مقالات

منع انهمار المطر…! بقلم/ ليسا جاردنر

بقلم / ليسا جاردنر

رغما عني انهمرتْ ذاتي … رغما عني…!
ارتطمتْ روحي بهذه الأرض… رغما عني …!
كلُّ شيءٍ أصبح له لحنا مختلفا…!
الموسيقى اليوم غريبة …!
أعظم الألحان مُؤْلمة !!
مُنَبِّهة لرياح عاصفة…!
وأمواج عاتية…!
أين المفرّ…؟

**********

اختبَأْتُ تحت تُراب الأرض المهْجُورة….
إني مجرّدة من كل شيء….
لست إلاّ قطرة من حزن مطر…
ارتطمتُ بك. وغُرِست فيك… وإليّ لم تنتبه …!؟
غنّيْتُ لك ولم تَنْتَبِه…!
وبين اخضرارك ويُبْس أوْراقي
ازدهرْتَ أنت وذَبُلْتْ أَنَاي…!

**********

لا تسقني الماء ..
فأنا قطرة يابسة… ناشفة بلا روح ولا عِطْر
أحتضن الوجع وأرقص على أنينِهِ كلَّ ليلة
ولم تَنْتَبِهْ إليَّ …!

**********

أنا رائحة البنّ المُعتَّق
وأنت تُفَضِّلُ قهوة “النسكافيه”…!
لذا لا ولن يَسْتَهْوِيكَ عِبْقَ البُنّ أو حتى قطْرَةَ المطر…!
ولن أعزف أوتارك بين ثنايا الكسور…
الملبّدة بغيوم بقايا إنسان وبقايا وطن …!

**********

كنتُ بالأمس من صنعاء وأنا اليوم من عدن!
وغدا أسترقُ حلمَ وطنٍ.. فلن تعْرفَني!!
سأكون قد رحلتُ مع الرّاحلين
فوق سفينة نوح لِنَهْرَبَ من الطوفان اللعين…
ونَصْرُخ إلى العالم بصوت رعْديٍّ مَدْويّ…
اِهربوا من الإمبريالية…
فِرّوا من الرأس مالية…
تصدَّوْا للظلم والاحتكاريّة ….

**********

ها نحن نُبْحِر بعيدا من الطوفان
وسَنُدْرك أنَّنا جميعا في اليمّ غارقون
ولن أكون أنا إلاّ قطرة من ماء…
مهجورة… يتيمة ومعدومة
حزينة بلا أرض ولا وطن

**********

هلاّ عانقتني قبل الغَرَق…؟!
لِمَا ترفض خريطة وطني المحترق في عظمي..!!
لا لوْم ولا عُذْر ولا عَذَل… لأنَّكَ لم تنتبه إلي!!
فشِفَاهي ممزّقة كرُمَّان صعْدة…
وعيناي الزيتونيّة محاصَرَة من جنود الاحتلال…
جسدي المُتَهالك من كثرة الحروب…
وقوة التفجير وبؤْس الموت وشؤْمِهِ…
أصبح جسدًا قبيحًا، جسدًا مريضا…
لهذا السبب ولغيره …لن تنتبه إليّ !!
… قولوا لي…. أريد النُّصحَ …
كيف يمكن لي التخلَّص من عروبتي
لأصبح جميلة…!

*********

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى