مقالات

إتفاق الرياض: وافق شن طبقه !! بقلم / سامي عطا

بقلم / سامي عطا

الطرف الآخر لا ينفذ أي اتفاق الطرف الآخر لا يؤمن بالاتفاقات ويؤمن بالقوة ، ولا يذهب إلى التفاوض أو الحوار إلاّ حين يكون في لحظات ضعفه ويتخذها استراحة محارب منهك يستجمع قواه أثناء هذه الاستراحة للإنقضاض على خصمه ، هكذا فعل في حوار وثيقة العهد والاتفاق قبل حرب ١٩٩٤م التي تم توقيعها في عمان الأردن في ٢١ فبراير ١٩٩٤م وأثناء الحوار كان يعد عدته ويجهز قواته للانقضاض على خصومه ، ومن ثم أعلن الحرب في خطابه في ٢٧ ابريل ١٩٩٤م وشن الحرب ٤ مايو ١٩٩٤م.
وكرر نفس الأمر بعد ١١ فبراير ٢٠١١م ورضخ لمبادرة الشؤم الخليجية، ومن ثم ذهب لحوار الموفنبيك ، الحوار الذي تم هندسته في الغرف المغلقة وتشكيل مكون جنوبي مقاولة سياسية على عجل وأتخذها استراحة محارب ، وأراد أن يفرض رؤيته في نهاية الحوار وتقسيم البلد كعكة على مقاسه إلى ستة اقاليم ( الإصلاح والمؤتمر ) لأن الحزبين مستفيدان من ذلك ولهما قاعدة جماهيرية كبيرة في كل المحافظات كوناها خلال جمعهما بين السلطة والثروة ، بينما بقية الأحزاب والمكونات تواجدهما على الساحة محدود فالحراك الذي تم اختراقه موجود في عدد من المحافظات الجنوبية وسهل التهامه عبر شخصيات تم زراعتهم داخل الحراك، والأنصار تواجدهم في محافظة صعدة وبعض المحافظات شمال الشمال ، والاشتراكي لم يعد له تواجد في الجنوب وتواجده ضئيل في بعض المحافظات ، والناصري موجود في مديرية من مديريات تعز ” قدس” وله بعض العناصر في غيرها من المديريات.

بالمختصر لقد أراد نظام ٧/٧ بشقيه ( مؤتمر وإصلاح ) الإلتفاف على الناس وإعادة إنتاج نفس النظام، لكن كان النظام يعاني من شقوق كثيرة وبات أفراده مسكونين في حالة ثأرية يسعى رأس نظام ما قبل فبراير ٢٠١١م إلى الانتقام من حلفاء الأمس الذين أطاحوا به ، وكل يوظف ما استطاع من خصوم الطرف الأخر من أجل أن يظفر بنصيب الأسد من كعكة البلد، ولما كان الأنصار خصوم للنظام الذي شن ست حروب عليهم ، وهناك خصوم مباشرين الفرقة وعلي محسن ومن وراءه حزب الإصلاح وخصوم غير مباشرين عفاش الذي كان يريد من حروب صعدة الستة أن يضعف منافسيه على السلطة حزب الإصلاح وينهك الطرفين ليخلو له الأمر ، لولا انتفاضة فبراير ٢٠١١ التي عجلت برحيله ، فإنه ذهب إلى التحالف التكتيكي مع الأنصار ليثأر لكرامته وينتقم من خصومه، وكان له ما أراد إذ تم اسقاط الفرقة بواسطة الأنصار الذين تعاملوا مع الأمر بسياسة رغم الجروح الناكئة والذي كان حليف اليوم واحداً منهم ، لقد تعامل الأنصار مع الوقائع على الأرض بحكمة ونفس طويل ولم يكونوا ثأريين لأن هدفهم إتجه إلى إزالة نظام وليس شخوص ، وأدركوا أن المشكلة في نظام التبعية والإرتهان والوصاية بترابطاته الإقليمية والدولية ، ولهذا شُنت الحرب العدوانية عليهم ووضفوا كل ما زرعوه منذ خمسة عقود من جماعات دينية ومذهبية ، ومن يعود إلى خطاب تحشيد الناس للحرب في بداية العدوان الذي أخذ طابعاً مذهبياً وطائفياً وحتى لم تسلم الجهوية والقضية الجنوبية من هذا التوظيف وأرادوا أن يوظفوا كل شيء من أجل سحق الأنصار ، ومع الأسف معظم الناس بلعت الطعم.

ولم يك تشكيل المجلس الانتقالي إلاّ حصان – كحصان طروادة في الميثالوجيا الأغريقية – الغاية منه إعادة تدوير نفس النظام السابق ، ومن ينظر إلى تركيبة المجلس القيادية ، فمعظم عناصره عملت مع نفس النظام وكانت أدوات بيد عفاش الموالي للإمارات أكثر من ولاءه للمملكة بحكم المصالح الذي تربطهم ، ولذا فإن عناصره التي دخلت المجلس الانتقالي لا يستبعد أنها دخلت بإيعاز منه – حسب الرسالة المسربة التي وجهها إلى امين عام المؤتمر عارف الزوكة قبل تشكيل المجلس – ويمكن القول أن القضية الجنوبية هي مملكة طروادة وسعى حلفاء عصابة ٧/٧ الاقليميين والدوليين إلى دك حصونها وقلاعها ، وبالتالي إعادة إنتاج نفس النظام وبنفس الثقافة القائمة على التبعية والإرتهان والوصاية الخارجية ، لقد جرى في أتون هذه الحرب ترويض إرادات ظلت جامحة منذ إنطلاق الحراك في ٢٠٠٧م، إذ تسنى لهم أن يجروا العديد من ضحايا هذا النظام والذين كانوا سبباً في إنهياره إلى نفس مربع إرتهان وتبعية وعمالة نظام ٧/٧ ، وإذا استخدمنا المثل العربي وافق شن طبقه.
وبذلك يعيد النظام إنتاج نفسه والخاسر الأكبر هم الناس البسطاء في هذا البلد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى