ثقافة وفن

الأسود لا يليق بالحبر..!

بقلم الكاتبة / ليسا جاردنر

…ويأتي الكاتب ليصرخ من آهات الظّلم
فوق أوراق مُبَعثرة… تغترب الكلمات
بين سطورها المرتجفة وتعيش غربةً ومنفى
وتتعذَّب تحت عنف الأحرف
فيصرخ الكاتب…
كونوا أطيافا مع الأوراق البيضاء
إذ لا حول لها ولا قوة أمام سهام القهر والظلم
كم من سطر جُرِحَ ونَزَفَ دمُهُ من وخز القلم
وحبره الأسود الذي تَغَلْغَلَ ونفذّ شريان الأوراق
كترياق أسود يَحِيكُ نصًّا ما…
ويعزف بأحرف من ماء ويخلق نصًّا من الدماء
فتلتهب الورقة بنار وقّادة ويندثر معها النص
كَمَا اندثرت الوصايا العشر التي نُقِشَتْ بروح الرّب
على لوح الشّريعة في جبل “حوريب”…
كل نصّ وكل حرف يجسِّدُ روحا ويُخفي جروحا!
فيا أيّها القلم ما بالك لست ليِّناَ مع الأوراق البيضاء
ما بالك لا تُقَبٍّل بحِنِّيّة عينيها وشفتيها….
ما بالك تَحُدُّ سيفَك لتطعن سطورها الهشّة
وتُقطّعها إربا إربا…!
لتصبح حروفها مسْتَلَبَة غريبة هزيلة
ومريضة، دامية وباكية…
إنها الحرب…!
قال القلم:
نعيش حرب الحِبْر…
على الأوراق البيضاء لاستعمارها…
ويُجَنِّد المعسكرات والحشود من الأحرف المتمرِّدة
لقتْل مثال “بلاك واتر”
لحرق الأوراق البيضاء
إنّا في حرب الحِبْر والكلمة وحرب الورق…!
فمن المنتصر يا ترى…!؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى