مقالات

لماذا يجب تكرار تجربة غرفة أخبار مشاورات السويد؟ بقلم/ أصيل سارية

بقلم/ أصيل سارية
ينتظر الكثير من اليمنيين إن لم يكن جميع اليمنيين الإعلان عن وقف إطلاق النار وتوجه أطراف النزاع في اليمن إلى عقد مشاورات أو مفاوضات سياسية لإنهاء الحرب الدائرة في البلد منذ أكثر من خمس سنوات، ويبحث الكثيرون أثناء عقد المشاورات عن تغطية إعلامية مستقلة بعيداً عن الإعلام المنحاز حتى وإن بدا مستقلاً.

غرفة أخبار مشاورات السلام اليمنية في السويد، كانت هي التجربة الأكثر لفتاً للنظر خلال المشاورات التي عُقدت خلال الفترة 5-17 ديسمبر 2018 بالعاصمة السويدية ستوكهولم، حيث نجح أعضاء الغرفة في تقديم أخبار المشاورات بشكل غير منحاز، وهي تجربة لم يُعمل بها من قبل في جميع المشاورات التي جمعت اليمنيين من قبل وحتى في مؤتمر الحوار الوطني.

الفكرة:
بدأت فكرة إنشاء غرفة أخبار مشاورات السلام مع تحديد موعد انطلاق المشاورات في السادس من ديسمبر 2018 عندما اقترح رئيس غرفة أخبار مشاورات السلام الصحافي التونسي محمد الهاني على الوكالة الفرنسية للإعلام CFI إرسال صحافيين مستقلين لتغطية مشاورات السلام، لتكون تغطيتهم هي المصدر الحقيقي والموثوق لدى الجمهور اليمني.

12 صحافي وصحافية من مختلف محافظات اليمن شمالاً وجنوباً تم اختيارهم للذهاب إلى ستوكهولم لتغطية المشاورات. باختلاف الخبرات والتوجهات انطلق هؤلاء الصحافيون في مهمة هدفها العام الأساسي تقديم معلومات للجمهور اليمني عن مسار المشاورات باستقلالية وحياد يخدم المشاورات ويساهم في تقريب وجهات النظر بين الأطراف التي تتحاور لإنهاء الصراع الدائر في البلد منذ خمس سنوات.

الصحافي عيسى الراجحي مراسل وكالة رويترز في اليمن وعضو غرفة أخبار مشاورات السلام يقول لمنصتي 30 إن “الجمهور المستهدف الأساسي لأخبار وتقارير الغرفة هو المشاهد المحلي داخل اليمن وفقاً للخطة التي وضعها رئيس تحرير الغرفة”، يضيف عيسى إن “التركيز على الجمهور المحلي كان عاملاً مهماً لنجاح مهمة الغرفة حيث أن الجمهور المحلي هو الأكثر احتياجاً للمعلومات حول المشاورات والمفاوضات، لأن احتياجه للسلام أكثر من الأطراف المتحاورة أو جمهورها الذي لديه مصادر محددة للحصول على الأخبار والمعلومات”، ويضيف عيسى أن “الخطة لم تكن فقط النشر عبر صفحات وقنوات الغرفة، وإنما الحديث كذلك وبشكل أساسي للقنوات اليمنية المحلية من مختلف الأطراف، وفقاً للقواعد التي تم الاتفاق عليها بين أعضاء الغرفة”.

دور آخر:
لم يكن دور الغرفة مقتصراً على بث الأخبار والتقارير والحديث إلى وسائل الإعلام، بل نجحت الغرفة في الجمع بين الكثيرين من أعضاء وفدي المشاورات، حيث عمل فريق الغرفة على عقد اجتماعات بين أعضاء الوفدين المشاركين داخل مقر الغرفة، وهي أول مرة يجتمع فيها بعض أعضاء وفد الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً و وفد أنصار الله، خارج غرف المشاورات المغلقة، ليس في مشاورات ستوكهولم فقط وإنما في جميع المشاورات التي جمعت بينهم منذ العام 2015 حتى مشاورات السويد. تلك الاجتماعات والصور التي تم التقاطها داخل مقر الغرفة تناقلتها وسائل الإعلام اليمنية والعربية والعالمية باعتبارها أحداثاً إيجابية في تلك المشاورات.

تكرار مطلوب:
نجاح تجربة غرفة أخبار مشاورات السلام في أن تكون مصدراً هاماً للأخبار ويتم الحديث عنه حتى بعد مرور أكثر من عامين ونصف على المشاورات، هو ثمرة ما حققه فريق الغرفة وإدارتها في أن تكون المصدر الأول لأخبار المشاورات.

ما يزال يطرح فريق الغرفة تكرار التجربة في مشاورات قادمة، سواءً مع الفريق ذاته أو مع فريق آخر، مع الوكالة الفرنسية أو مع منظمة أخرى، فالهدف هو الإيجابية في تغطية الحدث الذي ينتظره اليمنيون بشوق كبير لتحقيق سلام مستدام يُوقف الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى