مقالات

أيها الفلسطينيون..انسحبوا من جامعة المال السياسي العربية قبل ان تُسحبوا

بقلم. د.الخضر محمد الجعري

ما جرى في اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم 9-9-2020م هو خيانة صريحة ومثل حداً فاصلاً ومؤلماً جداً واعلاناً حقيقي ليوم فك الارتباط بالقضية الفلسطينية التي ظلت لعقود تمثل الهم المركزي الأكبر الذي جمع العرب والمسلمين وشرفاء العالم، ووحدهم علي كلمة سواءاً وحقٍ أثبتتها وعززتها   قرارات أممية وشرعية دولية.

ليأتي هذا اليوم الأسود في تاريخ الجامعة العربية لتتنصل من القضية الفلسطينية وتنحاز بأعذار واهية لا تستحق سوى البصق عليها واحتقارها في وقت يزداد فيه وهج القضية الفلسطينية والانحياز الكامل الى مشروعيتها في العالم  ورفض الاعتراف من قبل المجتمع الدولي بعنجهية الصهاينة واحتلالهم وتدين كل جرائمهم.

إن هؤلاء بعد اعلان التطبيع مع العدو الصهيوني لم يستعجلوا فقط برفع العقوبات والمقاطعة العربية لدولة الصهاينة بل فتحوا الأجواء لطيرانهم وأعدوا الطعام اليهودي لهم ومنعوا أي قرار يدينهم وقال كوشنر إن “عدم إدانة الجامعة العربية اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل دليل على تحول مهم في الشرق الأوسط”.

لقد جاء اليوم الذي استأسدت فيه النعاج بعد ان غاب القادة الثوار الأبطال ممن كانوا يمثلون سيفاً مسلطًا على رقبة كل خائن، واستقوت بالضغوط الأمريكية وبالمال السياسي ونفوذ العدو الصهيوني واختراقاته، وتنكرت للإرث التاريخي والديني والثقافي العربي الذي عمدته دماء الآلاف من الشهداء والجرحى على مر التاريخ، ولا يشرفكم بعد اليوم ان تتسخ حتى أياديكم بمصافحة الأيادي القذرة التي تجرثمت بمصافحة عدو مجرم وعنصري شرد شعب بكامله دون رحمة ليقنعوا المطبعين بأنهم دعاة سلام، ناهيك عن ان وجودكم يعطي لهذه الجامعة التي تمارس الخيانة شرعية لا تستحقها. ففلسطين برجالها ونسائها وأطفالها ومقدساتها أكبر من زعامات دولها الخانعة أو المستجدية للمعونات.

 دول الجامعة هي من أقنعت بعض قادة فلسطين لتقديم التنازلات تلو التنازلات حتى تضعف روح المقاومين وتتسيد ثقافة الهرولة والاستسلام والخنوع بحجة سياسة الممكن والواقع، فاقنعوهم بالتنازل عن اسم فلسطين كل أرض فلسطين لتصبح تحت مسمى سلطة فلسطينية واقنعوهم بان إحراج العدو الصهيوني أمام المجتمع الدولي يكمن بقبول التفاوض مع الصهاينة والجلوس معهم، واقنعوهم بان دول الخليج لديها مبادرة عربية في العام 2002 م في قمة بيروت ستحشر العدو الصهيوني في الزاوية وستجعل كل دول الجامعة العربية تقف سداً منيعاً خلف المبادرة بمبدأ الأرض مقابل السلام، والتمسك بإقامة دولة فلسطينية على حدود ما قبل5 حزيران 1967م وعاصمتها القدس والتمسك بقرارات الشرعية الدولية، وظلت لعبة تقديم التنازلات مستمرة دون انقطاع، ليتفاجأ الفلسطينيون بأنهم وقعوا في فخ عندما وثقوا بهذه الدول وصدقوا بمبادرتها  ولكيتشفوا الآن بأنهم محاصرون وان دول المبادرة تحضر على نار هادئة لدفن مبادرتهم التي اقنعوا الفلسطينيين ذات يوم بايجابياتها.

أيها الفلسطينيون انسحبوا من جامعة المال السياسي العربية قبل ان تُسحبوا الى مواقفهم، بل اخرجوا من الجامعة حتى لا تكونوا سبباً في إعطاء شرعية لقراراتها الخيانية بوجودكم، فبدونكم لا يستطيعون الحديث عن قضية فلسطين فاصمدوا في أرضكم وتمسكوا بثوابتكم، فعندما قلتم لا للمتصهينين ترامب وصهره السمسار كوشنر كانت صفعة كبيرة واحتقار لكل قوة أمريكا واغراءاتها و عنجهيتها التي منعت عنكم المساعدات وحرضت دول النفط على منعها ايضاً عنكم وألغت مكتب تمثيلكم ورغم كل هذا لم تستطع اختراق الصف الفلسطيني فذهبوا مهزومين ومحبطين يستجدون بحكام ضعفاء، مجرد قنصل غربي يتحكم بقراراتهم بل بدويلاتهم ومن داخلها، علهم يحققون عبرهم ما أعجزهم الفلسطينيون عن تحقيقه.

11-9-2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى