محلياتمقالات

الهند الدولة الأكثر تسهيلا لإجراءات علاج وإقامة المرضى اليمنيين

حيروت- خاص:
تبذل الملحقية الصحية في القنصلية اليمنية في مومباي بالهند جهوداً مضاعفة بغية تسهيل إجراءات علاج المرضى وجرحى الحرب، كما أنها تحرص على تذليل صعوبات سفرهم ومنحهم خيارات متعددة في المستشفيات المتخصصة بالحالات المستعصية.

مستشار الملحقية الدكتور رفعت سالم باصريح، يوضح في الحوار التالي أبرز نشاطات وإنجازات الملحقية ورؤيتها المستقبلية.

– ممكن تعطينا صورة عن نشاطات الملحقية الصحية بالقنصلية اليمنية في مومباي؟

نود أن نقول أولاً إن رؤيتنا تنصب على أن تكون الملحقية في مومباي، أميز الملحقيات اليمنية في أدائها لواجباتها تجاه مواطني الجمهورية اليمنية خدماتيا وأكاديمياً وعلمياً وثقافيا، وذلك من خلال تقوية وتوطيد أواصر التعاون المشتركة في المجالات الصحية بين بلادنا والهند عن طريق:

1.   حصول المريض اليمني على أفضل الخدمات الصحية بتكلفة مساوية للمريض الهندي.

2.   زيادة عدد المتدربين بالهند في التخصصات الطبية والطبية المساعدة المختلفة.

3.   الاستفادة من خبرة الهند في مجال البحث العلمي والتطبيب المبني على المعرفة.

4.   التوسع في برنامج الزمالة الطبية الهندية وخصوصاً في التخصصات النادرة وحسب احتياجات اليمن.

5.   دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين اليمن والهند عن طريق إقامة النشاطات وتبادل الزيارات.

6.   تنظيم الزيارات الميدانية للمؤسسات الصحية الهندية المختلفة للتعريف بالوضع الصحي في اليمن.

أما رسالتنا فتشمل: أن نجعل الملحقية الوجهة الموثوق بها والرائدة لرعاية المرضى اليمنيين من خلال التوجيه الصحيح لهم وتبنى قضاياهم وتعزيز المشاركة مع المريض وذويه في متابعة خططهم العلاجية. مع الإشراف على الأنشطة والفعاليات الصحية المختلفة وتسهيل مهام وتكاليف وزارة الصحة اليمنية في جمهورية الهند.

أما أهدافنا فهي:

o    الإشراف على متابعة الخطط العلاجية للمرضى وتيسير وتذليل الصعاب التي تواجههم.

o    دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين اليمن والهند.

o    تمثيل وزارة الصحة في المؤتمرات العلمية الدولية والمحلية المقامة في الهند.

o    المشاركة في المعارض الدولية والمهرجانات والندوات والأنشطة الصحية والاحتفال بالمناسبات الوطنية.

o    تشكيل حلقة وصل بين الجهات الصحية في الهند ووزارة الصحة والسكان في اليمن.

o    جمع ونشر المعلومات التي تعكس الوضع الصحي باليمن وذلك من خلال المشاركة الفعّالة في المؤتمرات وورش العمل الأكاديمية والثقافية والأنشطة الاجتماعية المحلية.

– كيف تتعاملون مع المرضى الذين يتوجهون للعلاج في المستشفيات الهندية وكذا جرحى الحرب ؟

تسعى الملحقية إلى متابعة أحوال المرضى والإشراف على إجراءاتهم العلاجية والخدماتية ما يخفف عنهم وعليهم ألم المرض والغربة، وهذا يتطلب منا جهد مضاعف يتعزز من خلال مواكبة التطورات التكنولوجية أو النظريات الإدارية الحديثة وتطبيقها لخدمة أهداف الملحقية المتمثلة في راحة المريض وشفائه، وتذليل كل الصعوبات التي يواجهها من أمور صحية ومالية، والتي نحرص على توفيرها وتطويرها في سبيل الوصول إلى شفاء المرضى.

– ما هو دور وزارة الصحة والسكان في دعم جهودكم لتسهيل إجراءات المرضى في الهند؟

لقد تمكنت وزارة الصحة من العمل على ترشيد التحويلات إلى الخارج وتقليصها من خلال نظام جديد للتحويلات يحافظ على حقوق المرضى والتسهيل عليهم، من خلال إيجاد ثلاثة مراكز تحويلية  في كل من الهند ومصر والأردن، واستقطاب كفاءات طبية في التخصصات التي بسبب نقصها يحول المرضى إلى الخارج كإحدى الاستراتيجيات المقترحة، ولا يفوتني هنا ان أشكر دول التحالف ممثلاً بالمملكة العربية والسعودية وأخص مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ودولة الإمارات العربية المتحدة وأخص بذلك الهلال الأحمر الإماراتي على دعمهم السخي لعلاج المرضى عموما وجرحى الجيش الوطني والمقاومة. والشكر موصول لدولة الهند حكومة وشعبا لكل ما تقدمه من تسهيلات للمرضى اليمنيين وتخفيض كلفة  علاجهم وذلك بمساواة المريض اليمني بالهندي من الناحية العلاجية.

إن هذه الجهود المبذولة في تطوير القطاع الصحي بالجمهورية اليمنية ما كانت لتتحقق إلا بتضافر بالعمل الدؤوب والتنسيق بين الجهات الحكومية المختلفة وعلى رأسها وزارة الصحة من أجل تآسيس وبناء نظام صحي عصري متطور للوصول إلى خدمات صحية عالية الجودة ومستدامة، وتقديم خدمات صحية تليق بشعبنا اليمني البطل المقاوم، وذلك للتخفيف من الآلام وتعزيز صمود هذا الشعب على أرضه ودحر المعتديين، فلنعمل معا وسويا من أجل نظام صحي متطور ليكون إحدى اللبنات الأساسية لامننا القومي. واثمن هنا الجهود التي تبذلها الحكومة ممثلة برئيس الوزراء الدكتور عبدالمعين عبدالملك لتعزيز الأمن الصحي في اليمن.

(ومن هذا المنطلق فقد حظيت الخدمات الصحية باهتمام بالغ ورعاية كريمة من رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي لتوفير أسباب الرعاية الصحية الشاملة لأبناء الوطن وانعكس ذلك إيجابًا على إنجاز خطط وبرامج وزارة الصحة الرامية إلى تحسين الأداء وخدمة المريض ورفع مستوى كافة الممارسين الصحيين والعاملين في المجال الصحي والسيطرة والتحكم في الأمراض والاكتشاف المبكر لها والذي أسس انطلاقًا من مفهوم العدالة والشمولية وبناء على معايير وطنية وعالمية.)

– كيف تثمنون العلاقات اليمنية الهندية وخصوصا في المجال الصحي؟

إن التفاهم والتعاون بين وزارة الصحة اليمنية ووزارة الصحة والرعاية الأسرية في الهند يهدف إلى توثيق الشراكة بين البلدين إيماناً بأهمية تعزيز وتحسين الوضع الصحي من خلال عقد اللقاءات بيننا كملحقية صحية والجانب الهندي، والتي ركزت على العديد من المجالات الصحية ومنها تسهيل حلول مشاكل جرحى الحرب في اليمن خاصة والمرضى بشكل عام وتطوير الرعاية الأسرية والصحة العامة والتغذية والأمراض المعدية والبحوث الصحية، إضافة إلى التعليم والتدريب الطبي وتبادل تقنية المعلومات والأجهزة الطبية وصناعة الدواء وغيرها. كما تطرقت التفاهمات إلى تبادل الخبرات والقوى العاملة الطبية الحكومية بما في ذلك التمريض والكوادر الطبية المساعدة.


ولتعزيز أوجه التعاون وتوثيق العلاقات في مجال علاج جرحى المقاومة والجيش الوطني بشكل خاص، تعمل الملحقية جاهدة وعلى مدار الساعة لتقديم العون والمساعدة لجميع المرضى الذين تصل مشاكلهم إلى القنصلية في مومباي ونسعى فوراً إلى حلها. 

ومن جهة الجانب الهندي، فان نائب رئيس الوزراء الهندي بولاية كارناتكا د. باراميشوارا ووزير الصحة بولاية مهراشترا (مومباي) وكذا نائب وزير الصحة في بانجلور أبدوا استعداد حكومات الهند للارتقاء بالتعاون الثنائي وتطوير آلياته وفقا لأولويات اليمن.

وفي نفس السياق التقينا مرات عديدة بالمفتش العام في وزارة الداخلية في الولايات والمدن المختلفة، حيث تم بحث مجمل القضايا التي تواجه اليمنيين بسبب التاشيرات، مما تجعلهم يعانون من صعوبة استخراجها في الولاية.

 ومن أهم القضايا التي تم طرحها أن معظم المرضى القادمين للعلاج يأتون إلى ولايات وتاشيرتهم إلى ولاية أخرى مما يسبب إشكاليه وإعاقة للمرضى والمرافقين، وهذا مخالف للقانون في الولاية، بالإضافة إلى أن بعض المرافقين للمرضى يقومون بالتسجيل في المعاهد، مما يسبب أيضا اشكالية كبيرة للمرضى. وخلال هذه اللقاءات تم التقدم بطلب لحل إشكالية اليمنيين الموجودين في الولايات نتيجة الحرب وتخفيف ما يعانونه على أمل تدارك الخلل.

وشددنا في هذه اللقاءات على سرعة تمديد الإقامات للمرضى والمرافقين لاستكمال علاجهم وتسهيل كافة المعوقات والتعامل معهم نتيجة للظروف الذي يعانوا منها، وبالفعل أبدى الجانب الهندي استعداده للتعاون وفتح مكاتبهم الحكومية في أيام العطل لليمنيين خاصة، ودراسة ملفات الطلاب الدارسين في الولايات الذين انتهت إقامتهم.

وتم الاتفاق على السماح لأي يمني يزور الهند وحاصل على تأشيرة سياحية من العلاج بأي مستشفيات الهند ماعدا علاج زراعات الكبد والكلى والتي تستوجب الحصول علي فيزة علاجية مسبقة.

– ما هي  أبرز الصعوبات التي تواجه أداء مهام عملكم؟

1)  عدم وجود ميزانية تأسيسية وتشغيلية للملحقية،نظرا للظروف التي تمر بها البلاد.

2)  انتشار وتوزيع المرضى في مختلف ولايات ومدن الهند، مما يصعب علينا القدرة على التواصل مع الجميع على نطاق بلد كقارة.

3)  عدم توفر كادر مساعد، تحت إدارة الملحقية مما يضطرنا إلى أن نقوم بعمل المستشار الطبي والسكرتارية…  الخ.

4)  عدم وجود مكتب مستقل للملحقية لاستقبال المرضى والزوار من الدوائر الحكومية الهندية والمؤسسات الصحية المختلفة.

5)  تنسيق سفر وعلاج جرحى المقاومة والجيش الوطني وبعض المؤسسات الحكومية مع للأسف مع عدد من الأشخاص أو لجان غير متخصصة، وبدون إطلاع الملحقيات الطبية كجهة حكومية رسمية تمثل الدولة في الهند ولا حتى إشعار مسبق، فقط يقتصر دورنا في حل مشاكلهم نظرا لقلة خبرة القائمين على الإشراف والمتابعة للمبتعثين للعلاج.

ما هي المشكلات التي يعاني منها المريض اليمني في الخارج و في الهند خاصة؟

من أهم هذه المشكلات الإجراءات القانونية للإقامة والسفر، وربما تتطور وتضع المريض في مسألة قانونية. بالنسبة للهند هي من أكثر الدول تسهيلا لإجراءات الإقامة للمرضى اليمنيين.

– حدثنا عن الاختصاصات الطبية النادرة بالهند، التي تنصح المريض اليمني بادراجها ضمن خيارته المتاحة للعلاج ؟

يعتبر الأطباء في الهند من بين الأفضل على مستوى العالم، كما توجد مراكز طبية متخصصة رائدة في مجال التكنولوجيا الطبية وصناعة متطورة ورائدة عالمياً في مجال الرعاية الصحية.

من اهم الاختصاصات الطبية في الهند عمليات الزراعة بشتى أنواعها مثل زراعة الكلى والكبد واستبدال الأطراف باخرة صناعية الصناعية، وأيضا جراحة القلب والأوعية الدموية وعلاج العيون وجراحات التجميل المختلفة في الركبة / الورك وعلاج السرطان والأورام المختلفة وأنظمة الطب البديلة.

تفرغت للعمل الدبلوماسي، لكن تجربتك في قيادة منظمة حضرموت الصحية تعد علامة فارقة في مسيرتك المهنية. اليس كذلك؟

نعم كانت تجربة رائعة وفخور جدا بتأسيسي وإدارتي للمنظمة، كان حلم وأمنية تبادلتها مع الدكتور عمر بامحسون، عندما كان يقوم بزيارة القاهرة في فترة دراستي للدكتوراه بين ٢٠١٥ – ٢٠١٦، حلم تأسيس مؤسسة صحية حضرمية تعنى بالمجال الصحي وعندما انهيت الدكتوراة وعدت إلى الوطن أحييت هذه الفكرة، وشاركني في هذا الهم وهذا الحلم أخي العزيز الدكتور عادل باحميد، وفعلا بدأنا بدراسة إمكانية تحقيقها، ووضعنا أدبيات المنظمة، وكل التفاصيل الدقيقة، وتم إشهار المنظمة في فبراير ٢٠١١م أثناء عقد مؤتمر السرطان بالمكلا تحت عنوان “مكافحة السرطان … لافاق جديدة ” بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية. ولازالت المنظمة تقدم المزيد من الخدمات خصوصا في مجال تأهيل الكوادر الصحية بمختلف التخصصات، كي تسهم في بناء نظام صحي قوي في المستقبل القريب، بدعم سخي من رئيس مجلس المؤسسين الشيخ المهندس عبدالله احمد بقشان.

– أنت من أكثر المشجعين على العمل التطوعي، وكانت باكورة نشاطك الميداني في نزولات الطبيب الزائر بمؤسسة الصندوق الخيري في حضرموت، ما هي الرسالة التي تود إيصالها لزملاء المهنة والأطباء الشباب عموماً؟

بعد تخرجي وحصولي على درجة الماجستير في أمراض القلب والأوعية الدموية من جامعة عين شمس عام ٢٠٠٣م عدت إلى مسقط رأسي حضرموت لأنفع بعلمي أهلي ومن لهم حق عليا، وحينها كلفت بوضع هيكلة وتأسيس مؤسسة الطلاب المتفوقين بعد أن كانت تتبع جمعية الأمل في بروم، وتم تأسيس مؤسسة الطلاب المتفوقين، وتشكيل اللجان المتعددة للمؤسسة، ومن هذه اللجان وأهمها لجنة الطبيب الزائر، الذي تشرفت بترأسها وحينها بدأنا بالعمل الطبي الخيري، وتمت النزولات المتكررة للمناطق المختلفة من حضرموت وكذا محافظتي المهرة وشبوة. وشاركت أعداد لا تحصى من الاختصاصين من أبناء حضرموت في هذا المشروع الخيري. وعندما تم إشهار منظمة حضرموت الصحية، استمر العمل في المجال التطوعي عن طريق المنظمة من خلال البرامج الصحية التطوعية مثل برنامج النشاط الايصالي الذي يهتم بتسيير القوافل والبعثات والمخيمات الطبية والتثقيف الصحي بمختلف المدن والقرى بمحافظة حضرموت والمحافظات المجاورة (شبوة، المهرة، وجزيرة سقطرى). كما أن المنظمة ساهمت بشكل أساسي في تأسيس ائتلاف الخير للإغاثة الإنسانية عام ٢٠١٥م، والذي يقدم خدمات كبيرة جدا لأبناء حضرموت ومحافظات الجمهورية عموما. وتشرفت ان أكون الأمين العام للائتلاف الخير للإغاثة الإنسانية عند تأسيسه.

– كلمة اخيره تحب قولها؟

نحلم بوطن لا يموت فيه الفقير المريض على أبواب المستشفيات جوعا وهزالا، ولا يموت الأغنياء بالطخمة في غرف عمليات تدبيس معداتهم. نحلم بوطن المساواة والعدالة الاجتماعية. نحلم ان نرى التآمين الصحي واقعا ملموسا يستفيد منه كافة شرائح المجتمع اليمني، الفقير قبل الغني والضعيف قبل القوي. نحلم بأن يتلقى المواطن علاجه وعلاج أولاده في وطنه بنفس الكفاءة بالخارج. هذا مانحلم به والكثير من أبناء هذا الوطن العزيز الغالي (ويشاركنا هذا الحلم وهذا الأمل فخامة رئيس الجمهورية وفقه الله لما فيه تحقيق أحلامنا وأمالنا… واعتصموا بحبل الله جميعا فيحقق الله منانا وأمانينا).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى