العيد على ابواب وطن مقهور !!
بقلم / أحمد ناصر حميدان
العيد على الابواب , والمواطن في بلدي اليمن , واخص هنا عدن , في انتظار عيد يعيد روح الحياة للإنسان والمدينة والوطن , عيد يرسم الفرحة التي فقدت , ويعيد الدولة بشخصيتها الاعتبارية كمؤسسات , ونظام وقانون , يضبط ايقاع الحياة العامة , ويقدم الخدمات بمستوى مقبول , يعيد للناس ادميتهم انسانيتهم , يرسخ العدالة , يوقف العبث واللامبالاة في حقوق الناس في الانسان والارض , نريد مستوى معيشي مقبول , يحترم حق الناس في الحياة , ويساوي بينهم , يزيل حالة الاحباط القائمة , من مستوى معيشي متدهور , وخدمات تضر اكثر مما تنفع .
الناس تتنظر العيد لتزهو وتفرح , وللفرحة مبشراتها , كيف سيفرح مواطن وهو بدون راتب الى اليوم ؟ وكيف سيفرح مواطنون في مدينة تفتقد لأبسط سبل الحياة البسيطة , من خدمات وضوابط عامة ؟, وحتى وان اتى الراتب , لا يفي باحتياجات هذا العيد , باختصار شديد المواطن البسيط في وضع لا يحسد عليه , من غلاء المعيشة لغلاء مستلزمات العيد , من ملابس للأطفال , لسعر الاضاحي , لمستلزمات الضيافة والاستقبال , حق العيد للأطفال , كل شيء لدى بعض الاسر صار من الماضي , اسر متعففة خلف ابوابها المغلقة , يعلم بحالها الله .
العيد سياتي مثله مثل أي يوم , وسيمضي دون زهو , دون فرحة , دون بسمة , دون احساس جديد بعيد جديد لعام جديد , في مدينة يتناوب عليها نفوذ الفساد , لصوص الاراضي والايرادات , سلوكيات مليشيا وشطط وعنجهية , عقلية تفرح وتزهو بأطلاق اعيرة نارية , ولا تكترث لنتائج طيشها وتهورها , نتائج الراجع من تلك الاعيرة , من اصابات وقتل متعمد مع سبق الاصرار والترصد , مدينة تفتقد لمعالم الدولة والحكم الرشيد ومستوى من الاحترام للعقول .
في هذه المدينة هرمنا , وشاخ بنا الزمان سنا , ومع اقتراب الاجل , والامل يقترب ثم يبتعد عنا , ضعنا عندما ضاعت من ايدينا لحظات تاريخية مهمة , تتلاشى احلامنا وتطلعاتنا بقدرنا المخذول , قدر الامر الواقع , يفرض علينا ما لا يلبي تطلعاتنا , يفرض حماسا مهدور مفرغ من فكرة الوجع , حماس العقلية التي لا تعي ادبيات واخلاقيات ثورتنا , لا تعي القيم والمبادئ والافكار , حماسا وجد في العنف وسيلة , والشطط والتهور سلوك , والاتهام والتخوين والتكفير سوط مسلط على الاخر , حماس يفرض واقع على الاخرين بقوة بندقية وطقم وعسكري بليد لا يعي نتائج اعماله .
هرمنا ضياع , ضياع لحظات تاريخية مهمة كادت ان تنتج امل ومخرج , كادت ان تفضي لتغيير حقيقي , واذا بها تتغير الوجوه وتبقى المنظومة بأفعالها وسياساتها العقيمة , بل تصنع لنا تغيير عكسي للأسوأ والاشد سوءا .
هٌرم اليمن شماله وجنوبه , وهٌرمت عدن , وها هو العيد يقترب , ونحاول ان نتجاوز احزاننا لنفرح ونزهو سعادة , فلا نجد ما يفرحنا وما نزهو من اجله , الحياة بشكل عام تتعطل , والمعيشة تسوء , لا نجد وقتا للفرح , منشغلون (متى طفت ومتى بتلصي ) , في حالة انتظار مستمر لا للكهرباء فقط , بل لنعبي جرادل (دبب) ماء , انتظار للراتب الحقير الذي لا يفي بأبسط الالتزامات , ولا يغطي شيء من الاحتياجات , يتلاشى كسراب في واقع من الغلاء الفاحش , وهبوط سعر العملة , بهبوط قيمته في السوق , الذي يزيد من مستوى حجم الفقر والحاجة .
انهيار عام يحدث في ظل تنامي نفوذ من العدم , طفيليات تعيش على كاهلنا , تقتات من اجسادنا , ومستوى دخل الفرد منا , تنهش ايراداتنا , وتنخر فساد مؤسساتنا , و بسببها كل يوم تتدهور معيشتنا وتنهار قيمة العملة وينهار الراتب , طفليات تهدد مستوى دخل الفرد والانسان منا , تهدد شريان تغذية بند الراتب , ونعيش رعب فقدان ذلك الراتب , بسبب جشع وطمع تلك الطفيليات .
نعيش دون دولة , يوجد لدينا ارجوز , ومجموعة دمى تحركها قوى رجعية , تعبث بحياتنا , بصورة عقاب جماعي عام لشعب حر يرفض الاستسلام والخنوع لأجندات خارجية واطماع اقليمية , عقاب يستهدف امة و وطن لدية من الملكات والمواقع الاستراتيجية ما تجعله ينافس بقوة ويتفوق بل يتصدر المراكز الاولى اقتصاديا وسياسيا وثقافيا , ولهذا يعاق حتى لا ينافس , اعاقة لن تستمر وسيتحرر الانسان والارض , سيتحرر وطن لينهض عاجلا ام اجلا , ليكن رائدا انها قدرة الله الذي وهبها للأرض واسكنها انسان جلد صلب لا يعرف الاستسلام .