مقالات

تصحيح مفاهيم “3” بقلم / أزال الجاوي

بقلم / أزال الجاوي
في مساء ٧/٧ -٩٤م بينما كانت قيادة الجنوب المهزومة تبحث عن ملاذ آمن صرح والدي المرحوم عمر الجاوي لوسائل الإعلام والفضائيات وعلى رأسها اشهرها آنذاك قناة ال mbc اللندنية ان ما يحصل لعدن هو غزو وأنهُ تم استباحة عدن تماماً كما حصل لصنعاء في أربعينيات القرن العشرين , وما إن دارت الايام حتى انبرى اكثر من مثقف وكاتب جنوبي ليتحدثوا عن الاستعمار الداخلي ولعلَ اشهرهم واصلبهم علئ الاطلاق كان الدكتور ابو بكر السقاف حفظهُ الله الذي اشتكاهُ الحاكم السابق علي عبدالله صالح اكثرمن مرة الى والدي المرحوم عمر الجاوي طالباً منه التوقف عن الكتابة حول الاستعمار الداخلي فرد عليه والدي : “احمدُ الله انهُ لم يكتب عن الإستعمار الخارجي” حيث لم يستوعب الحاكم السابق علي عبدالله صالح المعنى في حينه  ولعلهُ استوعبهُ بعد ٧/٧ -٢٠٠٧ وبعد ان تصاعدت الأصوات المنادية بالجنوب العربي الذي لا يربطهُ رابط باليمن لا في الماضي ولا الحاضر ويعتبر الشمال احتلال اجنبي بل اسوأ من الاجنبي الى درجة القول : “إن جت بريطانيا رحبنا بها وان جا اليهودي مرحبا به مرتين” .
في مجلس عام في منزل المناضل الوالد الدكتور مسدوس وبحضور عدد لابأس بهِ من قادة الحراك طلب الدكتور مسدوس من الحضور عدم استخدام كلمة احتلال وذهب يعلل ويفند أقواله التي اعتقد ان كثير من الحضور لم يستصيغوها ، وفي مجلس آخر مع دولة الرئيس حيدر العطاس دار نفس الجدل تقريباً وكان رأي السيد العطاس مشابه ومتطابق مع كلام الدكتور مسدوس في الوقت الذي كان لي ولبعض الزملاء رأي مخالف ، ولعل جدلية الغزو من عدمه مازالت حتى اليوم والساعه تموج بين آراء كلها ليست على خطأ ولعل اساس الاختلاف يكمن في ثلاث نقاط هي :
١-وصف الجهة التي قامت بالغزو ( داخلية ام خارجية ) .
٢- الوسيلة لإزالة الغزو (سلماً او بالقوة ).
٣- النتيجة التي سيؤول اليها الوضع بزوال الغزو ( زوال الوحدة ام بقاؤها ) .
– الإتجاه الاول :
استقر رأي معظم من يعتقد ان ماتم في ٩٤ هو احتلال , تحديداً الاتجاه “المبالغ” على وصف الغزو انهُ خارجي ( اجنبي ) وأن الوسيلة تجوز ان تكون القوة وأن النتيجة يجب ان تكون زوال الوحدة بل ذهبوا الى أبعد من ذلك في تسويق طرحهم فتحدثوا مبالغة عن انتهاك الأعراض والكرامة والشرف واطلقوا وصف مستوطن على كل شمالي حتى أولئك الشقاة المتشردين في الجولات طلباً للرزق .
– الإتجاه الثاني :
هذا الاتجاه ينفي فكرة الاحتلال في توصيف حرب ٩٤ ويستندوا في ذلك ان وصف الطرف ” الغازي ” بالخصم الداخلي وليس العدو الأجنبي بسبب ان ذلك تم بعد اعلان الوحدة في مايو ٩٠ ولذا يجب ان تكون الوسيلة سلمية حصراً , اما النتيجة فهي تتراوح بين بقاء الوحدة وزوالها بحسب رغبة الشارع في الجنوب بعد تسوية الأوضاع في فترة انتقالية , ويستند هذا الفريق في نفيه صفة الاحتلال لعدة أمور منها اتفاقات الوحدة وكذا ان بعض ممارسات النظام في الشمال أسوأ من ما في الجنوب.
– الإتجاه الثالث :
يفند معنى كلمة الغزو ويسقطها على وقائع تاريخية ومعاصرة ويسترشد بالقبائل العربية التي كانت تغزو بعضها بعض دون ان يخل ذلك بانتمائها وكذا بوحدتها رغم عداوتها فكانت تتحد في مواجهة الأجنبي , وفي التاريخ المعاصر أيضاً توجد نماذج للغزو الداخلي الذي لم ينتج انفصال مثل جبهة تحرير ظفار وايضاً أكراد العراق في حربهم مع نظام البعث الذي كان يغزو مناطقهم ، وانتهاء الغزو بانتهاء حزب البعث وبقاء العراق موحداً وهناك النموذج اليوغسلافي وكذا السوداني حيث قامت الدولة بغزو مناطق اعتبرتها متمردة وكانت النتيجة النهائية التقسيم , من هنا يرى هذا الاتجاه انهُ حتى يكون هناك احتلال ليس بالضرورة ان يوصف الطرف الغازي انهُ اجنبي كما ان النتيجة ليست بالضرورة أن تفضي للتقسيم او الإنفصال ، اما الوسيلة لدفع الغزو فليس بالضرورة ان تكون سلمية ,فالوسيلة يحددها طبيعة وأسلوب الغزو وافضل نموذج لذلك صعدة وأهلها حيث ان النظام كل ما جنح للسلم جنحوا له وكل ما سعّر الحرب واجهوها بالمقاومة .
( كل اتفاقيات الوحدة بين الشمال والجنوب نصت على اعادة ” ركزوا هنا على كلمة اعادة ” تحقيق الوحدة اليمنية وليس اقامة وحدة ابتداءً )
ختاماً :
الاختلاف في مفهوم الغزو مرتبط باختلاف تعريف القضية الجنوبية ذاتها والتي لم تُجمع المكونات على تعريف واحد لها فتجد الآراء  تتفاوت حول مفهوم الاحتلال وكذا حول تعريف القضية الجنوبية في كل مكون على حدة ( حيث تجد كل الآراء المختلفة في نفس المكون بحيث انك لاتستطيع ان تعرف الفرق بين مكون وآخر الا باسماء زعمائه)

من حساب الاستاذ أزال الجاوي على الفيسبوك , نشرت بتاريخ 23 يوليو 2013م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى