مقالات

تصحيح التاريخ..هل حان؟

 

 

الدكتور/الخضر محمد الجعري

 

يوم ٢١/ سبتمبر /٢٠٢٥م سيدخل التاريخ كما دخل من قبل التاريخ يوم ٢/نوفمبر/١٩١٧م يوم ان وجه وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور رسالة إلى ليونيل روتشيلد أحد أبرز وجوه المجتمع اليهودي البريطاني ليشعره فيها بأن بريطانيا ستعترف بوطن قومي لليهود في فلسطين ..

فمع اعتراف بريطانيابدولة فلسطين اليوم أعترف أيضا اليوم ٢١سبتمبر٢٠٢٥م كل من كندا وأستراليا والبرتغال .

وبالعودة للتاريخ فقد أنشئت دولة الاحتلال الصهيوني بقرار من الامم المتحدة رقم ١٨١ بتاريخ ٢٩ نوفمبر١٩٤٧م الذي نص على قيام دولتين عربية ويهودية مع بقاء القدس تحت إدارة دولية..فقامت بموجب القرار دولة يهودية ولم تقم الدولة العربية ..

من هنا جاءت الإعترافات بالدولة الفلسطينية.. والذي ستعترف بها يوم غد أيضآ عددا من الدول وفي مقدمتها فرنسا..لتصبح عدد الدول المعترفة بفلسطين ٤ دول من بين خمس من الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن لتبقى معزولة فقط الولايات المتحدة الامريكيه كما هو اليوم حال الكيان الصهيوني معزولا ومنبوذا..في الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث أعترفت أكثر من ١٥١ دولة بفلسطين من بين ١٩٣ دولة.

ان الاعترافات الدولية المتوالية هذه الأيام هي اضاقات جديده وانتصارات حاسمة في تاريخ الشعب الفلسطيني حققه عبر أنهر من الدماء والمعاناة والإبادة والمجاعه والتشرد..

وبفضل الإسناد المنقطع النظير من قبل الدول والشعوب وفي مقدمتها دولة جنوب أفريقيا العظيمة ودول امريكا اللاتينية الحرة والشعوب الحرة والمناضلة في أوروبا وامريكا اللاتينية وطلاب جامعات امريكا الذين كان لهم الفضل الاول وأستراليا والشعوب العربية والإسلامية.

ان على نتنياهو وسموتريش وبن غفير ان يستوعبوا الدرس جيدا فردودهم وسخريتهم التي تنقصها ابسط اللياقات الدبلوماسية ضد الدول المعترفة بدولة فلسطين سترتدعليهم وبالا …وعليهم ان يعيشوا هذه الايام السوداء الآن والتي ستتبعها أياما اكثر سوادا بالانتقال الى المرحلة التالية وهي فرض العقوبات والمقاطعة لكل ماهو صهيوني وان زمن اعتبار حكومات العالم في جيب الصهاينة قد ولى والى غير رجعة وان عهدا جديدا من الوعي بالمأساة في غزة وبحقيقة الاجرام الصهيوني قد بدأ. وقد فجرت غزه ونسفت كل السرديات الصهيونية والتلمودية..

وسيكون مصير الكيان الصهيوني هو نفس مصير نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا..وماهو الا وقت ..فقد بدأت بوصلة التاريخ تعدل من مسارها وتتجه صوب العدل والحق والحرية..فحكومة الإجرام الصهيونية تقود شعبها من حرب الى حرب أخرى..ومن أزمة الى أزمة أخرى، فبعد الأزمات العسكرية والأمنية والاقتصادية ها هي اليوم تقودهم الى أزمات سياسية لاتنتهي مع كل دول وشعوب العالم أجمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى