مقالات

أخيراً..شكراً ماما أمريكا!! بقلم / نصر صالح

بقلم / نصر صالح

قرار بايدن الأخير بشأن اليمن، يعني فيما يعنيه «أن الحرب انتهت، والسعودية لم تعد قادرة على مواصلتها».

قرار جو بايدن، يعني فيما يعنية «إقرار بهزيمة السعودية في الحرب على اليمن عمليا، وانتصار اليمن (بقيادة الحوثين) ضمنيا». لكنني اظن؛ سوف لن يتم تقبل إعلان اليمن انتصاره من قبل معسكر أمريكا واوروبا الإستعمارية، وهو الذي يعادي وبقوة «إسرائيل» وينادي بتحرير فلسطين.. وبالطبع فلن يكون هذا «الفيتو» الغربي إرضاءً لبني سعود وتماشيا مع هواهم النابع من غطرستهم وتعاليهم واستكبارهم على اليمنيين عامة وإزدرائهم الحوثي خاصة، وإنما للسبب المذكور آنفا، بخاصة في زمن «همرجة التطبيع» الجارية مع «إسرائيل» من قبل الدول العربية التابعة.

وقرار رئيس الولايات المتحدة بوقف الحرب على اليمن وكف الأذى عن اهلها والممتد منذ نحو ست سنوات، هو أيضا لإظهار أمريكا بأنها التي انقذت اليمنيين من الحرب الكارثة. وما على اليمنيين إلاّ أن يغفروا زلة اتخاذ قرار الحرب عليهم وأن ينسوا دور امريكا في هذه الحرب البشعة، التي تواصلت كل هذا السنين بدعم وإدارة لوجوستية أمريكية و«إسرائيلية»، وارتكبت خلال قيادة أوباما ونائبه بايدن ذاته. وقد «سكتا» على مواصلة السعودية والإمارات (ومعهما تحالف 15 دولة اخرى) عمليات القتل والتدمير في بلادنا على امتداد آخر سنتين من ولايتهما، برغم أن هذه الحرب -كان واضحا- منذ شهورها الأولى- عجزها في تحقيق أغراضها.. وكان خبراء عسكريون، من امريكا ذاتها، قد توصلوا لهذه الحقيقة مبكرين، وعبروا عن «دهشتهم» من الصمود «العجيب» الذي أبداه اليمنيون بقيادة الحوثي أمام جحافل قوات هائلة غاشمة لنخب جيوش (17) دولة ومعززة بأشرس اربع منظمات مرتزقة إرهابية إسلامية وغير إسلامية، وفوقهم جندت السعودية والإمارات أكثر من 34 لواء من المرتزقة المحليين والمجندبن المكرهين على خوض الحرب من أجل الراتب بدافع الفقر الذي تسببت في انتشاره السعودية وحليفاتها.

خلاصة المشهد المهول، أن انكسرت هذه القوة العالمية الغاشمة امام بأس اليمنيين الشديد في معارك دفاع «إعجازي» دون هوادة، بل وطوروا معاركهم والتي خاضوها بأسلوب حرب الأنصار (حرب الجريللا)، وطوروها من الدفاع الأسطوري إلى الهحوم الأكثر أسطورية وإعجاز، وطالت صواريخ اليمن ومسيراته محلية الصنع العمق السعودي، ونجحت «القوة الصاروخية» اليمنية في قصف المنشآت الإقتصادية النفطية الكبرى على بعد اكثر من ألف كيلو متر عن صنعاء، إلى ان وصلت صواريخهم اخيرًا قصر اليمامة مقر الحكم السعودي بالرياض، ليجبر ذلك زعيمة العالم (في آخر أيام زعامتها للعالم قبل ان تنتزعها منها الصين قريبا) على التعبير عن «إنزعاجها وغضبها» من المتغطرسين المنهزمين وعلنا بالمباشر عبر رئيس إدارتها الجديد بايدن شخصيا. ويعلن -صراحة- عن اعتزام  امريكا إيقاف العبث الدموي لهذه الحرب التي ليس للسعودية وحلفائها المقدرة على تحقيق أهدافها، وكأنه اراد القول لهم: «لم تخسروا الحرب فحسب، بل «سفهتم» فخر الصناعة الحربية الإمريكية، فعلى ماذا تراهنون بعد؟!!».

ها هي ذي أمريكا «الرؤوفة الحنونة الإنسانية» تنقذ اليمنين من هول ويل الحرب التي تواصلت بضراوة لست سنين متنافسة مع الحرب العالمية الثانية ذاتها من حيث الزمن وضراوة القصف. هاهي ذي امريكا المنقذة تعلن رسميا عبر رئيسها عن وقف الإمدادات الحربية الأمريكية للسعودية ومن معها، بعد أن اجهزت على ربع مليون يمني وخلفت مثلهم (وربما أكثر) جرحى ومعاقين.

ومع ذلك؛ فلا بأس، ولا ضير إن امتدحنا السيد جو بايدن وإن صفقنا بحرارة «لماما أمريكا» على مكرمتها الثمينة لإرساء السلام باليمن (أخيرا). ولكن؛ لنصفق ولنمتدح من دون أن ننسى دور امريكا القذر والشرير في إشعال الحرب المدمرة علينا تحت مبررات وأسباب مختلقة ملفقة كاذبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى