قاعدة “العند” خارج نطاق تغطية “الشرعية”! (تقرير خاص)
حيروت- خاص
دخلت القوات المحسوبة على “الشرعية” والتي يدعمها “التحالف” مرحلة التأكل، والاقتتال، بعد تفاقم الخلافات بين قياداتها وتغول الصراع السعودي الإماراتي على مناطق النفوذ ومحاولة التحكم بأهم المواقع الاقتصادية والقواعد العسكرية.
قاعدة العندة التي تعد حجر الرحى في بسط السيطرة على الجنوب من بوابة لحج عدن، قفزت فجأة إلى الواجهة بعد صدام عسكري مباشر ما بين قوات تابعة لقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء فضل حسن المحسوب على المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا وبين قوات اللواء الثاني عمالقة الذي يقود الشيخ السلفي حمدي شكري المدعوم من السعودية.
روايات عديدة نسجت حول الاشتباكات، وكل معسكر حاول التنلص عن مسؤولياتها، الثابت الوحيد هو إصابة 5 جنود على الأقل إصابتهم ما بين المتوسطة والبليغة، والبيانات الصادرة عن “العمالقة” و”العسكرية الرابعة” تنذر بحتمالية انتقال المواجهات إلى مربعات أخرى خارج حدود العند.
قوات العمالقة، أعلنت انسحاب أفرادها من محيط قاعدة العند، وتخليها على حراسة موقع “كسارة” قالت إنها خصصت عدد من عناصرها لضمان عدم تفكيكها حتى تسلم لصحابها.
وذكر شكري في بيان بأن أكثر من طقم داخل إلى الكسارة في زيارة للأفراد الذين يحرسونها وبعدها تعرض الجميع لوابل من إطلاق الرصاص والقذائف في هجوم مباغت من قوات قيادة المنطقة الرابعة، وفرض حصار عليها، أجبرها على الانسحاب وإخلى الموقع.
رواية مختلفة قدمتها المنطقة العسكرية الرابعة إذا أدعت بأن القوة التي التحقت بحراسة الكسارة كانت مقدمة لطلائع قوات تسعى للسيطرة على “التباب” الواقعة أسفل جبل “منيف” الذي يقع على مقربة من موقع الكسارة، ستمهد لـ”العمالقة” فرصة السيطرة على قاعدة العند نارياً.
لكن شكري قال بإن التوتر بدأت بعد أن قررت قيادة المنطقة إنشاء موقع عسكري بالقرب من الكسارة لمضايقتهم والدخول معهم في مواجهات غير مبررة.
شكري الذي يقود اللواء الثاني عمالقة أحد الألوية السلفية الثمانية الرئيسية التي تتمركز في الساحل الغربي والتي كانت محسوبة على الإمارات قبل أن تغير ولائها على ما يبدو، بانتقال جزء من قواته مؤخرًا إلى الخط الساحلي في منطقة الصبيحة بدعم من السعودية على الأرجح.
من الملاحظ أن بداية الخلاف بين شكري والإمارات خرج للعلن بعد رفضه ضم قواته في قاعدة المخا إلى قوات طارق صالح، وعدم مشاركته معركة أبين مع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي ضد “الشرعية.
في المقابل، فأن موقف ن قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء فضل حسن يبدو متناقضا فهو يتبع لوزارة الدفاع في الحكومة الشرعية لكنه أصبح مواليًا للمجلس الانتقالي بعد السيطرة على عدن وتشارك قواته المواجهات الأخيرة شرقي وشمالي مدينة زنجبار إلى جانب المجلس المدعوم إماراتياً.
ملخص لسوداوية المشهد في الجنوب ككل في ظل انتشار المليشيات المتفلتة قدمه القيادي في الحراك الجنوبي عبدالرحمن الوالي الذي أكد بأن القتال الذي اندلع بين المليشيات حول القاعدة “يظهر كم هي الامور متدهورة”. وقال بإن إصدار كل فصيل لبيان يتهم فيه الآخر بتفجير الاشتباكات يدل أن الامر لم يحل بعد.
وأبدى الوالي خشيته من أن يدفع الجنوب ثمنا غاليا طالما هناك مليشيات تتحرك وتتقاتل في ظل عدم وجود قياده موحدة.
بعدما طرحه الوالي رجحت معظم التكهنات بأن قاعدة العند أصبحت خارج نطاق تغطية قوات هادي، وقد تكون أيضا من ضمن أوراق التفاوض على التشكيل الحكومي المتأخر، الذي إذا ما فشل فسيقود إلى معركة كسر عظم ما بين “الشرعية” والانتقالي”، قد يكون الخلاف على العند هو بداية شرارته.