مقالات

متى نفهم؟

 

 

بقلم / نصر صالح

غالبية إعلاميينا يُرجعون سبب ما نحن فيه من ضنك ونكد العيش والذي هو نتيجة تعمد خفض قيمة العملة الوطنية الفعلية (بطبع اوراق نقدية إضافية بلا تغطية، وبيع كل مادخل إلينا من العملة الاجنبية “الصعبة” بالمزاد وبقيمة قيل أنها بحوالي نصف قيمتها الفعلية) وكذا تعمد تعطيل الكهرباء والماء.. يرجعون ذلك إلى قصور اداء أعضاء الحكومة المنشأة من قبل تحالف الإحتلال او بسبب فساد أعضائها.. والواقع غير هذا تماما.

متى نفهم أن هذه الإجراءات الكارثية من قبل حكومة التحالف، إنما هي أفعال مدروسة متعمدة موجهة لغرضين:
1- إضعاف قيمة العملة الوطنية حتى الحضيض،
2- مشاغلة حكومة صنعاء لعرقلة انطلاقتها وتقدمها أولا، وثانيا محاربتها ميدانيا (نيابة عن أمريكا وبريطانيا) بنية عقابها على مساندتها الشعب الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة الذي يتعرض سكانها لحرب إبادة برعاية هاتين الدولتين الشريرتين، فإن عجز “أشاوس التحالف المحليين” فعلى الاقل يكونون سببا في “ابطاء” اندفاعة صنعاء لمساعدة الشعب الفلسطيني ومساندة مقاومته باتحاه تحرير أرضه فلسطين المحتلة من قبل صهاينة الغرب “اليهود الإسرائيليين” منذ 1948م.. وما هذه الحشود العسكرية التي تنقاد باتجاه الشمال إلّا ترجمة لهذه الرغبة الشريرة، فضلا عن تعمد “شيطنة” الحوثي بسبب توجهه بالعداء لأمريكا وإسرائيل، إضافة إلى التدليس بأن العملة المعدنية التي سكتها صنعاء مؤخرا كبديل للاوراق النقدية القديمة بأنها مزورة (علما ان صنعاء بفضل رفضها التعامل مع الورق النقدية الجديدة المزورة فعلا تمكنت من الحفاظ على قيمة العملة المتداولة عندها بحيث ان قيمة الدولار الامريكي في صنعاء 533 ريال يمني في حين ان الدولار الامريكي الواحد في عدن 1696 ريال يمني حسب سعر الصرف مساء الجمعة 10 مايو 2024).
إن هذه الإجراءات الكارثية/ الوسخة، التي تنتهجها الحكومة المشكلة من قبل تحالف الإحتلال، وبتوحيه منه، وتحديدا من قبل متعهدة تنفيذ حصة اليمن من “مخطط الشرق الأوسط الجديد/ الكبير” وهي السعودية ويساندها في ذلك دول الخليج المعروف هويتها وتبعيتها السياسية..
إنهم يهدفون، في النهاية، من وراء كل هذه الافعال التدميرية: خدمة “إسرائيل” فقط..
كيف؟
أرجح انهم سيوصلون شعبنا إلى أدنى درك من التدهور الاقتصادي والمعيشي والأمني ثم في النهاية سيطرحون خيار المخرج: “تريدوا أن تخرجوا مما أنتم فيه؟” إذن “اعترفوا بأسرائيل وطبِّعوا الحياة معها وتعايشوا مع الاسرائيلين الصهاينة، ولا بأس إن “تصيهنتم” قليلا، واتبعتم الديانة “الابراهيمية” الموحدة الجديدة فهذا مفيد لكم ويخفف عنكم النكد”.. وعند ذاك لن يأتوا لنا بجنات عدن جديدة، وإنما هم فقط سيعيدون الأمور إلى ما كانت عليه قبل بدء حربهم على اليمن في 26 مارس 2015..
.. والواقع هم قد بدأوا فعلا بوضع هذا الخيار الشرير حيز “التجربة” للتنفيذ، وبدأنا نسمع انهم يعقدون اتفاقات سرية “من نوع ما” مع دولة الكيان، ويقبلون بتسليم تحالف الاحتلال بعض مواقع من جزرنا اليمنية الجنوبية لعسكر بني صهيون بلا خجل او رادع ديني أو أخلاقي.. بل اننا سمعنا من زعيم احد التكوينات (المنشأ والمُدار إماراتيا) يهيء قاعدته في الجنوب لذلك الخيار، وبل انه صرح جهارا نهارا بالاعتراف بالكيان..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى