ماذا لو هي تل أبيب وليست غزه..!!
الدكتور /الخضر محمد الجعري
بالأمس عرضت القنوات الفضائية مناظر مرعبه ومؤثره ومؤلمة جدا حيث قتلت مسيرة صهيونية طفلة فلسطينية في الطريق وهي تبحث عن شربة ماءلأسرتها وتحمل جرة ماء فارغه بيدها..
وكذلك قتلت مسيرة صهيونية أخرى ثلاثة أشخاص فلسطينيين قتلتهم وهم يحملون جثة أنتشلوها من بين الأنقاض..
وتقتل المسيرات المسعفين في الطرقات والأطباء في المستشفيات
وعمال الإغاثة الأممية وهم في مقرات توزيع المعونات..
ويقتل الجيش الصهيوني يوميا طوابير من الجوعى الباحثين لأطفالهم عن كيس طحين..
ما الذي أبقاه هذا الجيش القذر من الاخلاقيات ليصفه قادته الوقحين بأنه الجيش الأكثر أخلاقيه في العالم…
الم يسأل قادته أنفسهم لماذا ضباطه وجنوده ينتحرون بالعشرات شهريا؟!!
ماذا لو أن القصف والتدمير الشامل اليو مي وعلى مدى عامين كان في تل أبيب وليس في غزة؟!!
هل كان ستسكت العواصم الدولية وهي ترى القصف و الجرائم والحصار والتجويع والإبادة ..أم ستنتفض وتفرض فورا عقوبات اقتصاديه بل وربما ستتدخل مباشرة لحماية تل أبيب بأعتبارها ضحية وواحة الديمقراطية وليست عاصمة الإجرام والأستيطان ..
ولتجندت كل وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة.. ولحشدت الأحزاب وسيرت المظاهرات. وعقدت المؤتمرات بل ولدعت الى إقامة الأحلاف العسكرية لنصرة المدينة الضحية تل أبيب.. وأعتبار هذا معادة للسامية.
اما وهي غزة فلا…
السكوت عن ماجرى ويجري الآن من مجازر وأبادة يومية ممنهجة لشعب غزة لمحوها وشعبها من الخارطة ، هو ليس تواطؤ فقط بل مشاركة في الإبادة ..وليس مقبولا أي تفسير آخر .
بقاء الأنظمة العربية والإسلامية دون فعل أو تحرك والاكتفاء بمشاهدة صورالمجاعه والإبادة وضرب الأطفال والنساء والعجزة والمرضى حتى وهم يحتمون فقط في الخيام والة الأجرام الصهيونية تقصفهم وتقتلهم من الجو والبر والبحر دون رحمة ودون ان يغيثهم أحد أو يطلب حتى إيقاف هذه الجرائم البشعه والإبادة الممنهجة والمنظمة التي تجري زورا تحت شعار محاربة حماس بينما هم أطفال أو راضع منهكون من سوء التغذية، ان هذا فعل مدان وحقير ولا يمكن تبريره بأي منطق أو حجة..
اللهم ان أهل غزة في رباط وعلى وعدك بنصرة المؤمنين..فقد خذلهم كل ذوي القربى وليس لهم معين.