الأخلاق وسر بقاء الدولة… بقلم / حاتـم عثمان الشَّعبي
بقلم / حاتـم عثمان الشَّعبي :
ديننا الحنيف حثنا على التحلي بمكارم الأخلاق والتنزه عن الأخلاق السيئة وبين نبينا الكريم ﷺ أن صاحب الخلق الحسن من أكمل المؤمنين إيماناً وأعلاهم منزلة عند الله تعالى وأكد شعراؤنا على هذا حيث قال أبو الطيب المتنبي وما الحسن في وجه الفتى شرفاً له إذا لم يكن في فعله والخلائق وقال الشاعر محمود الأيوبي والمرء بالأخلاق يسمو ذكره…وبها يُفضل في الورى ويوقر
وكما نلاحظ هذه الأيام بأن هناك إنفراط في الأخلاق فأصبحنا كشعوب نعيش وسط غابات من المنافقين الذين يتلونون بعدة وجوه ليصلوا لمبتغاهم وهم ليسوا أهلاً له سواء بالكذب أو بشراء الذمم بالمال أو بمصالح بين هذا وذاك وتنتهي العلاقة بانتهاء المصلحة أو بإبراز شخصية لفترة معينة لتؤدي دور معين وهي لا تصلح لهذا المكان ولكن عند سقوطها سينكشف معدنها
وما يؤكد كل ما ذكرناه أعلى هذا هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي هزّ عرش الديمقراطية لدولة عظمى الدولة التي لايرد لها طلب ولا تعاد لها كلمة فعند سقوطه بالإنتخابات مقابل منافسة الديمقراطي جو بايدن لم يقتنع ولم يلجأ للجهات القانونية التي أكدت فوز خصمه لكنه ذهب بالتلويح بأنه لن يسلم السلطة لمن زَوّر نتائج الإنتخابات
وبما أن الجميع قبل أربع سنوات حدثت له دهشه بترشيح الحزب الجمهوري لشخصية معروفة بالوسط الإعلامي والإقتصادي بأن لديه من الأخلاق التي لا تتناسب مع رجل السياسة وطرق إدارته لحملته الإنتخابية كانت تؤكد ذلك ولكن الجميع كان يقول إنها إمريكا العظمى فلن يسمحوا له بإهانة الديمقراطية وقوة الدولة
وخلال فترة رئاسته التي مرت على العالم بكل مرارة وبالذات العالم العربي ونتفاجأ مجدداً بإعادة ترشيحه لولاية ثانية من قبل حزبه أما أسباب إعادة ترشيحه مجدداً هذا هو السؤال الذي ستكشفه الأيام القادمة والسؤال الأهم الذي ننتظر له إجابة من الذي حرك الملايين ووجهها للخروج للشارع وإهانة الديمقراطية والتوجه لبيت ديمقراطية العالم أجمع الكونجرس الأمريكي وكما شاهدنا عبر شاشات التلفاز كيف أهينت هذه الدولة العظمى بديمقراطيتها من خلال أشخاص ليس لديهم أخلاق لأن أهم فروع الأخلاق هو حُب الوطن وعدم تخريب وتكسير ممتلكاته والمساس من سيادته وزعزعة أمنه وتخويف وترويع سكانه واحترام قياداته والعودة للقانون الذي يفصل بكافة الخلافات
فتخيلوا أعزائي أن الجماهير التي تحركت بالشارع ليس لديهم أخلاق وأخرجوها لتتجه لبيت الديمقراطية دفاعاً عن رجل لديه علامة إستفهام “؟” في سلوكة أم أن الحزب الجمهوري إنكشف على حقيقته وربما الديمقراطية الهشة ظهرت على حقيقتها ولابد من إعادة ترتيبها وتطويعها مع تطور العصر من جديد والآن هي تحت إدارة الديمقراطيين الذين جمعوا مفاصل الدولة الثلاث الرئاسة والكونجرس ومجلس الشيوخ لتبنى ديمقراطية الدولة العظمى أمريكا من قطب واحد بسبب أخلاق سيئة لمجموعة أهانة الدولة وكادت أن تسقطها.
ونعود أعزائي لأمير الشعراء بشعره الذي قال فيه:-
والصدق أرفع ما اهتز الرجال له…وخير ما عَوَّد ابنا في الحياة أبُ
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت…فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وقال
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه…فقوم النفس بالأخلاق تستقم
وكذلك قال
إذا أصيب القوم في أخلاقهم… فأقم عليهم مأتماً وعويلا.