مقالات

شعار الدولة المدنية !! بقلم / أزال الجاوي

بقلم / أزال الجاوي
تاريخنا حافل بشعارات جميلة ( كلمة حق يراد بها باطل ) كان من يرفعها يعمل بعكسها تماماً إلى ان اصبحت تلك عادة لافكاك منها بل ازعم انه لم يعد لها استثناءات فإذا سمعتم أي سياسي يقول جملة اعرفوا يقيناً ان الفعل سيكون معاكس تماماً .
تاريخنا حافل باكثر من نماذج للحاكمين بأمر الله وهم في ادنى درك الانحلال والانحطاط والظلم والطغيان وتاريخنا المعاصر فيه كثير من نماذج الزعماء الجمهوريين وهم اشد من الملوك تجبراً وتوريثاً وبعداً عن الجماهير ,
اهم سمة يتحلى بها هؤلاء هو التشدد والمغالاة حتى تحقر وطنيتك الى وطنيتهم وعبادتك الى عبادتهم ومن ثم سرعان ماينسلون مما كانوا يروجون قولاً وفعلاً وبأبخس الاثمان.
مررنا في تاريخنا بكثير من تلك الشعارات التي أما لاتصلح لنا أو لايمكن تطبيقها على الواقع وتغنينا بها ومن أقصى اليمين الى أقصى اليسار ,  من المطالبة بتطبيق الشريعة الى المطالبة بتطبيق الماركسية ومابينهما وقدمنا تضحيات في سبيل ذلك بل ذهبنا إلى أبعد من ذلك إلى درجة حاولنا فيها تركيب رأس الجنبية جعنان واهدرنا الجنبية وبقي الجعنان وانتقلنا من جعنان إلى جعنان وما اظننا الا متنقلين من جعنان إلى آخر .
بحماس شديد يخبرنا حواري موفمبيك أنهم بمخرجاتهم سينقلوننا الى دولة مدنية بنظام ديمقراطي اتحادي رغم أننا لم نصل الى مرحلة يمكن ان نسمي انفسنا شعب فنحن لانعدوا اكثر من أن نكون قبائل وفئات اجتماعية مادون الشعوبية بل وفشلنا في اقامة حتى شبة دولة في تاريخنا المعاصر وتصارعنا وتقاتلنا ليس من اجل السلطة والثروة بل حتى من اجل شجرة علب لم تنمو بعد وكذا تقاتلنا على كلب وعين بقرة .
يعني باختصار لم نصل الى مرحلة الشعوبية وبعيدين كل البعد عن المجتمع المدني وليس لدينا دولة بالمفهوم الحديث ولا حتى بمفهوم عصور الإقطاع ومازلنا نحتكم الى الأعراف وبعضها حتى ماقبل الاسلام ورغم كل ذلك يقولون لنا دولة مدنية ديمقراطية مفدرلة واحمدوا الله فقد انتزعوا ذلك “بيامنعاه ويالوماه” والوجه من الوجه ابيض برعاية الشيخ والفندم والسيد .
وبعد كل ذلك اسألكم بالله واخص المتفائل منكم والمتغنين بالمخرجات وبشعار الدولة المدنية هل فعلاً مصدقين انه ستقوم دولة مدنية ديمقراطية في اليمن في هذا العقد وتحت ظل النظام والعقليات القائمة ؟؟؟؟؟
من حساب الأستاذ أزال الجاوي على الفيسبوك , نشرت بتاريخ 12 يوليو 2014 م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى