مقالات

راجح الإدريسي والتطبيع!! بقلم / غسان الصلاحي

بقلم / غسان الصلاحي
عندما خرج صديقنا راجح الإدريسي في الصباح الباكر لم يكن يعلم اننا في موعد جديد مع القدر ولم يكن في حساباته انه سوف يكون في موعد مع الدوريات الصهيونية في قمم جبال يافع .
وصل راجح ملبياً لنداء الاقصى الرافض للتطبيع وعهده في يافع والجنوب كله وداعماً لنضال الشعب الفلسطيني فرسم في مخيلته وهو في الطريق شكل منصة الإحتفال الكبيرة وكان يراوده التفكير من هو القيادي الكبير الذي سيكون ضيف الشرف على المنصة , وكم من قصائد التأييد والتضامن سوف يلقيها كبار الشعراء وكان يتخيل وجوه مشايخ يافع وعمائمهم وجنابيهم وهم منورون  المنصة وفوقها علم فلسطين يرفرف خفاقاً , ولكن هذه المرة لم تكن تخيلات راجح في مكانها فقد وصل إلى مكان الإحتفال ولم يكن في استقباله إلا أطقم الدوريات المتصهينة.
حاول صديقي راجح ان يتلفت يميناً ويساراً باحثاً عن كرامة وشرف يافع وعروبتها ولكن دون جدوى. كان الطقم الصهيوني هو الاسرع فأخذ راجح في جولة . تأكد راجح خلال هذه الجولة وفي تفكير عميق بواقعنا وعرف اننا شعب لايؤمن بالقيم والمبادئ والأخلاق ولكن شعب يقوده الإعلام المسيس إلى حيث يريد وتيقن أيضاً اننا امام منعطف خطير وثقافة جديدة تهاجم مجتمعنا وتهدف الى نزع عروبتنا وكرامتنا وشرفنا ومبادئنا وقيمنا وتحويلنا إلى مجرد قطيع يقوده الإعلام الموجه إلى حيث يريد .
عاد راجح الى قريته وهو يحمل خيبة الأمل في أمة كاملة ارتضت الذل والهوان . عاد راجح وهو يبحث عن بصيص أمل في من حوله يعيد له توازنه ويقول له أن ماحصل لم يكن حقيقة بل مجرد حلم  وأن يافع ستعود الى موقعها الطبيعي . موقعها العربي المسلم والناصر لكل مظلوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى