“الإصلاح” ولغة الإجتثاث بقلم/ محمد طاهر أنعم
بقلم/ محمد طاهر أنعم
لغة الاجتثاث والتصفية التي تغلب على خطاب الإخوان المسلمين في اليمن مخيفة. ومخيفة جدا. يستخدمونها هذه الأيام ضد الحوثيين، ويصرون بعنف أنه يجب اجتثاثهم، وقتالهم، وتصفيتهم، واستخدموا ألد أعداء اليمن -السعوديين- لهذه المهمة.
ولما لم ينجح السعوديون هاجموهم وخونوهم -ليس لتدميرهم اليمن كما كنا نظن- بل لعدم نجاحهم في اجتثاث خصومهم.ولو كانت هذه الرغبة المتطرفة الذئبية ضد الحوثيين لوحدهم لربما وجدنا لهم مخرجا.ولكنها عادة قديمة متأصلة في إخوان اليمن، لا أدري ما سببها.
في أيام ثورة 2011 غلو وتطرفوا في عدائهم لحزب المؤتمر، ولما وجدوا الفرصة قصفوا جامع الرئاسة بقصد قتل علي صالح ومن معه من القيادات، وجروا الفرقة لمعارك مع الحرس بحجة الثورة، ثم تقاسموا السلطة بالمبادرة الخليجية سيئة الذكر.
لقد كان إعلامهم اجتثاثيا متطرفا تلك الأيام ضد حزب المؤتمر ومن معه، وبشكل مخيف.وفعلوا ذلك الأمر نفسه مع الحزب الاشتراكي في 92 وما بعدها حتى الحرب وما تلاها.وفعلوه مع رفاق السلاح المغرر بهم من السلفيين من جماعة أبي العباس بتعز، ثم مع الناصريين.ويفعلونه اليوم مع المجلس الانتقالي الجنوبي.دعوات للاجتثاث والإنهاء والإجهاز النهائي مع المخالف، وعدم التسامح التفاهم والتقاسم السياسي والمشاركة!
ما الذي دفع الإخوان المسلمين لهذا الطريق البغيض في الحلول الصفرية!!لماذا لا تكاد تخرج فيهم أصوات عاقلة تدعوا للتقارب والتقريب والتعايش وقت الخلافات والمواجهات، وإنما يرفعون هذه الشعارات مع من لا يتواجه معهم.
لماذا هذه النفسية الذئبية التي تريد أن تأكل الآخر وتجتثه وتستأصله من الوجود!!لا نبرئ الآخرين في المؤتمر والحوثي والسلفيين وغيرهم من وجود أصوات متطرفة استئصالية هنا وهناك، ولكن العقلاء موجودون، والمبادرات للتصالح وحقن الدماء كثيرة ورائجة، وداعموها يعلنون بالصوت العالي تأييدها من كل الأطراف، إلا من إخوان اليمن فلا تكاد تجد أحدا يدعوا للسلام والقبول بالآخر في وقت الصدام.