خطورة المشاريع الضيقة المناطقية على الخارطة السياسية للجمهورية اليمنية
بقلم / صفوان باقيس
لست ضد فكرة ان يكون لحضرموت دور سياسي في عمليات التسوية القادمة في اليمن فهي محافظة كبيرة و تمتلك مقومات دولة و مقارنة أهميتها الاقتصادية و مساحتها الجغرافيا بتمثيلها السياسي فتمثيلها السياسي ضعيف جدا. لكن الخطورة تمكن في ان كثير من القوى السياسية التي برزت على السطح مؤخرا ممولة من قوى اجنبية علاوة على أنها لا تمتلك شرعية قانونية لتمثيل أبناء حضرموت فلم تفرزهم إنتخابات محلية ولم يتم التوافق معهم على عملية ديمقراطية تتيح لهذا الطرف او ذاك فرصة تمثيل المحافظة.
اغلب المشاريع المطروحة على الارض للأسف مشاريع ضيقة أنانية لا تحمل مشروع أمة تتطلع للعدل و الحرية و السيادة الوطنية و سيادة القانون و المواطنة المتساوية و العيش الكريم. القوى السياسية متخبطة فكريا و أخلاقيا فقدت البوصلة بين الانتماء الوطني و الهوية المحلية ومع الفقر أصبحت البلد مرتع خصب للارتزاق و العمالة و الخيانة.
على اليمنيون ان يستوعبوا ان السعودية لديها مشروع توسعي في اليمن وهو يمشي بخطى حثيثة فمنذ نشأة المملكة وهو يقضم في اليمن على مراحل ولم يتوقف ولن يتوقف طالما ان اليمنيين يقعون في الفخ تلو الآخر.
السعودية تعمل على تجنيس القبائل اليمنية في الأراضي الطامعة فيها ولن اذكر بالتحديد فقد تم تجنيس معظم قبائل الصحراء في المهرة و حضرموت و شبوة و مأرب و الجوف و نظرا لتفتت الجبهة الداخلية فإن اي قوى خارجية تستطيع تمرير مشاريعها طالما تمتلك المال و الإعلام فالسعودية تمتلك هذين العنصرين الأساسيان! اليوم تقوم ببناء جيوش و مليشيات و تنظيمات جهادية إرهابية خارج إطار الشرعية الدستورية اليمنية ليس لغرض إستعادة الشرعية و إعادة البناء و التنمية وإنما لتدمير ما تبقى من الخارطة السياسية للجمهورية اليمنية بعد أن تم تفكيك الدولة لكي يتسنى لها لاحقا ضم الأرضي التي ترغب بهم بشكل يتوافق مع القانون الدولي.