مقالات

تصحيح مفاهيم “26 ” .. هدنة مؤقتة، وليس سلام دائم!!بقلم / أزال الجاوي

بقلم / أزال الجاوي 

ربط بعض المتابعين للمشهد السياسي في اليمن بين بعض التحركات السياسية والدبلوماسية المكثفة بشأن اليمن، والوقف النسبي للمعارك (تهدئة) خاصة في جبهة الساحل الغربي خلال الساعات الأخيرة. واقع الحال أن ما هو دائر حتى اللحظة هو مساران منفصلان، السياسي والعسكري. فالمسار السياسي يسعى لإحياء عملية المفاوضات والتي لا تعني بالضرورة أنها ستفضي إلى سلام على الأرض ولو عبر استصدار قرار دولي يحث الأطراف على الذهاب لطاولة المفاوضات.

أما التهدئة التي تشهدها الجبهات خلال الساعات الأخيرة وإن كانت عبر وساطات تحت مبررات إنسانية إلا أن السبب الحقيقي هو الضربات القاصمة التي تلقتها الألوية الموالية لتحالف الاحتلال السعودي الإماراتي والخسائر الضخمة في البشر والعتاد والتي كادت أن تخرجها عن جاهزيتها وقدرتها على الاستمرار، بل وربما الانكسار، مما دفع دول التحالف للبحث عن هدنة مؤقتة لإصلاح وتعويض ما تم خسارته وإعادة التقييم لمسرح المعركة ومن ثم إعادة الهجوم, أي بما معناه أنها هدنة ربما لأيام أو اقل ومن ثم ستستأنف العمليات والتي يبدو أنها ستستمر حتى يتم أحد أمرين، إما إسقاط الساحل الغربي كاملاً أو إسقاط المهاجمين بهزيمة كاملة. كل ذلك بمعزل عن المسار التفاوضي والعمل الدبلوماسي المكثف الأقرب ليس لخلق سلام حقيقي على الأرض وإنما لإعادة ترتيب أوضاع التحالف السياسية وكذلك إعادة ترتيب الوضع الداخلي لما يسمى بالشرعية ورسم قواعد اشتباك لما بعد معارك الساحل الغربي وفقاً للنتائج التي ستفضي إليها المعركة.

الجدير بالذكر أن البروبجندا الإعلامية لدول التحالف استطاعت أن تصور الهدنة التي كانت بسبب الانكسارات الضخمة في صفوف أتباعها على أنها بسبب الجانب الإنساني ولإعطاء مجال للدبلوماسية وأن ذلك يصب في مصلحة الجيش واللجان الشعبية المدافعين على أرض الحديدة والساحل الغربي، وليس العكس، وإعطاء صبغة أخلاقية لإدارتهم للحرب رغم شهادة العالم أجمع أنها أسوأ وأقذر حرب أدت إلى أكبر كارثة إنسانية عرفتها البشرية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.

الحرب مستمرة؛ فلا تنخدعوا.

من حساب الأستاذ أزال الجاوي على الفيسبوك , نشرت بتاريخ 6 ديسمبر2017

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى