مقالات

هل سيكون الجنوب بعد مأرب سجادة حمراء ام خط أحمر!! بقلم / صفوان باقيس

بقلم / صفوان باقيس

كثر الجدل مؤخرا حول تحرير اليمن كل اليمن من شمالها إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها في ظل صراع تبلور كأنه ثنائي بين قوى العدوان المتمثلة فيما يسمى التحالف العربي و القوى الوطنية اليمنية المناهضة لهذا العدوان وادواته المحلية بما يسمى الشرعية و الانتقالي.

من النواحي الشرعية و القانونية و الأخلاقية و الشعبية اليمنية فإن تحرير كل شبرا في أرض اليمن يعتبر واجب وطني يقع على عاتق كل احرار اليمن بلا منطقية او عنصرية ولا ينبغي للتباين السياسي او العرقي او القبلي او الطبقي ان يشكلوا اي عوائق مادية ولكن، الأمور في اليمن لا تسير بطوبائية او المثالية او الرومانسية السياسية فالواقع شيئ و التمني شيئ اخر.

الجنوب بشكل عام يميل نحو الإنفصال او استعادة الدولة كما يسمى بالرغم بأن الاغلبية مناهضة للاحتلال السعودي الإماراتي فإن الاقلية النوعية تسيطر على صناعة القرار فيه وهنا أعني خصيصا الإنتقالي فهو مدعوم عسكريا وماديا بشكل جيد وهو اكثر القوى المسيطرة بمجريات الأحداث هناك يقابله نسبة لابأس بها من أبناء الجنوب ترى الوحدة اليمنية هدف نبيل ممثلة بشرعية الرئيس المقيم في الرياض عبدربه منصور هادي ولا تعترف بشرعية حكومة الأمر الواقع في صنعاء وهذا الاتجاه كذلك مدعوم خارجيا وبشكل قانوني بحسب شرعية المجتمع الدولي.

المعادلة على أرض الواقع المعقد بسيطة، اي دخول للجنوب يعني نهاية بما يسمى الشرعية وتحول افرادها نحو تسليم سلطة كاملة لمكون الإنتقالي في مواجهة الزحف الحوثي حتى وإن كان هذا يعني فرض الإنفصال كامر واقع سيتبعه اعتراف المجتمع الدولي بسلطات الأمر الواقع تحت مرجعيات جديدة و قواعد فض اشتباك جديدة.

بريطانيا صرحت عن استعدادها لإرسال قوات حفظ سلام متى ما طلب منها ذلك و هذا لن يتم الا متى توفرت المعطيات المناسبة واهما انهاك كل القوى اليمنية المتصارعة بحيث لا تشكل تهديد وجودي على قواتها العسكرية في جنوب اليمن.

كل من ينصح أنصار الله للتوجه نحن الجنوب فهو ينصحهم أن يرموا بأنفسهم الى التهلكة و الوقوع في الفخ مرتين وتكرار نفس الخطأ الاستراتيجي الذي سيفقدهم تعاطف الشريحة الأكبر الصامتة في الجنوب التي يعول عليها مهمة التحرير في ظل واقع انفصال معنوي.

لا وجود لحاضنة شعبية فعلية لانصار الله تمكنهم من تعزيز انتصارات عسكرية وهم هناك سيكونون مكشوفين الظهر ولقم سهلة لصواريخ طائرات الأباتشي و الطائرات بدون طيار. لا تقارن الجنوب بالجوف او مأرب فهناك لا توجد نزعة انفصالية قوية تغذيها قوى طامعة في مواقعه الاستراتيجية بالرغم من صعوبة تحريرهم ولا اقلل هنا من أهمية مأرب و الجوف ولكنهم سيقايض بهم المجتمع الدولي الشمال لفرض الإنفصال.

أنسب حل لمواجهة الاحتلال في الجنوب هو إيجاد مقاومة جنوبية خالصة على غرار دعم الشمال للجبهة القومية ابان التحرر من الاستعمار الانجليزي. دخول أنصار الله الجنوب في الوقت الراهن سيكون من وجهة نظري انتحار عسكري عليهم وسيعطي الانتقالي الذريعة الكافية للترويج لهرطقات الانفصال و دغدغة عواطف الغوغاء التي اختزلت كل مشاكل الجنوب في الشمال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى