مقالات

عندما يتحول النصر إلى هزيمة، نصيحة لوجه الله لأنصار الله بقلم| صفوان باقيس

بقلم| صفوان باقيس

تحمل الشعب اليمني مالم يتحمله اي شعب في العالم من حصار و تجويع و سلب الحقوق الأساسية التي كفلتها له الأعراف الإنسانية وصانها له الله في كتابه الحكيم. الشعب اليمني في مفترق طرق، حائر كالاسد الجائع على وشك افتراس كل من يقف في طريقه او يشكل عقبة أمام حريته.

ارتكب أنصار الله أخطاء استراتيجية ساهمت بشكل مباشر في تأخير الحسم العسكري عند شعب يمتلك من المقومات الازمة لاكتساح كامل الجزيرة العربية و استعادة أمجاده المسلوبة بأقل التكاليف و اسرع الطرق، يمكن تلخيص الأخطاء في التالي :

١ – قيام بما يسمى ثورة ٢١ سبتمبر من رحم التامر مع علي عفاش وهي تعتبر من وجهة نظري أول خطوة في اتجاه فلسفة الغاية تبرر الوسيلة. علي صالح كان يخطط للانقضاض على أنصار الله في الوقت المناسب و لولا تدخل بما يسمى بالتحالف العربي الذي اربك فيها حساباته لوصل صالح لغايته بدهائه المعهود. ٢١ سبتمبر خطوة انقلابية انتهازية ينبغي أن توصف على أنها ثورة مضادة لكل ثورات اليمن المعاصرة و لذلك

٢- التوجه نحو الجنوب اليمني الذي رفض كل حروب صالح العبثية التي شنت على حركة الشباب المؤمن الذي اسسها الراحل السيد حسين الحوثي رحمه الله. الجنوبيين ساندوا اهل صعدة ردا للجميل الذي قام به الشهيد حسين الحوثي في مجلس النواب مساندا الجنوبيين في تبعات حرب ٩٤ مع نظام صالح . للأسف لم يستثمر أنصار الله بقيادة عبدالملك الحوثي تلك المشاعر ولم يدركوا حجم التعقيد في تلك العلاقة السياسية الهشة المبنية على وسط إلى يسار تيار جنوبي يقابله أقصى اليمين من الجانب الحوثي و كذلك لم يدرك أنصار الله حالة التشرذم في اليمن عموما و الجنوب خصوصا. التناقض انه كان هناك تحالف عاطفي بين الجنوب و صعدة لم يشاء له ان يترجم إلى تحالف فعلي نظرا لحالة التشرذم انفة الذكر. وجود حالة من الفراغ الدستوري أعطت التدخل الأجنبي الذرائع الكافية وخصوصا ان اليمن تحت البند السابع اي تحت الوصاية و هذا

٣- وضع اليمن فريسة الاطماع الخارجية و مخطاطات التقسيم و الاستحواذ على مواقعه الاستراتيجية و الحيوية و هذا و أنصار الله مازالوا في نقاشات دينية غبية و أمور تافهة لم تحسم منذ وفاة النبي.

٤- اليوم المنافق من وجهة نظر أنصار الله هو من لا يؤمن بوراثة سلالة علي ابن أبي طالب للحكم و السلطة اي بمعنى ان كل من لا يؤمن بالعقيدة الزيدية في مسألة الولاية فهو منافق في الدرك الأسفل من النار! ومع هذا

٥- يتحدثون عن الشراكة الوطنية و الجمهورية اليمنية و السيادة و الوحدة اليمنية و الوحدة الوطنية و مكافحة التدخل الأجنبي و الاستقرار و الحوار و ثورتي ٢٦ سبتمبر و ١٤ أكتوبر الخ من المصطلحات البراقة وهم مازالوا يعيشون صراع لم ينتهي بعد، سراب لم يحسم قط ولن يحسم ابدا. عقلية السقيفة و يوم الغدير و اعلام الهدى وورثة الكتاب وكل المصطلحات التي ترفع من قدر فئة لا لشيئ سوى النسب فهي تعريفا تقع ضمن العنصرية عندما يتعلق الأمر بالمواطنة المتساوية و الحرية الشخصية و الديمقراطية و حقوق الإنسان و سيادة القانون. مالها اي تعريف هي عنصرية مقيتة جربها الشعب اليمني لعقود وثار عليها و انتهى أمرها.

٦- ترجم أنصار الله تلك السياسات الدينية “الثيوقراطية” توظيفا سياسيا بحت فهم لم يفصلوا بين المعتقد الشخصي لجماعة دينية و بين تكتل سياسي يقود ثورة شعبية تجمع تحتها أطياف متنوعة من النسيج الإجتماعي للشعب اليمني ككل.و هذا التوجه ساهم في –

٧- استحواذ سلالة معينة على مفاصل الدولة مثلا عد كم من ال الحوثي في مواقع سيادية عليا في الجمهورية اليمنية “المحررة” حتى ان بعض الوزارات تجد الوزير و نائبة من نفس الأسرة الهاشمية. ترجمة للعنصرية على أرض الواقع ورجعنا خبط عشواء في مسألة الوراثة و التفاضل بالانساب حتى ان هناك من ينظر ان المسألة فيها جينات ربانية!

٨- اختزال المعركة من نقطة جدلية تاريخية فالمعركة الحقيقية اليوم في اليمن ليست بين علي و معاوية او بين الغدير و السقيفة ،من الجهل و الغباء استخدام نقاط جدلية في التاريخ الإسلامي في عملية استنهاض و توحيد الشعب اليمني لمواجهة عدو يتربص به! أمور جدلية عقيمة لن تنتج إلا المزيد من التشرذم.

٩- تقسيم الشعب اليمني بمسميات لا أعرف اهي نابعة عن عنصرية او نابعة عن جهل؟! ، مسميات كأحفاد النبي، أحفاد الأنصار او أحفاد معاوية إذا لم عجبوكم و كذلك أحفاد بلال إذا اعجبونا مالم فهم أحفاد ابرهة! تقسيم اجتماعي للشعب اليمني من زاوية حجازية قرشية و ضيقة! لا أعتقد حتى ١٪ من السود في اليمن لهم علاقة ببلال و الإهانة ان تنسب الأصل للفرع فالاوس و الخزرج لا يمثلون الا نسبة ضئيلة من التاريخ اليمني العظيم.

انتصر أنصار الله عسكريا في المعادلة العسكرية في نطاقها الجغرافي الضيق بمعنى إن كان الشمال هو اكبر غايتهم فهم هنا في واقع المنتصر الذي يستطيع فيها إملاء شروطه على التحالف العربي فهم سلطة امر واقع سيتعامل معها المجتمع الدولي و سيلبي لهم كل ما يطلبون لكي يحكمون الشمال.

اما إذا نتحدث عن الجمهورية اليمنية و ان المعركة هي للسيادة الوطنية على كامل التراب اليمني فالنصر لم يتحق بعد ومع تقديري لتوجه أنصار الله الديني فهم لن يستطيعوا توحيد الشعب اليمني لهذه الغاية، فعندهم أولويات عمرها اكثر من أربع عشر قرن، المنافق في ادبياتهم هو العلماني او الشافعي العادي و مع هذا فهم لبسوا قناع العلمانية ذلك القناع الذي اتو به ايام الحوار الوطني و سرعان ما رموه في سلة المهملات بعد إحكام السيطرة على السلطة في العاصمة صنعاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى