مقالات

لاتفاق الايراني السعودي وغيظ الأعداء

بقلم: د- الخضر محمد الجعري

منذ عقود لم يفرح المسلمون فرحاً عاماً كما فرح المسلمون في كل المعمورة بالاتفاق الايراني- السعودي يوم 10-3-2023م بل وحظي بترحيبٍ دوليٍ غير مسبوقٍ وأُعتبر اختراقاً تاريخياً تحقق لايجب التراجع عنه ,ليفتح صفحةً جديدةً في العلاقات بعد ان ظلت متوترةً لعقودٍ مع انفراجات نسبية بين فترة وأخرى بسب التدخلات الخارجية التي كانت تُغذي هذا الصراع تحت غطاء التهديد النووي تارةً وتارةً بالتهديد المذهبي.
ان الفرح الاسلامي والدولي بهذا الاتفاق قابله غيظ وحزن من قبل الكيان الصهيوني وامريكا فهما الخاسران الاكبران من هذا الاتفاق الذي فوت فرصةً على حالة الإعداد والتخطيط لتأليب العالم ضد ايران كما ألبوا العالم ضد العراق بحجة إمتلاكه سلاحاً نووياً.ولا شك بان هذا التفاهم الايجابي بين السعودية وايران سيفتح آفاقاً رحبة من التعاون في كل المجالات, فالدولتين بثقلهما الديني والاقتصادي والعلمي يشكلان جناحا الأمة الاسلامية اللذان بهما ستُحلق الامة الاسلامية وتسعد إذا ماسُخرت كل الامكانيات في حماية الأمة ورفع شانها ومناصرة قضايا شعوبها العادلة وفي مقدمتها قضية شعب فلسطين وتدعيم الاستقرار وتوظيف كل امكانيات البلدين في التنمية وتحسين معيشة الشعبين في البلدين لاسعاد شعبيهما ,وخاصة ان الشعب الايراني عانى لعقود من حصار امريكي غربي مما انهك الشعوب الاسلامية في المنطقة بسبب تسخير اموال مهولة في شراء الاسلحة الغربية بحجة الخوف من الآخر.
لقد شكلت الوساطات العراقية العمانية واختتامها بوساطة صينية ناجحة مثالاً رائعاً على صدق الوسيط ونزاهته مما سهل استجابة ايجابية من الطرفين وشكلت صدمة حقيقية لمن راهن على الفشل وظل يجتر مخاوف الماضي لعرقلة التطلع للمستقبل وبقي على الدولتين تبادل الثقة وحلحلة الملفات ونزع فتيل الالغام التي زرعها الاعداء في منطقتنا ليستمر استنزاف المنطقة واقلاق أمنها حتى تظل رهينة لاعداء الأمة وأسيرة للجهل والتخلف وعرقلتها عن الأخذ باسباب التقدم والتطور والرقي واخراج المنطقة من الهيمنة وردم بؤر التوتر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى