” في ذكرى وفاته الثالثة ” .. حامد جامع مات… انا حزين !!
بقلم / محمد عبدالوهاب الشيباني
المثقف الرفيع والمترجم النابه والاهم الانسان النبيل مات، بلا مقدمات.
في ضجيج السبعينيات تشكل في اطار اليسار، وكان شاهدا علي التحولات الاجتماعية والثقافية في المدينة التي احبها فاقامت تحت جلده الاسمر،وكان يقول وبضحكته المميزة انه صومالي لكن خلاصةالمدينة الكوزومبوليتية التي اختلطت فيها الاعراق والاديان (الصومالي والهندي والعربي) و(المسلم واليهودي والمسيحي والبوذي والبهائي و الوثني).
كان قريبا جدا من الجاوي وعبدالرحمن عبدالله ومن جعفر الظفاري وعبدالله محيرز واحمد قاسم دماج وعبد الباري طاهر وحسن عبد الوارث وكل اعلام اليمن.
كان يعهد اليه بتصحيح مجلة الحكمة ابان رئاسة الجاوي لها ولاحقا صار احد اعمدة صحيفة التجمع في اصدارها الاول مطلع التسعينيات،فكان يقول عنه الاستاذ احمد قاسم دماج نحن نتعلم اللغة وحب الجغرافيا من هذا الصومالي.
حين ترجم الجزء الثاني من كتاب ديفيد سمايلي المسمى (مهمة في الجزيرة العربية) والمتعلق باليمن في الثمانينيات كان يقدم درسا بليغا للمترجمين في الاجتهاد والانضباط المفاهيمي وسياقات البناء اللغوي الموازي.
صدر له عن مجلة قضايا العصر في العام 88 كتاب مترجم عن الانجليزية اسمه (كاسترو والدين) وهو جملة حوارات ومحاضرات ومقالات للزعيم الكوبي عن الدين.
وهناك كتاب ثالث له عنوانه(الموقع الاخير) وهو عبارة عن ترجمة لمذكرات ضابط وسياسي انكليزي عن السنوات الاخيرة له في عدن.
ويحتفظ باكثر من خمس مخطوطات لكتب مترجمة ومقالات ودراسات وتأملات كان يعد الكثير من اصدقائة باقترابه من نشرها.
لم يتزوج وكان يقول انه تزوج الكتب والقراءة والتسكع اللذيذ ، وعاش حياة ثرية في محبة الناس واكتشاف العالم القابع في بطون الكتب وسير الكائنات المحلقة عاليا في الغرابة والادهاش.
نشرت هذه المقالة العام 2019 م