الملتميديا

مارك زوكربيرج يكسر قوانين فيسبوك لإرضاء ترامب!!

خرق مارك زوكربيرج إرشادات مجتمع فيسبوك منذ خمس سنوات من أجل إبقاء مشاركات دونالد ترامب على الموقع، حيث لم يغير الرئيس خطابه منذ أن كان مرشحًا للرئاسة، لكن الشركة غيرت سياساتها ومنتجاتها بشكل متواصل.

وتسبب الرئيس التنفيذي للشركة بمواجهة فيسبوك لأزمة جديدة، حيث يحتج الموظفون علنًا على فشله في تحدي ترامب، ويقاطع المعلنون الشركة ردًا على ذلك.

وأصبحت ستاربكس أحدث شركة تعلن وقوفها إلى جانب حملة مقاطعة الإعلانات على فيسبوك، لتلحق بعدد من الشركات، مثل (Verizon) و (North Face) و (Patagonia) و (Honda) و (Unilever).

وقالت الشركة: “سنوقف الإعلانات بشكل مؤقت على جميع منصات التواصل الاجتماعي، بينما نواصل المناقشات داخليًا مع شركائنا الإعلاميين ومع منظمات الحقوق المدنية؛ في محاولة لوقف انتشار خطاب الكراهية”.

وذكرت وكالة بلومبرج أن المقاطعة قد كلفت الشركة 7.2 مليارات دولار.

وازدادت مشكلات زوكربيرج بشكل أكبر مع نشر صحيفة الواشنطن بوست تقريرًا أوضح بالتفصيل كيف أن مارك زوكربيرج خرق سياسات فيسبوك منذ عام 2015 لاستيعاب تصريحات ترامب المثيرة للجدل.

ونشر ترامب عندما كان مرشحًا للرئاسية الأمريكية مقطع فيديو في شهر ديسمبر 2015 يدعو إلى حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، وانتشر الفديو بشكل كبير على فيسبوك، وكان مؤشرًا على نبرة ترشيحه.

وأدى الفيديو إلى حدوث حالة غضب بين الموظفين على مستوى الشركة، حيث شجب الموظفون الفيديو ووصفوه بأنه خطاب يحض على الكراهية، في انتهاك لسياسات الشركة.

وقال ثلاثة موظفين سابقين للصحيفة في اجتماعات حول القضية: إن الغالبية العظمى من المسؤولين في الشركة وخبراء السياسة قالوا: إنهم شعروا أن الفيديو كان يمثل خطابًا للكراهية، وإن زوكربيرج نفسه شعر بالاشمئزاز منه شخصيًا وأراد إزالته.

وفي أحد الاجتماعات، صاغت (مونيكا بيكرت) Monika Bickert، نائبة رئيس فيسبوك للسياسة، وثيقة للتعامل مع الفيديو، وشاركتها مع المديرة التنفيذية للعمليات (شيريل ساندبرج) Sheryl Sandberg ونائب رئيس فيسبوك للسياسة العالمية (جويل كابلان) Joel Kaplan.

وتضمنت الوثيقة أربع خيارات، هي إزالة المشاركة بسبب انتهاك خطاب الكراهية، وإجراء استثناء لمرة واحدة، وتصميم استثناء واسع للخطاب السياسي، وإضعاف إرشادات مجتمع الشركة للجميع، والسماح بتعليقات، مثل: “لا يسمح بالسود” و “إخراج المثليين من سان فرانسيسكو”.

وأوضحت الوثيقة مخاطر العلاقات العامة المحتملة لكل خيار، إذ من شأن خفض المعايير بشكل عام أن يثير أسئلة تصعب الإجابة عنها، وقالت بيكرت: إن إطلاق العنان الكامل يعطي فرصة لفتح أبواب الفيضانات لمزيد من التعليقات الكثيرة الكراهية، وتحدّث زوكربيرج في النهاية عن رغبته في إزالة المنشور.

وبدلاً من ذلك، امتنع المسؤولون التنفيذيون في فيسبوك عن إزالته، مما أثار استثناءً للخطاب السياسي، وصمم المسؤولون التنفيذيون استثناءً للخطاب السياسي الجدير بالاهتمام يؤخذ بالاعتبار عند اتخاذ قرارات حول كون المشاركات تنتهك إرشادات المجتمع.

وقالت بيكرت: إن الشركة دعت في نهاية المطاف للحفاظ على فيديو ترامب المتعلق بحظر المسلمين؛ لأن المديرين التنفيذيين فسروا تعليق ترامب بأنه يعني أن المرشح في ذلك الوقت لم يكن يتحدث عن جميع المسلمين، بل دعا إلى اتخاذ موقف سياسي بشأن الهجرة كجزء من نقاش سياسي يستحق النشر.

ومع وصول ترامب إلى البيت الأبيض، دفع الخوف من غضبه فيسبوك إلى سلوك أكثر احترامًا تجاه العدد المتزايد من المستخدمين ذوي الميول اليمينية، مما أدى إلى خلل في توازن الأخبار التي يراها الناس على الشبكة، وذلك وفقًا للموظفين الحاليين والسابقين.

وبدأ نقاش داخلي مماثل في ربيع عام 2016، عندما بدأ ترامب حملة قوية لدعم سياسته لبناء جدار حدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك، وأراد زوكربيرج كتابة تدوينة تدين ترامب، لكنه تراجع بعدما تحدث مع المستشارين، الذين قالوا: إنه سيبدو كما لو أنه كان متحيزًا قبل انتخابات نوفمبر.

ومهّد هذا الأمر الطريق لكيفية تعامل الشركة مع ترامب، إلى جانب القادة الشعبيين في جميع أنحاء العالم الذين نشروا محتوى مماثلًا، مثل: (رودريغو دوتيرتي) في الفلبين و(جايير بولسونارو) في البرازيل و(ناريندرا مودي) في الهند.

وأصبح من الواضح بعد انتخابات شهر نوفمبر 2016 أن روسيا استخدمت منصات التواصل الاجتماعي لزرع المعلومات المضللة، وتحولت فيسبوك بعد فترة وجيزة إلى هدف متكرر لغضب الرئيس، الذي قال: إن فيسبوك تناهض ترامب وتحاول تقويض انتصاره.

وتحولت مسألة استئصال الأخبار المزيفة التي نشرها الروس إلى واحدة من أهم أولويات الليبراليين، وقدم مهندسو فيسبوك في شهر ديسمبر 2016 نتائج تحقيق داخلي واسع إلى القيادة العليا حول كيفية انتشار التقارير الإخبارية الكاذبة والمضللة بشكل كبير خلال الانتخابات.

وعندما سلّط فريق فيسبوك الضوء على عشرات الصفحات التي بثت تقارير إخبارية كاذبة، عارض كبار القادة، من ضمنهم (كابلان)، إغلاقها على الفور، بحجة أن القيام بذلك سيؤثر بشكل غير متناسب على المحافظين.

وأغلقت فيسبوك في النهاية عددًا أقل بكثير من الصفحات التي تم اقتراحها في الأصل، بينما بدأت بتطوير سياسة للتعامل مع هذه المشكلات.

وعندما فكرت فيسبوك بعد عام في إصلاح خوارزمية الأخبار للتركيز بشكل أكبر على مشاركات الأصدقاء والعائلة في سبيل الحد من المعلومات الخطأ، سأل كابلان في اجتماعات حول التغيير: هل التغيير سيضر الناشرين ذوي الميول اليمنية أكثر من الآخرين.

وقال الموظفون: عندما أظهرت البيانات أن التغيير سيضر بمنافذ الأخبار المحافظة، حيث وجدت الشركة أن هذه المنافذ تنشر المزيد من المحتوى الذي ينتهك سياساتها، فإن كابلان نجح في الضغط من أجل جعل الخوارزمية الجديدة أكثر توازنًا في تأثيرها.

وأعلن (نيك كليج) Nick Clegg، الرئيس الجديد للشؤون العالمية والاتصالات في فيسبوك ونائب رئيس الوزراء البريطاني السابق، في شهر سبتمبر 2019 أن فيسبوك ستسمح للسياسيين بالتعبير عن أنفسهم دون رادع على منصة التواصل الاجتماعي، ما لم يحثوا على العنف.

وقال كليج: إن شبكة فيسبوك من مدققي الحقائق المستقلين، التي تم تأسيسها كجزء أساسي من استجابة الشركة للتضليل الإعلامي، لن تقيم مزاعمهم ولن تنطبق إرشادات المجتمع إلى حد كبير على السياسيين.

وردد كليج وجهة نظر مارك زوكربيرج الراسخة بأن فيسبوك يجب ألا تكون حكمًا على الحقيقة في الجدل السياسي، وأثار الخطاب غضب بعض الموظفين، مما دفع أكثر من 250 منهم للتوقيع على عريضة تختلف مع القرار؛ لأنهم اعتقدوا أنه يمنح السياسيين تصريحًا مفتوحًا.

ويوضح التقرير أن جهود الشركة في النزاهة غالبًا ما تقوّضها الأصوات القليلة التي قررت في نهاية المطاف الاتجاه العام للشركة.

ومع سيطرة الوباء والاضطرابات المدنية على النصف الأول من هذا العام، واصل ترامب استخدام منصات التواصل الاجتماعي لنشر المعلومات الخطأ.

وبعد سنوات من النقاش الداخلي، بدأت منصة تويتر في شهر مايو تنأى بنفسها عن فيسبوك من خلال تحديد بعض تغريدات ترامب على أنها تحرض على العنف أو أنها خطأ من الناحية الواقعية.

ورد ترامب بعد يومين بأمر تنفيذي يمكن أن يضر بشركات التواصل الاجتماعي عن طريق إزالة استثناء رئيسي يحد من مسؤوليتها عن المحتوى المنشور على مواقعهم، لكن تويتر لم تتراجع وأخفت تغريدة جديدة للرئيس بسبب انتهاك القواعد حول تمجيد العنف.

واختارت فيسبوك المساومة مع البيت الأبيض، وقاوم زوكربيرج مرة أخرى، لكن مع احتدام النقاش الداخلي بين الموظفين، فقد رضخ مارك وأخبر الموظفين أنه يتجه إلى تغيير سياسة الشركة لتكون أكثر انسجامًا مع سياسة تويتر.

وقال: إن فيسبوك ستصنف المحتوى الإشكالي الذي ينتهك سياسات الشركة كما تفعل تويتر، ولا توجد استثناءات للسياسيين في أي من السياسات.

يذكر أن تنازلات فيسبوك لترامب مهدت الطريق لقائمة متزايدة من السياسيين لنشر المعلومات الخطأ مرارًا وتكرارًا لمليارات الناس، وقد أدى ذلك إلى تعقيد فهم الجمهور للأحداث الرئيسية، مثل: الوباء، وحركة الاحتجاجات، فضلاً عن أنها ساهمت في الاستقطاب.

المصدر : بوابة التقنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى