مقالات

منقسمون بشأن الحرب.. متفقون على تغيير النظام بقلم| نصر صالح

بقلم| نصر صالح

اليمنيون، شمالا وجنوبا، مقسمون، إلى ما يشبه التشظي، بشأن الموقف من الحرب، غير أنهم متحدون على تغيير النظام.
بخصوص الحرب؛ أعتقد أن اليمنيين منقسمون في مواقفهم منها إلى حوالي 6 أصناف، وكل صنف له أسبابه ودوافعه الخاصة، وأتصورهم مقسمون بين:

1- مؤيد للجيش واللجان (الجيش اليمني الأساس واللجان الشعبية أو أنصار الله) وضد حرب التحالف على بلادهم (العدوان الخارجي)، وضد من معه من المحليين.

2- ومؤيد للتحالف و”الجيش الوطني” (الموالي للتحالف والمدعوم منه) وللمجاميع المسلحة الأخرى (المدعومة من التحالف أيضا) ضد الحوثيين ومن يؤازرهم (جيش ولجان شعبية وقبائل).

3- ومؤيد للإمارات والمجلس الانتقالي الجنوبي، ضد الأخوان المسلمين والحكومة المدعومة من السعودية،
4- ومؤيد للسعودية وحكومة معين ضد الإمارات والمجلس الانتقالي الجنوبي.

5- ومؤيد لحزب الإصلاح وللسعودية (ولو مرحليا)، ضد الجيش واللجان (أنصار الله أو الحوثيين والجيش اليمني) وضد الإمارات.

6- وهناك من هو ضد التحالف (العدوان الأجنبي)، ولكنهم أيضا ضد الحركة الحوثية والإسلامية عموما.

وإضافة إلى الأصناف الستة أعلاه، تجد 12 توجها مختلفا بشأن خيارات النظام، لاسيما في الجنوب اليمني (ولعل البعض بنى موقفه بتأثير أجواء الحرب:

1- هناك من هو مع الوحدة في إطار الجمهورية اليمنية وهو ضد حرب التحالف على بلده.

2- وهناك من هو مع الوحدة في إطار الجمهورية اليمنية، لكنه مع التحالف الذي يحارب بلده (نكاية بالحوثي).

3- وهناك من هو مع الوحدة في إطار الجمهورية اليمنية، وضد حرب التحالف وضد حكم الحوثي معا.

4- وهناك من هو مع اتحاد فدرالي في إطار الجمهورية اليمنية الاتحادية (6 أقاليم، وهناك من هو مع 3 أقاليم وهناك من هو مع إقليمين).

5- وهناك من هو مع المجلس الانتقالي الجنوبي ضد حكومة معين، لكنه مع استعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

6- وهناك من هو مع “المجلس الرئاسي” والسعودية، وضد الإمارات والانتقالي، ويرفع شعار استعادة دولتي ج ع ي / ج ي د ش.

7- وهناك من هو ليس مع المجلس الانتقالي بالضرورة، وهو ضد الإمارات وضد السعودية وضد الجماعات الإسلامية جميعها.. وهو مع استعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

8- وهناك من هو ليس مع التحالف بالضرورة، وليس مع الانتقالي بالضرورة، ولا مع “هيئة الرئاسة” والحكومة المشكلين سعوديا، ولا مع أي من الجماعات الاسلامية، وإنما هو فقط مع الحراك السلمي الجنوبي (الذي نشأ في 2007/7/7)، ومع القيادات التاريخية الجنوبية، هو مع استعادة دولة ج ي د ش.

9- وهناك من هو ضد نصف المذكورين أعلاه، وتجده مع استعادة الجمهورية العربية اليمنية.

10- وهناك من هو ضد النصف الآخر من المذكورين أعلاه، وهو مع استعادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية،
11- وهناك من هو غير مكترث (لا مع ولا ضد)، ما يهمه هو أن تنتهي هذه الحرب، ويعيش بسلام وأمان واستقرار ، وليكن نظام الحكم كيفما يكون.

12- وهناك من يتخذ موقف المحايد، بانتظار من يكسب الحرب ليتبعه، بصرف النظر عن طبيعة وهوية النظام،

– هل نسيت طرفا؟
ذكروني به!

ومع ذلك، فليس ما سبق أهم مما سيأتي..

فبرغم فوضى الانقسامات السالفة الذكر، هناك خيارات أربعة كبرى “يتجمع” حولها اليمنيون، سياسيون وناشطون، وأيضا المواطنون العاديون، وهي:

1- قيام اتحاد فيدرالي مكون من: أ _ ستة أقاليم، بـ _ خمسة أو ثلاثة أقاليم، جـ _ إقليمين.
2- قيام كونفدراليتين واحدة للشمال وأخرى للجنوب. أو ثلاث كونفدراليات للشمال وللجنوب وللشرق.
3- استعادة نظام الدولتين: الجمهورية العربية اليمنة، جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

4- بقاء الوضع كما هو عليه (الجمهورية اليمنية). مع ضرورة التقليل من المركزية الحادة في إدارة الحكم، ومنح المحافظات نسبة من الحكم الذاتي.

أعتقد أن هذه هي أهم خيارات اليمنيين بشأن النظام التي يريدونها.. وشخصيا؛ أميل إلى الاعتقاد (ولكن بحذر) بأن الخيار الرابع (بقاء الحال كما هو عليه مع تغيير طفيف في مركزية إدارة الحكم) قد تناقصت أعداد مؤيديه كثيرا.

لا يمكنني تقدير أحجام مؤيدي أصحاب الخيارات الأربعة، ولا تحديد أيها الغالب، وأعتقد أن لا أحد في الداخل اليمني، شمالا أو جنوبا، بمقدوره فعل ذلك بدقة (يلتزم الحيادية).

فمهمة كهذه يحتاج لها “شغل” أكثر من شركة عالمية موثوقة بأمانتها متخصصة في استطلاعات الرأي والاستفتاءات العامة، لمعرفة حجم القسم الأكبر والأوسع الذي يجب الأخذ بالخيار الذي يؤيده.

وفي استفتاء مصيري كهذا، عندما يتم، يجب الأخذ بالحسبان أن يكون القياس على أساس نسبة مؤيدي أي خيار إلى نسبة تعداد السكان لكل منطقة (أو شطر) قبل عام الوحدة 1990 وأيضا بعد عام انتهاء الحرب الجارية، وأن يتم مراعاة القضية الجنوبية باعتبارها أس المشكلة في أزمة وحدة اليمنيين التي كان التباين الكبير في كثافة السكان بين الشطرين أبرز أسبابها (وباقي الأسباب تفاصيل)، وهذا الذي أغري الكثرة العددية على غمط حقوق القلة العددية في جنوب اليمن.. مولدا بعد ذلك الأزمة اليمنية برمتها والممتدة منذ اندلاع “حرب صيف 1994” وتراجع الحزب الإشتراكي وقيادة الشطر الجنوبي عن الوحدة خلالها في 21 مايو 1994، وإعلان استعادة جمهو ية اليمن الديمقراطية الشعبية، في غمرة اشتداد “صراع قيادة الشطرين” بسبب الوحدة ذاتها، مرورا بكل الأحداث والإهتزازات التي لحقت بعد ذلك التاريخ، وحتى قيام هذه الحرب المدمرة والظالمة والتي تُقتِّل في الجميع.

*نزل المقال لأول مرة في 1-06-2018 (تم تنقيحه في 29-04-2022م)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى