مقالات

تصحيح مفاهيم “11” .. سبحان الذي أسرى بهم ليلاً !! بقلم / أزال الجاوي

بقلم / أزال الجاوي
في منتصف خمسينيات القرن العشرين قام اليمنيون بأول خطوة عملية نحو اعادة تحقيق الوحدة اليمنية وهي تأسيس رابطة موحدة للطلبة اليمنيين في مصر وكان عمر الجاوي أحد أبرز مؤسسيها , ومنذ ذلك التاريخ مامن عمل وحدوي إلا وكان الجاوي على رأسه ولا أبالغ إن قلت أن كل اتفاقيات الوحدة خطّت  بقلمه باستثناء اتفاقية العام 89م وكذلك إعلان الوحدة في 22 مايو 90م , وتعد هاتين الإتفاقيتين الإستثناء الوحيد الذي غيب فيهما في تاريخ مسيرة الوحدة .
في خضم النقاشات الحادة في العام 89 حول كيفية اقتسام البلاد والعباد بعد اعلان الوحدة أعادت مجلة الحكمة التذكير بالديمقراطية والتعددية التي نص عليهما دستور الوحدة الذي أقر من لجان الوحدة قبل خمسة أعوام من ذلك التاريخ تقريباً  . تلك الإعادة اغضبت الحكام الذين ربما كانوا يسعون لسلخ دستورعلى مقاسهم بعد مقيل او سمرة وفي حالة نشوة وعلى عجل .
في مساء أحد تلك الايام هبط أحد قياديي الصف الأول في الجنوب من سيارة جديدة تبدو أنها اولى بشائر التقاسم القادم عام 90م  إلى مقر اتحاد الأدباء والكتاب الواقع في مدينة خورمكسر والمطل على ساحل أبين الجميل ليزور أمينها العام ” الجاوي ” الذي كان يتخذ من الإتحاد وطناً ومقراً ومكتباً وسكناً ومقيلاً .
اشتحط صاحبنا المسؤول ودلف إلى الغرفة وهو يلعلع بصوت مرتفع “هيا وكيف يابن الجاوي” ؟!!
رد الوالد مباشرة :”إنا لله وإنا إليه راجعون انتبه تقول لي أنك تريد أن تكون عضواً  في الإتحاد , فجريمة كهذه لايمكن ان تحصل في حق الإتحاد وأنا حيّ” , إبتسم ذلك القيادي وقال” لا , لاتخاف أنا  جيت اسألك سؤال واحد فقط وهو : متى وكيف ومن أين طلعت لنا بدستور للوحدة “؟؟!!!
بدا السؤال صادماً لأن ذلك المسؤول الرفيع المستوى ظهر عليه فعلاً أنه لايعرف شيئاً عن اتفاقيات الوحدة ولجانها ودستورها وكل الأعمال التي قامت خلال مايقارب ثلاثة عقود .
رد الجاوي :”يعني 23 عاماً رؤساء قُتلوا وحروب ودماء واتفاقيات ولجان وطلعة ونزلة ليش مثلاً علشان نقشر بطاط ونغرس بصل” ؟؟!!!!!!!
ثم أردف أنا عندي سؤال أهم لك:” ليش وكيف ومتى أصبحت أنت حاكم على عباد الله في هذا البلد المنكوب بكم ؟؟؟؟
خرج ذلك القيادي دون أن يرد على السؤال وصوت الجاوي يردد خلفه :”سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المنظمة القاعدية للمكتب السياسي”  وهي عبارة كان يرددها أبناء عدن عندما يرون الأميين وهم يثبون ( يقفزون ) للقيادة والحكم .
اليوم لم يتغير شيء من هذا ,  ومازال سلخ القرارات والتقاسم والقفزعلى القيادة ممن لايفقهون شيئاً هو السائد في السلطة وخارجها وما القادم افضل من الذي مضى وما اشبه الليلة بالبارحة !!.
من حساب الأستاذ أزال الجاوي على الفيسبوك ,نشرت بتاريخ 14 يونيو 2014 م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى