ثقافة وفن

تحفة أعجزت العالم ..إكتشاف سر جديد عن “الموناليزا”

ما زالت لوحة الموناليزا لليوناردو دافنشي (1452-1519) تحمل المزيد من الألغاز والغموض بعد مرور أكثر من 500 عام على اكتشافها. ومع تطور التكنولوجيا الحديثة، تبقى الموناليزا دائما هدفا للدراسة والاستكشاف.

قضى العالم الفرنسي المتخصص في تحليل اللوحات ودراسة التقنيات المختلفة للوحات القديمة باسكال كوتي أكثر من 15 عاما في دراسة 1650 صورة للوحة بشكل مفصل، التقطها عن طريقة كاميرا متخصصة في تصوير وتحليل الطبقات السفلى من العمل الفني.

اكتشف كوتي خلال تحليله للوحة أن دافنشي استخدم تقنية “سبوليفرو” (Spolvero)، وهي كلمة إيطالية معناها الغبار، حيث يرسم الفنان التخطيط الأولي على الورق، ثم يقوم بوخز ثقوب صغيرة على طول الخطوط العريضة للرسم، ثم يستخدم غبار الفحم لنقل الرسم على القماش بطريقة أقرب إلى استخدام ورق الكربون في عصرنا الحالي.

استخدم كوتي الكاميرا التي تعمل على تضخيم الطبقات السفلية، وإظهار التفاصيل المخبأة تحت سطح اللوحة، والتي ظهرت فيها خطوط الفحم في مناطق اللوحة الرئيسية، بالإضافة إلى التفاصيل الدقيقة جدا.

ظهرت اختلافات بين الرسم التخطيطي الأولي بالفحم على سطح اللوحة، خاصة في الجزء الخاص بالأصابع والجبهة ومكان الحاجبين، ليؤكد أن دافنشي أجرى تعديلات على التكوين النهائي للوحة، كما أنه يثير الأمل بشأن احتمال ظهور الرسم الورقي الأصلي للموناليزا في مكان ما.

كشفت أبحاث كوتي عن تفاصيل غير مرئية حتى الآن، مثل ما يشبه دبوس شعر غير متداول في فلورنسا في ذلك الوقت، مما يشير إلى أن اللوحة ربما لم تكن عملا استعاريا أو تصويرا لامرأة غير حقيقية، عكس ما هو معروف بأنها صورة شخصية للسيدة ليزا جيوكوندو (سيدة إيطالية زوجة تاجر حرير ثري وتنتمي لعائلة أرستقراطية).

الموناليزا والصراعات القانونية

لم تحمل لوحة الموناليزا الأسرار الفنية فقط، بل لا تزال تثير العديد من الصراعات القانونية. فهناك ما يسمى بلوحة “الموناليزا الثانية”، وهي ضمن ألغاز مالية وقانونية، وتثير تساؤلات بشأن أصحابها الأصليين.

اكتشفت تلك اللوحة عام 2012، وأزاحت عنها الستار منظمة تدعى “مؤسسة الموناليزا حول العالم”، وادعى مسؤولو تلك المنظمة أنها نسخة أخرى من موناليزا دافنشي. ولأن الموناليزا ربما تكون أشهر لوحة في العالم، ويعتبر رسامها أحد أعظم فناني التاريخ، فإن هذا الاكتشاف قلب عالم الفن رأسا على عقب.

وضعت المؤسسة مجموعة من الأدلة لمحاولة دعم الادعاء الخاص بأن اللوحة نسخة ثانية من الموناليزا الأصلية، رغم ذلك لم تدع المؤسسة أنها تملك اللوحة، وقالت إن اللوحة ملك مجموعة دولية، ولم تفصح عن أكثر من ذلك امتثالا لالتزاماتها السياسية والقانونية.

كما يشير إلى أن دافنشي لم يرسم اللوحة لعميلين مختلفين، لكنه ربما رسمها لشخص في بداية الأمر، ثم اشتراها شخص آخر. أكد مارتن كيمب أن معلومات مؤسسة الموناليزا متساهلة وغير موثقة، ولا تثبت أن اللوحة الثانية تخص ليوناردو دافنشي، لكنه يؤكد أن الفحص بالأشعة تحت الحمراء الذي أجراه اللوفر على الموناليزا، يشير إلى أن الرسم الأولي لها منسوخ من رسم آخر بتقنية الغبار.

كان البروفيسير جان بيير أسبوتس من جامعة فيلدينغ للدراسات العليا بكاليفورنيا متشككا حتى نقلته مؤسسة الموناليزا إلى سويسرا لمشاهدة اللوحة عن قرب. يقول أسبوتس “دخلت إلى قبو بارد جدا، وقضيت حوالي ساعتين مع تلك اللوحة، لكن بعد 5 دقائق أدركت أن هذه اللوحة لا بد أن تكون لليوناردو”.

لم يكن شكل اللوحة فقط ما جعل البروفيسير الأكاديمي يعتقد أن اللوحة أصلية، بل إن هناك أدلة تاريخية أيضا، حيث إن جورجيو فاساري، كاتب سيرة ليوناردو دافنشي في القرن السادس عشر، ذكر بوضوح أن دافنشي عمل على لوحة الموناليزا 4 سنوات، ثم تركها غير مكتملة.

ويتطابق ذلك الوصف مع مظهر لوحة الموناليزا المذكورة، على عكس الموناليزا الشهيرة المعلقة بمتحف اللوفر، كما أن السجلات التاريخية تشير إلى أن ليوناردو كان يرسم لوحة الموناليزا لعميلين مختلفين، مما يزيد احتمال أنه أكمل لوحتين منفصلتين، واحدة لكل عميل، لكن إحداهما نالت شهرة أكثر من الأخرى.

لم يتم تأكيد انتماء اللوحة الثانية لدافنشي، خاصة مع شهادة مارتن كيمب أستاذ تاريخ الفن الفخري بجامعة أكسفورد الذي يؤكد أن اللوحة الثانية لا تنتمي لدافنشي لأسباب عدة أهمها أن اعتقاد جورجيو فاساري أن الموناليزا لم تكتمل، كان بسبب مغادرته لفلورنسا قبل اكتمالها.

المصدر : مواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى