مقالات

الجمهورية بين فكي كماشة !! بقلم /صفوان باقيس

 

بقلم / صفوان باقيس

اكثر الأخطاء الاستراتيجية القاتلة التي وقع بها الشعب اليمني هو القبول بالسعودية كوسيط نزيه بين أطراف النزاع السياسي وكذلك تدويل قضاياه السياسية المحلية مما أدى لوضع اليمن تحت البند السابع. فنحن بأيدينا كشعب عبر نخبه السياسية الأنانية وضعنا أنفسنا في موضع الفاشل اقتصاديا و القاصر سياسيا.

لن نخوض في تفاصيل من المسؤول الأول عن الوقوع في هذا الفخ لانه معروف ولكن علينا أن نعي انه فخ محكم وقعنا فيه ولذلك علينا البحث عن مخرج و تقديم حلول عملية وفق أهداف و استراتيجية واضحة.

ولذلك علينا أن نعي انه في أرض الواقع في اليمن لا توجد شرعية ولا يمتلك اي طرف الحق في ادعاء الشرعية، هناك فراغ دستوري علينا التعامل معه وكل الإجراءات المتخذة من جميع الأطراف غير قانونية ولا تستند لشرعية دستورية

فالمجلس الرئاسي وضع وفق آلية اقل ما يقال فيها انه تدخل بجح من قبل السعودية في الشأن الداخلي اليمني فهي لم تحترم إرادة الشعب في إختيار من يمثله غطرسة سعودية فارغة في التعامل مع اليمن دولة و شعب.

و ايضا تصرفات الحوثيين الطائفية و آخرها مدونة السلوك الوظيفي التي تدل على وقاحة الحوثيين في التعامل مع الشعب اليمني فهم عنصريين سلاليين لديهم مشروع رجعي يستند على خرافات دينية فهم يتحركون وفق خطة مدروسة لتحويل اليمن لجمهورية هاشمية ثيوقراطية إن لم تكن ملكية حوثية صريحة. تعريفا العنصرية و الطائفية تنطبق على الحوثيين شكلا و مضمون. مستحيل ان نتفق مع من يشوف نفسه ذو جينات ربانية كأنه ليس من طين آدم!

اما المجلس الانتقالي فهو كالشرعية لا يستند لأي سند دستوري وهو وجد لغرض دغدغة عواطف الجنوبيين لكي يتم عبره شرعنة نهب الأراضي لصالح دول التحالف. مشروع ضيق قروي تدميري.

الشعب اليمني اليوم واقع بين قبضتين من جهة التحالف عبر أدواته و مشروعه التوسعي على حساب الجغرافية اليمنية وفي الجهة المقابلة مشروع الحوثي الديني الضيق، فكلاهم لديه مشروعه الخاص قد يلتقيان في تقسيم الخارطة الجغرافية للجمهورية اليمنية بين ثلاث مكونات الشمال و الجنوب مقطوع منه الربع الخالي و المهرة و سقطرى وميون و بعض المواقع الاستراتيجية في البحر الأحمر و بحر العرب لصالح التحالف.

الأغلبية الصامتة من الشعب اليمني بيدها قلب الطاولة و تغيير الواقع السلبي لآخر إيجابي ولكن المشكلة تكمن في غياب قيادة كارزمية مع غياب العمل السياسي و النقابي ذات الأهداف الواضحة في إطار زمني محدد وكذلك لا ينبغي لنا أن نغفل تشتت الجهود بين الصراعات الايدلوجية التي ساهمت بشكل مباشر في تفتيت الجبهة الداخلية.

الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، المخطط الاستحواذي السعودي يتم وهو في مرآحله الأخيرة وسيكتب له النجاح إن لم يتحرك الشعب اليمني بثورة شعبية مسلحة تجدث أصحاب المشاريع الضيقة الأنانية و تحجم السعودية أمام المارد اليمني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى