الأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

مجلس الأمن الدولي ممول إطالة الحرب في اليمن (تقرير)

حيروت – خاص  / عدنان الجعفري
منذ تدخله في الملف اليمني بالأزمة الأخيرة التي عصفت باليمن ، لم تر النور قرارات مجلس الأمن الدولي ولم يحقق مندوبي مجلس الأمن أي نجاح كلي ينهي الحرب اليمنية ، على الرغم بأن الملف اليمني  شغل في مجلس الأمن وأروقته حيزاً كبيراً في أكثر من اجتماع  , بل كان محوراً رئيسياً للنقاش ، وتبلورت قرارات كثيرة ومنها وقف إطلاق النار واتفاقات استوكهولم ونشر مراقبين دوليين لإيقاف الحرب وكان آخرها التوقيع على تنفيذ الجزء الاول من اتفاق عمان فيما يخص تبادل الأسرى بين الشرعية والحوثيين.
من الواضح أن مجلس الأمن الدولي متخاذل في تنفيذ قراراته وعدم الوقوف بحزم أمام قضايا الملف اليمني وإيقاف الحرب وفتح الحصار الجوي والبري والبحري ، وهذا قد يعطي مؤشراً  أن مجلس الأمن ضالع في تمويل استمرار الحرب في اليمن  خدمة للدول المصدرة للسلاح على حساب الشعب القابع وسط أتون الحرب والمجاعة والمرض ، ومع هذا يكثف تحركاته في التحدث عن معاناة الشعب اليمني كسلعة يتاجر بها أمام العالم ، فيما الواقع المعيشي للمواطن اليمني لم يتحسن وماتزال الحرب تحصد مزيداً من الأرواح وتتسبب في المجاعة ونزوح المدنيين وفقدان ممتلكاتهم ومصادررزقهم الخاصة .
لم تنجح إتفاقية استوكهولم بين الحكومة اليمنية والحوثيين والتي نصت بنشر مراقبين دوليين في الحديدة لرصد تطبيق إعادة انتشار التشكيلات المسلحة إلى خارج المدينة وموانئها، تحت طائلة «النظر في إجراءات إضافية» كما تبنى مجلس الأمن القرار 2451 بالإجماع بعد انقسام شهده المجلس بين وجهتين؛ إحداهما سعت إلى حصر القرار بدعم اتفاقات استوكهولم تمثلت خصوصاً في الولايات المتحدة والكويت، وأخرى حاولت إضافة عناصر سياسية وإنسانية أخرى إلى نص القرار، عبر عنها مشروع القرار البريطاني وباتت كل القرارات والتوصيات حبراً على ورق في الوقت الذي تزداد فيه معاناة اليمنين جراء استمرار الحرب,  ولم تجدي التحركات الخارجية بنفع على المستوى المحلي ، وهناك من يرى أن الحرب تجارية لأطراف محلية ودولية وهي من تعرقل أي اتفاق يعلن عنه في  مجلس الأمن .
ويعلن المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث في جميع تحركاته أنه يبحث عن حل للأزمة اليمنية ويجري مباحثات مع مسؤولين في الحكومة اليمنية والحوثيين ودولتي الإمارات والسعودية , لكن سرعان ما تتبخر نتائج تحركاته وتتلاشى نتائجها ، وكان آخر تلك المساعي توجه المبعوث الأممي الى المملكة العربية السعودية لهدف إقناع الحكومة اليمنية بالموافقة على مسودة الإعلان المشترك لحل الأزمة وإنهاء الصراع الدائر في البلاد ، وتضمنت مسودة المبادرة في أبرز بنودها، وقف شامل لإطلاق النار، والشروع في استئناف المشاورات السياسية في أقرب وقت، إضافة إلى ترتيبات إنسانية لتخفيف معاناة الشعب اليمني جراء الصراع ، وعقب تلك التحركات شهدت الساحة اليمنية حرباً ضروساً في جبهات الساحل الغربي ومأرب والجوف وخلفت ضحايا مدنيين ونزوحاً جماعياً وقتلى وجرحى بين طرفي النزاع ، وهذا مايعني أن تحركات المبعوث لم تستطع إيقاف الحرب ، بل وكأنها تدعو الى استئناف القتال ، وهناك من يرى أن مجلس الأمن بات مجلساً للخوف نتيجة سيطرة الدول المصنعة للسلاح بما فيها أمريكا وبريطانيا ومن واشنطن تعلن الحرب ومنها تتوقف .
موقع “حيروت الإخباري ”  وجه سؤالاً للصحفي والسياسي شاهر سعد مفاده ” ماهي وجهة نظرك لما حققه مجلس الأمن في الملف اليمني ” والذي بدوره أجاب: المفترض أن نقول هل نجح مجلس الأمن في تدمير اليمن وتجويع شعبه ؟ وهل أصبحت ثرواته كاملة بيده أو بيد غيره ؟ وهل السلة الغذائية ابقته على قيد الحياة ؟ وهل وصلنا الى تحقيق مآربنا في تمزيق النسيج الاجتماعي وتقطيعه الى كانتونات ؟ وهل صار اليمن جاهزاً للتطبيع وسوقاً إستهلاكية لبضائع الغرب وإسرائيل ؟ وهل التغذية المذهبية وصلت الى الحد الذي صار الشعب في عداء وقتال وحرب أبدية ؟ هذا هو السؤال فمتى كان مجلس الأمن والأمم المتحدة تهتم لأعضائها وشعوب العالم ، ويجمع الشارع اليمني أن الحل لن يأتي من مجلس الأمن الدولي بقدر ماهو حل محلي من خلال اجتماع الأطراف المتقاتلة والأحزاب السياسية على طاولة مصلحة الوطن وإيقاف الحرب  ، والعودة إلى مخرجات الحوار الوطني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى