ثقافة وفن

عَوْدَةُ نُوْفَمْبَر

بقلم الشاعر/ كريم الحنكي

عَـاْدَ نُوْفَمْبَرُ وَضَّــاْءً، أَغَـرْ
بَاْسِمَ الطَّلْعَةِ، مَهْمُوْمَ الْفُؤَاْدْ
يُسْـرِجُ الذِّكْـرَى بِأَعْـلَاْمِ الْعِبَرْ
كَيْ يَرَى السَّاْلِكُ دَرْبَاً لِلرَّشَاْدْ.

بَهْجَةٌ تَسْرِيْ بِجِنْحٍ مِنْ حَذَرْ
فَهْـوَ: عِيْدٌ، وَيَـدٌ فَوْقَ الزِّنَاْدْ
رِحْلَةُ “اسْتِقْلَاْلِ” مِنْ غَاْزٍ غَبَرْ
بِجِهَـاْدٍ.. صَوْبَ غَــاْزٍ وَجِهَاْدْ.

هِمْ، وَذَكِّرْ، أَيُّهَا الْعِيْدُ الْوَفِيْ
إِنَّ فِيْ ذِكْرَاْكَ مَا الْيَوْمَ يُفِيْدْ
ذَكِّــرِ النَّــــاْسَ بِأَمْسٍ، وَانْصِفِ
كَيْفَ كُنَّاْ بَيْنَ “صَعْدَةْ” وَالصَّعِيْدْ.

كَانَ رَدْفَـاْنُ بِـ”حَجَّـةْ” يَصْطَفِيْ
وَجْـهَ سِبْتَمْبَرَ، بِالْبَــذْلِ الْفَـرِيْدْ
ثُمَّ أَذْكَــاْهَاْ عَلَى الْمُحْـتَـلِّ فِـيْ
ثَــوْرَةٍ شَعَّتْ مِنَ الْحَيْدِ الْعَنِيْدْ.

أَقْسَمَ الشَّعْبُ عَلَىْ أَن لَّاْ يَدَعْ
تُرْبَةَ الْأَرْضِ لِتَدْنِيْسِ الْغُزَاْةْ
وَإِذَاْ بَـــرْقُ الْيَمَاْنِيْـــــنَ لَمَعْ
أَيْقَنَ السَّاْرِيْ بِأَنَّ الْغَيْثَ آتْ.

لَاْ وِصَاْيَاْتِ عَلَىْ هَذَا الْوَطَنْ
مِنْ قَرِيْبٍ مُعْتَدٍ، أَوْ مِنْ بَعِيْدْ
قَطُّ لَن يَّرْجِعَ يَوْمَاً مُرْتَهَنْ
لِجِوَاْرٍ جَاْءَ بِالْقَصْفِ يُبِيْدْ.

يَمَـنُ الْإِيْمَـــاْنِ قَــدْ أَنْبَـأَ مَـنْ
يَفْقَهُ الْمَقْصُوْدَ فِيْ بَيْتِ الْقَصِيْدْ
وَضَمِيْرُ الْأَرْضِ أَبْدَاْهَاْ عَلَـنْ
أَنَّ هَذَا الشَّعْبَ ذُوْ بَأْسٍ شَدِيْدْ.

أَيُّهَا التَّــاْرِيْخُ دَوِّنْ، وَاعْتَرِفْ
بِأَذَى الْعُدْوَاْنِ فِيْنَاْ وَالْحِصَـاْرْ:
أَنَّ هَذَا الشَّعْبَ يَأْبَىْ أَن يَّقِفْ
خَاْئِرَ الْعَزْمِ، وَهَذَا الْجَاْرُ جَاْرْ.

كُلُّ شِبْرٍ مِـنْ بِـلَاْدِيْ عَاْئِدُ
وَبِهِ تَسْتَرْجِعُ الْأَرْضُ الدِّيَاْرْ
عَلَـمُ الشَّعْبِ عَلَيْهَا السَّاْئِدُ
وَلِهَذَا الشَّعْبِ إِمْلَاْءُ الْقَرَاْرْ.

يَشْهَدُ اللهُ، وَنِعْمَ الشَّاْهِدُ
أَنَّ لِلْحُرِّيَّةِ الْيَوْمَ الْمَسَاْرْ
لَن يَّحِيْدَ الدَّهْــرَ مِنَّاْ حَـاْئِدُ
فَهِيَ اسْتِقْلَاْلُنَاْ، وَالْاِنْتِصَاْرْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى