الأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

الصراع بين “الشرعية” و”الانتقالي” إلى مربع الصفر: الحكومة في مهب الريح!

تفائل الجنوبيون ببوادر وقف الحرب بين الشرعية والانتقالي، بعد الإعلان عن قرب تشكيل الحكومة، لكن الأوضاع سرعان ما عادت إلى مربع الصفر، لتشتعل المواجهات العسكرية بين الشرعية والانتقالي في أبين، فضلاً عن التلاسن السياسي الذي بلغ ذروته بين الطرفين الأمر الذي ينسف جهود التهدئة ويلغي العملية السياسية المرتبقة برمتها.
لم يكن الأمر بالنسبة للطرفين اعتيادياً أن يلتقي الرئيس هادي برئيس الانتقالي عيدروس الزبيدي، في الرياض مرتين خلال أسبوع، وهو اللقاء الأول بعد قطيعة دامت أكثر من ثلاثة أعوام، هلّل للقاء قيادات وعناصر الانتقالي على اعتبار أن اللقاء يطوي صفحة الخلاف بين الشرعية والانتقالي، لكن المفاجأة جاءت في برقية التعزية التي بعثها الرئيس هادي في مقتل هيثم الزامكي شقيق قائد اللواء الثالث حماية رئاسية، لؤي الزامكي، واصفاً المعركة بـ”معركة الدفاع عن الوطن”، إثر ذلك انهالت رسائل التوبيخ من قبل قيادات ونشطاء الانتقالي، ووصف رئيس دائرة العلاقت الخارجية للانتقالي في أوروبا، نصر النقيب، موقف الشرعية بـ”المغامرات الصبيانية، التي يرتكبها كهول وعجزة (الشرعية) تكلف الجميع كثيراً لكن مشكلة هؤلاء الخرفين والمراهقين على السواء أنهم لا يأبهون للكلفة الوطنية لمغامراتهم ولا يضعون قيمة للأرواح التي تزهق بما في ذلك من القوات المحسوبة عليهم”، لافتاً إلى أنهم “لم يتعلموا دروساً من خيباتهم السابقة، ولا تهمهم قضية حماية المدنيين وتفعيل الخدمات الأساسية لتخفيف العبئ على المواطنين من المعانيات التي بلغت ذروتها ، لا بل إنهم يواصلون حرب الخدمات على محافظات الجنوب لغرض فرض شروطهم وتركيع أبناء الجنوب للقبول بمخططهم”.
 وييبدو أن لا أمل في عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه على الأقل اثناء الهدنة، خصوصاً والمواجهات العسكرية اشتدت وسقط خلالها قتلى وجرحى من الطرفين في أبين، إضافة إلى عودة مسلسل الكمائن في المحفد ضد قوات الشرعية المتجهة إلى أبين.
ويتساءل متابعون عن الأسباب الحقيقية التي عطلت اشهار الحكومة، هل تعنُّت هادي على تسمية الوزراء للمناصب السيادية، أم أن نتائج الانتخابات الأمريكية أجلت خطوات المبعوث الدولي، جريفيث، لاقناع الأطراف بمسودة الحل الشامل، الأمر الذي انعكس أيضاً  على تأجيل إعلان الحكومة!، أو أن طبخة التحالف لم تنضج بعد المتمثلة بإضعاف الطرفين معاً.
أيّاً تكن الأسباب فالنتيجة تؤكد أن الأوضاع خرجت عن السيطرة وعودتها إلى مربع الصفر، بالتزامن مع التصعيد السعودي ضد حزب الإصلاح، (إخوان اليمن)،  الأمر الذي قد يفتح موجات صراع جديدة تلعب دولاً إقليمية فيها دوراً محورياً في مواجهة التحالف السعودي الإمارتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى