الحسن بن عبدالله الكاف ودوره في رفد الحركة الثقافية والفكرية بحضرموت

اعداد المادة: حسن صالح الكاف

السيد العلامة الحسن بن عبدالله بن عبدالرحمن الكاف العلوي الحضرمي، ولد بتريم سنة 1292هـ و”نشأ في أحضان تفيض شرفاً ومجداً وسؤدداً”، مقبلاً على طلب العلوم حتى تأهل للقضاء وعرض عليه فأباه، “وقد جعلته ملكاته العلمية والأدبية صدرا حيثما نزل ومع ذلك فقد عرف عنه الزهد في التقدم والصدارة”، يغلب عليه الميول للأدب، “مولع بالدواوين الشعرية والكتب العصرية التي تبحث في الشؤون الأدبية والاجتماعية والسياسية”، “وهو من أوفر أماثل الأسرة الكافية فضلا ونبلاً وعلماً وأدباً ومن أعلاهم همة وأرفعهم قدرا وأسمحهم كفا وأغزرهم سخاء”، لا تخرج أعماله عن حدود المصالح العامة والتي شملت الجوانب الاقتصادية والاصلاحية والثقافية، “يقوم بتعضيد الجمعيات الخيرية ويشارك في تأسيسها”، وبناء المساجد وعمارتها.

أسس بمدينة تريم أيقونة حضرموت الدينية والثقافية مكتبة للمطالعة وشاد لها بناية خاصة سنة 1331هـ”جمع فيها عيون المؤلفات وضنائن المخطوطات والمصنفات” فكانت مركزا ثقافياً حياً يرتاده طلاب العلوم والمعارف وتعقد فيه المجالس العلمية والأدبية الدورية، ويذكر أن العلامة المحدث عمر حمدان المحرسي محدث الحرمين الشريفين تصدر فيها للتدريس مدة إقامته بتريم سنة 1345هـ.

وفي افتتاح هذه المكتبة العامرة يقول السيد العلامة عقيل بن عثمان بن يحيى (ت1344هـ):

وقد تصدى للسماحة من * أوصافه جلت عن الترجمه

الحسن الأفعال لله من * شهم على الإحسان ما أقدمه

أشاد للكتب المباني وقد * أنفق ما والله لن يعدمه

ووافق التاريخ تضمينه * في بيت شعر آية محكمه

دار بناها حسن الكاف أهل العز فيها كتب قيمه

والمكتبة المذكورة تعد من أهم المكتبات الخاصة التي تكونت منها لاحقا مكتبة الأحقاف الوطنية للمخطوطات بتريم. 

توفي المترجَم له في محرم سنة 1346هـ، وله من العمر54 عاماً قضاها “سالكاً الطريقة المثلى على نهج السلف الصالح في أعماله وأفعاله من حفظ الأوقات والسيرة السوية”، وقائماً بشؤون الإصلاح والنفع العام. له ديوان شعري مطبوع، ورحلة مسماة بـ(الطرف الشهية المستفادة من الرحلة إلى الديار المصرية والحجازية) كتبها الشيخ محمد بن عوض بافضل (ت1369هـ) طبعت مع الديوان، ومجموعة مكاتبات مخطوطة.