مقالات

نحن هنا عالقون بين ماضٍ ملكناه ومستقبل يبهمه القائمون على حاضرنا

بقلم /أنيس أبوحاتم السقطري

كانت م/ سقطرى ذات سيادة ونظام وقانون كان لنا هيبة وعظمة
كانت سقطرى سقطرى بوجود حماتها المحافظ أ/رمزي محروس.
وشيخ مشايخ محافظة ارخبيل سقطرى. الشيخ /عيسى بن سالم بن ياقوت.
فبعد مغادرتهما ارض الوطن بقوة سلاح الغدر دون الخضوع للنظام والقانون بصمت مريب من حكومة هادي وبمباركة من قوى الاحتلال المتواجدة في الجزيرة ولا نعلم الى الان مهامها والتي عما قريب وبإذن المولى ستزول.
صارت سقطرى اشبه بغابة وحوش كل من فيها يعلن قوته وجبروته وقيادته فكلٌ مسؤول ولا يخضع للأخر.بشعار كلٌ يحكم نفسه بنفسه وكل ذلك بأمر من لا يهمه أمرنا.
في الحقيقة.. لا ندرك قيمة الأشخاص الا بعد غيابهم فكان لا بد علينا ولزاماً ان نخبرهم اليوم ..!
انهم كانوا شمعة وبريق لامع في افق جزيرتنا التي اصبحت اليوم بين ثنايا فكي ممول ومرتزقة العصر.
واننا على ذلك نستحق ان نُسحق.. واولى بنا ان نبلى؛ ولا عزاء بأن نموت نحراً؛ لإهمالنا كل من يستحق الأهتمام به والوقوف الى جانبه والنضال لأجله، واتاحتنا الفرصة بكل جدير بالإهمال.
فقد تِهنا بين زيف المشاعر والعاطفة
وكنا مشاهدي رماة السهم في خاصرة حماة حِمانا.
لننال ما تجرعنا مناله اليوم.
واستبدلنا بهم بيتاً من القش لا سقف له ولا اعمدة.
ثم سهرنا كل ليالينا نعلن الشتاء.. وقد كان الأحرى بنا اعلان الخريف الذي بالداخل بدلاً من ذلك الشتاء؛ لأننا بردنا بعد غياب مدفأتنا.
ما اقساه من شعور ان يغتال القدر خيالنا برصاص الواقع.. ويغتالنا جهل المراوغة بسهام المواجهة.. فها نحن ننظر كل يوم مجدداً الى ذلك الحائط الذي كنا اسندنا اليه اجنحتنا المهيضة.. فلم نجده لنسند أكتافنا عليه.. ولا وسادة حصن غائب.. ولا الدار دافئة بأنفاسهم..
فما وجدناه….؟! هو ان الحائط حجارة، والوسادة قطناً، والدار حيزاً من الفراغ، والعيشة الكريمة وحياً من الخيال..!
فما علينا الا ان نتمدد باستسلام محثيّاً على وجوهنا التراب ولم يبقى الا ان تسبَل عيوننا في سلام.
فقد اصبحنا كأننا في فجوةٍ بين العصور، أو الصفحة المقطوعة
من كتاب التأريخ، أو السطر المكشوط من فهرسه..!
نحن هنا عالقون في المنتصف بين ماضٍ ملكناه ومستقبل يبهمه القائمون على حاضرنا.
لكننا مازلنا نقاوم نجمع الحروف التي اسقطتها لوحات المفاتيح
لتكتب احتضار بدلاً من حضارة.
مازلنا نبحث عن النصر الذي ضاع بين غياهيب الظلام، وعن الواقع الذي انكشفت باسمه ألف عورة وعورة. ونبحث عن انفسنا التي تاهت لكنها تلتمس قناديل مائلة بين أفق الآمال.
حتماً لابد من بزوغ الفجر ونؤمن بشروق شمس العزة والكرامة
مهما حاول الظلام إخفاء اشعتها.
فبعودة المحافظ /بن محروس.
وشيخ مشايخ سقطرى /بن ياقوت.
الى سقطرى يعود العدل والمساواة وتعود سيادة الوطن وشموخه.
بعودتهما الى الجزيرة تعود هيبة الدولة ومؤسساتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى