت خلال الأعوام الماضية توترًا بلغ ذروته مع إعلان مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018 في قنصلية بلاده في اسطنبول.
وفي أحدث التصريحات، أعربت تركيا عن قلقها إزاء الهجمات التي استهدفت الأراضي السعودية مؤخرًا، وعلى رأسها استهداف ميناء “رأس التنورة” ومنشأة “أرامكو” بطائرة مسيرة وصاروخ باليستي في مدينة الدمام.
ومؤخرًا، صعّد الحوثيون بشكل ملحوظ هجماتهم بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليسيتة على السعودية.
وتقول الجماعة إن هذه الهجمات رد على غارات التحالف المستمرة ضدها في مناطق متفرقة من اليمن.