مقالات

انتقال ذاتي !! بقلم الشاعر كريم الحنكي

صاحتِ الليلةَ نحلَةْ من مَحلٍّ فوقَ نخلَةْ
أُكْرِهَتْ أن تتخلَّى عنْهُ في رَفّةِ مُهلَةْ
فاستعدَّتْ في خنوعٍ لِمَحلٍّ ليسَ مِثلَهْ
وأذاعت بِشموخٍ كاذبٍ يسترُ “فَعْلَة”
أنها من ذاتها عن حكمةٍ تنجزُ نَقلَةْ..
ولتخفي بعضَ ما تلقاهُ من هَوْنٍ ومُثْلةْ
حذَّرَتْ في لغوِها النخلةَ كي تشتدَّ وَهلَةْ
“استعدي، فلقد أزمعتُ عنك اليوم رِحلَةْ
واثبتي الآن، وإلَّا سوف تنهارينَ غفلَةْ”.

وعلى النحلةِ رَدّتْ دهشةُ النخلةِ: “واللهْ!”.

ثم قالت: ما سمعنا منكِ صوتاً قط قَبلَهْ
أو رأينا فيكِ شخصاً ليس بالفاقدِ ظلَّهْ
أو وجدنا لكِ وزناً، أو مقاماً كنتِ أهلَهْ..
عدمٌ منتفخٌ أنتِ، وإنْ صدَّقَ ثُقلَهْ
وغباءٌ يدَّعي الحكمةَ؛ إذ يجهلُ جهلَهْ
أنتِ، يا لمعَ سرابٍ ضيَّعَ الليلةَ رَمْلَهْ
وهْمُ فانوسٍ لدجَّالٍ مضى يكشفُ دَجلَهْ
وانتقالٌ فاضحٌ بينَ هوانٍ.. ومَذلَّةْ..
ما درينا بِكِ، إذ جئتِ كياناً حطَّ كُلَّهْ
أفندري بكِ إنْ أقلعتِ يا أحمقَ نحلَةْ.

بقلم الشاعر \ كريم الحنكي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى