مقالات

غزة ورباعية الموت .. وسيناريوهات عملية الطوفان

 

بقلم المستشار / أكرم يحيى

* تأريخية الصراع في فلسطين:

لكونها بوابة الغرب إلى الشرق الأوسط ككل والجزيرة العربية بخصوص ولامتلاكها التقديس المشترك للشرائع السماوية الثلاثة وعدد من الطوائف والأعراق كانت تشكل فلسطين أهمية لمن يُسيطر عليها فسيكون له اليد الطولى على المنطقة المقدسة وبوابة عبور من بحر غـ.زة على بقية دول المنطقة.

ومنذ تأسيس الصهيونية من متعصبي اليهود “الطيالسة” والمسيح الانيجليون، البحث عن مكان لتجمع اليهود بدلاً من انتظار أن أخرى الزمان لتتحقق النبوءات باجتماعهم عبر الموعود المنتظر، واستباقهم بتحقيق النبوءة قبل مجيء الموعود، وجدت الصهيونية المكان الأمثل في فلسطين، وسعت للاستيطان هناك عبر سلسلة من الحبكات مجذرة بالدماء والمجازر والإبادة الجماعية للفلسطينيين، منتهجةً سياسة حرق المراحل ، مرحلة تلو المرحلة ، حتى تخلق واقع يقود إلى واقع آخر جديد يُقنن بمواثيق واتفاقيات وقرارات دولية مبتدأها في (1974) بتقسيم فلسطين لدولتين، ثم (1967م) بعد احتلال الضفة وغزة والجولان وسيناء ليتم على إثر ذلك اصدرا قرار (242) بإقامة دولة مستقلة، تلاها قرار عام (1974م) بشأن التسوية لإقامة دولتين قضم الكيان الكثير من المناطق الفلسطينية، وبعدها عام (1988م) إعلان عرفات باستقلال فلسطين والاعتراف بدولتين وشعبين، تم التوقيع بعد ذلك في عام (1993م) اتفاقية أوسلو، وكان المفترض ان يكون آخرها ما ذكره شمعون بيريز في كتابه (الشرق الأوسط الكبير) بدول إسرائيل الكبرى، والتي لا وجود لغزة ولا للضفة الغربية ولا لعرب 48 (القدس) فيها أي وجود، وأظهره رئيس وزراء الكيان النتنياهو في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ78، في شهر سبتمبر الماضي، حول شرق أوسط جديد لا وجود للفلسطينيين فيه، وعلاقات تطبيع تخلق طريق اقتصادي من آسيا عبر الخليج والأردن وفلسطين إلى أوروبا.

* وباء غـ.زة .. موقعها الاستراتيجي:

كانت محاولة الرئيس الأمريكي السابق ترامب للاعتراف بالقدس كعاصمة للكيان الغاصـ.ب غطاء عن حقيقة صفقة القرن بالتسريع بإنهاء القضية الفلسطينية والتعامل مع الكيان كمالك شرعي للأراضي الفلسطينية كاملة، مما يعني أن الهدف من صفقة القرن والاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الغاصـ.ب تمهيداً لوضع اليد بشكل كامل على قطاع غزة، وامتلاك الحق القانوني بالتصرف على الثروات التي تقع في عزة أرضاً وبحراً. تمثل غـ.زة منطقة حيوية وهامة للكيان الصـ.هيوني وكذا للغرب للمعطيات (رباعية الموت) التالية:

1- لكونها منفذاً بحرياً هاماً، فالغرب الأوروبي وما سطره التاريخ من حروب صليبية لاستعادة القدس كانت تعتمد على السيطرة على البحر. وفي وقتنا الحاضر أصبح بحر فلسطين كاملاً يمثل مصلحة استراتيجية هامة للربط بين قارة أوروبا وبين الشرق الأوسط عبر الكيان الصهيوني.

2- الإعلان بامتلاك بحر غـ.زة على مخزون غاز ضخم قبل عشرين سنة، أصبح اليوم محط أنظار الدول الغربية بحكم حاجتها لغاز بديل عن الغاز الروسي، لذلك نرى على سبيل المثال أن ألمانيا أعلنت بإرسال فخر صناعاتها العسكرية إلى الكيان في حرب إبادته الجماعية الحالية بعكس مشاركتها اللوجستية العسكرية لأوكرانيا في الصراع الروسي الأوكراني.

3- ركز مشروع نيوم على مقومات جغرافية على خليج العقبة مما يجعل من بناء قناة بن غوريون أولوية للكيان، إلا أن لبناء قناة بن غوريون التي تربط البحر الأحمر عبر خليج العقبة والمرور بمدينة أم الرشراش (إيلات الصهيونية) إلى البحر الأبيض المتوسط، ستكون الحاجة لأن تكون عبر منطقة قريبة من البحر الأبيض، وهذا يعني أن تكون القناة أقصرواكثر جدوى اقتصادية وعسكرية عبر شقها من خلال قطاع غزة.

4- من المنظور أن تكون مدينة نيوم على مشارف خليج العقبة، وهي منطقة قريبة جداً للاستهداف العسكري بالصواريخ، حيث أن أقرب منطقة معادية للكيان هناك هي في قطاع غزة، والتخوف القائم بسبب عدم معرفة إمكانيات المقاومة في قطاع غـ.زة واحتمالية امتلاكه أو سعيه لامتلاك صواريخ قوية وبعيدة المدى يعني خطر استراتيجي على مخطط التحكم في شريان التجارة العالمية بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط المتمثل في قناة بن غوريون او خط التجارة الاسيوي الأوروبي عبر عدد من دول الخليج والكيان الصـ.هيوني.

* استراتيجيات تحقيق الشرق الأوسط الجديد:

– إنشاء مشروع قائم على التطبيع وإلغاء الأهلية القائمة على القومية العربية في المنطقة متمثل في مشروع نيوم، والذي سيكون منطلق لتسيد الكيان على المنطقة عبر المشاريع التكنولوجية والاقتصادية التي ستدعمها دول الخليج. هذا المشروع قائم على فكرة دولة جديدة تتحكم بالممر الدولي الجديد (البحر الأحمر – خليج العقبة – البحر الأبيض المتوسط) من خلال قناة بن غوريون في مضيق تيران على غرار دولة جبل طارق في مضيق جبل طارق. مما يعني أن إنشاء هذا المشروع بحاجة للغطاء القانوني للكيان الصـ.هيوني للتحكم بكامل خليج العقبة ومضيق تيران عبر جزيرتي تيران وصنافير وإنشاء قواعد عسكرية فيهما.

– إنشاء مشروع فكري يُلغي الهوية العقدية في المنطقة متمثلة في مشروع الديانة الإبراهيمية التي تلغي حساسية المناطق المقدسة لدى المسلمين وتقبل كونها مناطق مقدسة لجميع الطوائف الإبراهيمية الثلاثة واسقاط البعد الديني في الصراع مع الكيان الصـ.هيوني وإلغاء القدسية الإسلامية لتلك المناطق وتدجين شعوب المنطقة بتقبل التواجد الصـ.هيوني عبر تغيير مناهجها الدراسية والحروب الناعمة وغيرها.

– إنشاء مشروع تطبع فيه دول المنطقة اقتصادياً مع الكيان مثل الخط التجاري بين الهند والكيان وأوروبا مروراً بدول خليجية كالإمـ.ارات والسـ.ـعودية ومن ثم الأردن فالكيان ومن ثم عبر بحر فلسطيني إلى أوروبا.

– مشروع إنهاء التواجد الفلسطيني على غـ.زة والقدس عبر تهجير أهالي غـ.زة والاعتراف الدولي بالقدس عاصمة للكيان الغاصب.

* دلالات عملية طـ.وفان الأقصى:

– سواء كانت العملية مخطط لها بشكل حصري من المـ.قاومة الفـ.لسـ.طينية أم مدفوع بها من قوى استخباراتية كما يُقال، أو كما يُستغرب بقيام هذه العملية وتعديها القوة الاستخباراتية والتكنولوجية للكيان الغاصب، فإنها غيرت من مسارات محتملة كان يعدلها الكيان، خصوصاً بامتلاك المـ.قاومة أسلحة دفاعية وهجومية تدميرية وترتيبات قتالية وامتلاك بنى تحتية استراتيجية كالأنفاق أفرزت واقعاً لم يكن في حسبان الكيان.

– هذه المتغيرات كانت في صالح العديد من دول المنطقة ومنها جمهورية مصر والمملكة الأردنية بسيناريو التهجير الممنهج لأهالي غـ.زة إلى سيناء، وأهالي الضفة الغربية إلى الأردن. بالإضافة إلى أن مصر لن تواجه مشاكل مصطنعة في قناة السويس لصالح قناة بن غوريون. وهي أيضاً في صالح روسيا بتأخير استفادة أوروبا من غاز غـ.زة وكذا الصين من خلق طرق اقتصادية موازية لخط الحرير البحري عبر باب المندب كخط التجارة مع الهند عبر الخليج والأردن والكيان إلى أوروبا بالإضافة إلى تحكم الكيان بالخط الاستراتيجي (الحرير البحري) من باب المندب إلى البحر الأبيض المتوسط (عبر خليج العقبة). كما هي ايضاً لصالح دول الخليج التي ولو رغبت في التطبيع إلاّ أن تأجيل تسييد الكيان على المنطقة سيطيل من بقاء الأوضاع كما هي عليه وتجنب مستقبل غير معلوم الملامح بالنسبة لها.

* سيناريوهات تأثير عملية طوفان الأقصى:

= على المجتمع الدولي (تطبيع الوعي الدولي):

– للأسف أن العدوان الصـ.هيوني يلاقي دعماً دول الغرب ، كما لاقى الدعم سابقاً من المجتمع الدولي ليحقق نظرية حرق المراحل، ليصل إلى هذه المرحلة التي يأمل تحقيق احتلال القطاع وإنهاء المقاومة وخلق مرحلة جديدة. إلاّ أنه سواء حقق ذلك أم لا فقد أصبح موقف الأمم المتحدة المتخاذل يؤسس لعرف دولي جديد لتطبيع المجتمع الدولي مع عدوان دول على أخرى وانتهاكاتها ضد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان كشرعنة ضمنية، ستغير من طبيعة علاقات الدول مع بعضها البعض وفق رضى وقبول القوى الدولية المساندة لتلك الدول من عدمه، وهذا متمثل كذلك في الصراع الأوكراني إذ ترى روسيا خوض حروب استباقية في سوريا والقرم ومن ثم أوكرانيا لتأمين مصالحها وامنها القومي بمقابل استخدام المجتمع الدولي القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان ضد روسيا.

– كل ذلك للأسف أصبح يُطبع الوعي العالمي الرسمي إزاء الإبادة الجماعية سواء التي تتم على مدى زمني متقطع وممنهج او في عدوان واحد كما هو في فلسـ.طين في الحالين.

– في المقابل ورغم سعي اللوبي الصـ.هيوني للتحكم بالإعلام العالمي إلاّ أن المجتمعات الغربية استطاعت الاطلاع على حقائق كانت مغيبة في اعلام دولها الرسمية، واصبح هناك متابعة للقضية الفلسـ.طينية وجذور الصراع مما يُفقد التعاطف الشعبي لدى تلك المجتمعات، والتي قد تكون وسائل ضغط على دولها بإيقاف الإبادة الجماعية في حق الفلسـ.طينيين.

= على الكيان:

– قد يتأثر الداخل المجتمعي للكيان إن طال أمد العدوان ومقدرة المقاومة على تغيير المعادلة مما يخلخل من نظرة المجتمع إلى قضيتهم التي كرسوا حياتهم لأجلها وهي أن عدوانهم الدائم سيعود بالخير كما تعودوه عبر ممارسة حرق المراحل منذ عام 1947م وانطلاء قضية تجذرهم في فلسـ.طين على حقيقة انحدارهم من جنسيات وعرقيات مختلفة، مما قد يجعلهم يضعون في الاعتبار إعادة التموضع في الدول التي ينحدرون منها، وكذا خلق ضغط داخلي على حكومة الكيان بانتهاج سبل لإيقاف تدهور الأمور.

= على غــ.زة:

– بعد انسحاب الكيان الغاصـ.ب من غـ.زة عام 2005م، ركز اهتمامه للاستفادة من الوضع بوجود حركة مقاومة في غـ.زة كشماعة أمام العالم بأن هناك تهديد وجودي على الكيان الغاصب، لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد بتهجير أهالي غـ.زة إلى سيناء بشكل ممنهج ومدروس بالتنسيق مع مصر وبشكل مزمن على مدى زمني بعيد، يبدأ بقيام الكيان عملية عسكرية لتأمين نفسه من تهديد حماس عبر تصفية كبار قادته الميدانيين وضرب غـ.زة ونزوح أهالي للجنوب تمهيداً لتهجيره خارج غزة.

– سعي الكيان لاحتلال القطاع إلاّ أن الترتيبات المعدة من قبل المـ.قاومة (الأنفاق وتطور العتاد الحربي) سيجعل من هذه المهمة صعبة للغاية. لن يجد الكيان نفسه إلاّ أمام استخدام السلاح النووي أو إغراق القطاع أملاً في إغراق الانفاق والقضاء على المقاومة.

– ما قامت به المـ.قاومة في غـ.زة أربك الكيان والمنطقة والدول الغربية، وإن استمرار العدوان على غزة دون فرض واقع يريد الكيان فرضه من احتلال قطاع غـ.زة أو تهجير أهالي القطاع قد يتسبب في زيادة توتر المنطقة وتهديد مصالح الكيان وكذا مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، بجانب المترتبات على الجانب الاقتصادي والتعليمي والاجتماعي في الكيان لاستدعاء احتياطي الجيش وإفراغ المؤسسات الاقتصادية والتعليمية من كوادرها وتأثر مجتمع الكيان جراء الخسائر في الأرواح والاقتصاد من استطالة العدوان ودفاع المقاومة.

= على المنطقة:

– من المهم الإقرار أن ما قام به الرئيس المصري بعدم السماح بتهجير أهالي القطاع إلى سيناء وعدم فتح معبر رفح زاد من الإرباك، إلاّ أنه تلافى سيناريوهات غير محمودة النتائج جراء السماح العلني بالتهجير بما يعنيه من قتل القضية الفلسطينية والتنازل غير المعلن عن سيناء واحتمالية تحويلها إلى منطقة حكم دولي (قوات أممية)، وتأثير ذلك على المستوى الشعبي والعسكري داخل مصر وعدم مقدرة الرئيس المصري على ضبط الأمور بعد ذلك، حيث أن الإغراءات التي تقدم لمصر مقابل استضافة أهالي القطاع، قد تسدد الديون التي اثقلت كاهلها، لكن على المنظور البعيد فإن مصر ستواجه منافسة اقتصادية إذ لو تم بناء قناة بن غوريون.

– كما ذكرنا سابقاً بأن عملية الطوفان أربكت الوضع، وأن مع زيادة التوترات قد توسع رقعة الصراع في المنطقة ، حيث أن المصير الوجودي للمقاومة في فلسـ.طين مرتبط بوجود المقاومة ضد الكيان في بقية المنطقة ومنها في لبنان وسوريا بسبب مناطقهما المحتلة، وفي العراق واليمن بحكم واقع النتائج المترتبة على تسيد الكيان على المنطقة وقمع وإزالة أي مظاهر عداء ومقاومة له في المنطقة، مما يعني الالتفات لهذه القوى المقاومة سواء كانت كدول كاليمن أو سوريا أو إيران أو كحركات في لبنان والعراق.

– هذا يعني بأن سواء قام اليمنيون بالوقوف مع قضية الفلسـ.طينية إلاّ أن القوى الدولية سعت وتسعى إلى تدويل باب المندب منذ عشرات السنين، وإضعاف الدول المطلة على البحر الأحمر لمنع أي تهديد لمصالحها والتحكم والسيطرة على المنطقة هناك.

= على اليمن:

– كما ذكرنا في النقطة السابقة بأن مصالح الكيان الصـ.هيو.ني والولايات المتحدة وعدد من دول الغرب هو تأمين منطقة باب المندب، مما يعني تأمين الوضع في اليمن بما يناسبها بالتوازي مع تدويل باب المندب والتحكم فيه. هذا يُشير إلى أن وجود ملامح تخويف لمصالحها عبر قوى ودول وسلطات غير خاضعه لها سيوجه تركيز القوى الغربية وربيبتها (الكيان الصـ.هيو.ني) لتقويض تلك القوى وإزالة أسباب القلق والتخوف. ومع التدخل العسكري لليمن واستهداف مناطق الاحتلال وسفنه البحرية في باب المندب، فقد أصبح الموقف الرسمي للكيان وداعميه الدوليين واضحاً، مما يعني المواجهة:

1- المباشرة: عبر عمليات عسكرية مباشرة ضد اليمن إما:

أ)- عمليات عسكرية للكيان والولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الأمر قد يواجه بعض العراقيل خصوصاً أن قرار الحرب وشن عمليات عسكرية هي بيد الولايات المتحدة الأمريكية والتي تنأى عن توسيع الصراع العسكري في المنطقة لأسباب عدة منها الصراع الروسي الأوكراني واستفادة روسيا من تشتت القوى الدولية في صراعات أخرى، هذا إن لم تقم روسيا بالتدخل بأي شكل لإطالة الصراع وهذا غير مستبعد إذ تقوم روسيا بإرباك خارطة التحالفات الدولية للدول الغربية ومصالحها في افريقيا. وكذلك لأسباب أمريكية داخلية على رأسها الانتخابات ووعود الإدارات الأمريكية منذ أوباما حتى الآن بعدم ارسال أبناءها لما وراء البحار وعلى ذلك تم سحب اكثر القوات الأمريكية.

ب)- عمليات عسكرية عبر حلف دولي جديد على رأسه الولايات المتحدة، وهذا قد يواجه بعض العراقيل لاعتماد خوض أي عملية عسكرية على تحقيق نتائج مرجوة في وقت محدود وهذا يعني الإطاحة بالحكومة في صنعاء بشكل كلي وتأمين الوضع داخل اليمن، وهذا أمر صعب. بجانب أن أي عملية عسكرية على اليمن قد يؤزم منطقة باب المندب أكثر بقدرة اليمن على إيقاف حركة الملاحة البحرية ليس فقط على سفن العـ.دو الصـ.هيو.ني فقط، وهذا ما لا يرتجيه العالم.

ج)- تحالف إقليمي: وهذا مستبعد من الوهلة الأولى لكون التحالف قد وصل لوضع تهدأة عسكرية وإطالة تأزيم الوضع الاقتصادي، ووصول المفاوضات مع السعودية لمرحلة ينتج عنها تخفيف الوضع الاقتصادي، إذ أن عودة الصراع العسكري سيهدد الجانب الاقتصادي للمملكة الذي ركزت عليه مؤخراً من خلال المهرجانات والسباقات وإقبالها على تنظيم نهائيات كأس العالم باسثتمارها في البنى التحتية مما يجعل موضوع خوض عمليات عسكرية لم تستطع حسمها منذ تسع سنين أمر يهدد خططها وأجنداتها. وهذا الامر منطبق على أي دولة خليجية شاركت في العدوان على اليمن وانسحبت ظاهرياً من العدوان المباشر سابقاً لتعرضها لخسائر مباشرة سواء داخل اليمن أو خسائر قد تعرض أمنها واقتصادها والاستثمارات الأجنبية لديها لخطر.

2- غير المباشر: ويكون عبر الصراع اليمني اليمني، وتأجيج الوضع الاقتصادي حيث أن الحنق الشعبي جراء الوضع الاقتصادي قد تضاءل بسبب القيام بعمليات صاروخية واستهداف مناطق وسفن الكيان، مما يعني صعوبة استخدام الداخل الشعبي لإثارة الوضع ضد حكومة صنعاء. فالقيام بعمليات عسكرية في الجنوب وشبوة او الساحل الغربي أو مارب بحاجة لدعم دولي واقليمي، والقدرة على الحسم الذي يعتمد غالباً على توازي العمليات العسكرية بثورات داخلية جراء الحنق من الوضع الاقتصادي الذي سيحتاج لتأجيجه وإثارة الشعب اليمني من جديد لفترة زمنية قد تطول مع استمرار الإب.ادة الجماعية للكيان، هذا إن لم يتم التواصل إلى توافق مع المملكة ويتم حلحلة الوضع الاقتصادي ولو قليلاً.

بجانب أن خوض عمليات عسكرية بعد أن اوقفتها قيادة التحالف (السعودية) سابقاً، سيكون مربكاً لها حيث أن شرط التواصل لهدنة واتفاق سلام هو إيقاف العمليات العسكرية التي يقودها التحالف وعلى ضوءها توقفت الضربات الصاروخية من اليمن، وعودة العمليات العسكرية تعني أن هناك إشكالية ستواجه الهدنة والاتفاق، وهذا يتطلب أن تقوم قيادة التحالف بإثبات بأنها لم تعد تدعم المجلس القيادي وأن التوجيهات لشن عمليات عسكرية في الداخل اليمني يتم بقرار مباشر من قوى غربية كبرى هي الولايات المتحدة مما يعني ضيق التحرك الجوي للطائرات التي ستدعم العمليات البرية في الداخل اليمني واستخدام قواعد عسكرية ليست على الدول الخليجية تلافياً لتعرضها للضربات الصاروخية والمسيرات، وهذا قد ينتج عنه إشكالية بالنسبة للقوى التي ستشن هذه العمليات في العسكرية في الداخل اليمني.

* كانت القضية الفلـ.سط.ينة أحد أوجه الرحمة الإلهية بالمسلمين والعرب إذ توحدهم بعد تقسمهم لشيعة وسنة وتشتتهم إلى دويلات وقوميات باتفاق سايكس بيكو، وأن الجانب السياسي الذي يُشير إلى مخطط لإنشاء شرق أوسط جديد اعتمد على القضاء على المقاومة في فلـ.سط.ين وإنشاء دولة تتحكم بثروات قطاع غـ.زة وإنشاء ممرات اقتصادية برية وبحرية يتطلب تأمين البحر الأحمر وباب المندب، أي ضرورة القضاء على أي قوى قد تعرض مصالح الكيان وداعميه للخطر، ليس منفكاً عن الجانب الديني وأن الصراع في المنطقة ليس فقط صراع تحكم وسيطرة من كيان سياسي بل من كيان قائم على هوية دينية آمنت بها حركة صـ.هيونـ,ية من اليهود والمسيح بأن ارض فلسطين ارض الميعاد وحكم الموعود ويتطلب إنشاء دولة تهيئةً لظهوره ويطبقون ذلك بخلفيات دولة وسياسة واتفاقيات ولوبيات اقتصاد وإعلام.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى