مقالات

كلمة والينا المُهلهل معذرة أقصد المبجل ..

 

بقلم/ عفراء الحريري

 

خزي وعار علينا كأمة بأن نقف مثل المسامير نشاهد شاشات التلفاز و نلعن ونبتهل، ونعبد أصنامًا نحن من نصبهاأولياء أمر لنا، وسمحنا لها بأن تختار اللقب الذي يعطيها حق قطع رقابنا و أرزاقنا(( رؤوساء وأمراء وسلاطين و ملوك))، ونُأمر بالدعاء لها: ” أطال الله في عمر والينا “المصهلل”، المعذرة أقصد المبجل”.

و من شدة بأسنا نقتسم نصفين

و نتراشق فيما بيننا البين، خدمة للات و العزى ومناة وهُبل، إنّا تجاوزنا فنون المدح والتطبيل إلى العبادة لهم و الترتيل وتجردنا مثلهم من ضمائرنا و إنسانيتنا أما عن كرامتنا فقد تجاوزنا الإحساس بها منذ صارت صلاتنا لجولدا مائير وبيغن ونتنياهو و قرأنا صفقة القرن و أخلاقنا يحددها التطبيع وبأمر والينا المدحمل، المعذرة أقصد المبجل.

– مشهد في البيت الأبيض:

و في ركن أخر كم وثيقة تحمل طلاسم باسم حقوق الإنسان تُصدر لتُفرح ذلك المخلوق العربي ليخيف بها حاكمه ووليه وحين يتمادىء في خرقها يُصك له كم نص بالإجماع إما للحصار أو للدمار

فتبدأ المساومة:( ستبقى الحاكم/ الوالي فوق كرسيك مئة سنة أخرى، مقابل الأرض وما ومن عليها ومافي باطنها ومابجانبها ومايعلوها، والشهر القادم ستُطبع” : وشعبي العظيم ماذا بشأنه؟، لاتهتم فقد جئنا بأفضل عازف طبل لتشجيعك وأحسن نافخ بوق لتدليعك و أجدر ماسح جوخ لتلميعك)، عاش، عاش، عاش ..والينا المُهلهل المعذرة أقصد المبجل.

– مشهد أخر في الأمم المتحدة:

يحتاج الأن أكثر من أي وقت مضى أن يسافر والينا للراحة مثل بقية أولياء هذه الأمة إلى مقر كلُّ الأمم مرة في السنة و ربما لعذر قاهر مرتين.

وفي هذه الحرب سيحتاج بأن يستعرض فحولته بعض كلمات من لغة الضاد تعيق المترجم ليصمت(*لم يستطع ترجمتها*) و تصفق أمته أمام شاشة التلفاز: هاهو والينا يلعن بني صهيون؟!، يتبعه والي أخر وعند كلمة التنديد ينطقها بلغة إنجليزية(*لاتفهمها الامة*) فتقف أمته أمام التلفاز و تصفق مع التصفير هاهو والينا يلعن ويقذف بني صهيون؟! وهكذا على التوالي والي يتبع والي، حتى ولاة التطبيع وهم يلعنون حماس و أهل غزة تقف أمتهم أمام شاشة سينما تصفق و تصفر وترمي الورد والياسمين لأن واليها لعن فلسطين، كلُّ فلسطين، وتعلو أصواتهم مع التصفيق( كفو والينا المفحلل) المعذرة أقصد المبجل.

كيفما تكونوا يولى عليكم؟ الشعوب المقهورة بلقمة العيش و التي تشبع إلى حد التخمة هي التي لاتجد بينها خالد بن الوليد و صلاح الدين الأيوبي…وغيرهم، حتى وإن تغير السلاح فقد ماتت فينا النخوة والعزة والكرامة، وإلاّ ماالذي يمنع من التمرد و العصيان و التحدي ….إلخ و يعصمنا من إعتقال ولاتنا أو حتى إغتيالهم، طالما ونحن في جميع الأحوال موتى، حياتنا مثل مماتنا، ولا فرق بين رجالنا ونساؤنا، بعد تساقط أولئك الرجال من قبل عهد أبي و أبيك، أنه ليس بسبب إضطراب الهوية، بل بسبب ضياع القضية التي تأمرت عليها الحكومات العربية قبل الغربية، حين جاء إلى الحكم والينا المُبهدل المعذرة أقصد المبجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى